48 ساعة

علي المزيد

TT

لا أخفيكم القول إنني معجب بمبادرات جامعة الملك سعود في العاصمة السعودية الرياض وأعتقد أن المحرك الرئيسي لها مديرها الدكتور عبد الله العثمان، الذي أعلن في وقت سابق أنه سيسعى لإقامة أوقاف للجامعة مما يجعلها مستقلة حيث تقوم بالإنفاق على نفسها وبالفعل رأينا هذه الأوقاف أو الاستثمارات بادية للعيان وشاخصة لكل من أراد رؤيتها في حرم الجامعة أو عبر الكراسي البحثية التي يمولها رجال الأعمال لتقوم بقية الجامعات السعودية بتقليد الخطوة، ولا أعرف إن كانت مثل هذه الأفعال فرضتها المرحلة أم إبداعات هذا المدير.

والحقيقة أن المبادرات لا حصر لها في جامعة الملك سعود ولكن ما يعنيني في هذا المجال المبادرة الأخيرة وهي مبادرة صناعة السيارة «غزال»، اللافت للنظر أنه بعد إطلاق السيارة «غزال» تم إطلاق السيارة «أصيلة» من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والقاسم المشترك بين السيارتين أنهما اقتصاديتان ومصنوعتان للطبقة الوسطى فأقل إذ يتراوح سعرهما ما بين 35 إلى 50 ألف ريال (9.3 إلى 13.3 ألف دولار). ما يلفت النظر أن السيارتين أطلقتا في وقت متقارب مما يدلل أنه لا تنسيق بين الجهتين البحثيتين. وهذا يشتت الجهود ولا يوحدها فالجامعة تبحث في جهة والمدينة في جهة ولو اجتمعت هذه الجهود لربما خرجنا بنتائج أفضل ووفرنا مالا صرف على بحثين متشابهين عبر توفير جزء منه لتمويل بحث آخر.

المهم، أعلنت الجامعة أنها أنشأت شركة لصناعة السيارة «غزال» بقيمة 500 مليون دولار بالتعاون مع شركة كورية يملك وادي الرياض للتقنية 15 في المائة منها وشركة «ديجم» الكورية 30 في المائة والهدف صناعة سيارة اقتصادية وقطع غيار لنكتشف أنه بعد مرور 48 ساعة تتم تغطية الـ55 في المائة من قبل رجل الأعمال محمد حسين العمودي لنكتشف أيضا أن ما تدرسه الجامعة في قسم الاقتصاد من أن رأس المال جبان غير صحيح فها نحن نرى تغطية غير مسبوقة تمكن خلالها رجل الأعمال من الدخول في ظرف يومين فهل هو جريء أكثر من اللازم؟ أم تم التنسيق معه مسبقا؟ والذي يجعلني أقول ذلك أن الاتفاق ترك المجال مفتوحا لمشاركة صناديق الاستثمارات العامة والتأمينات والتقاعد والتعليم الجامعي عبر التنازل عن جزء من حصص الشركاء وأتمنى أن تشارك الصناديق الثلاثة الأولى في المشروع لأن مشاركتها ستعزز دراسة الجدوى وتعزز الثقة في الشركة الوليدة.

* كاتب اقتصادي