السعودية تدرس فتح منافذ جديدة لاستيراد الأغنام

منظمة الأغذية الدولية تتوقع ارتفاع أسعار المواد الغذائية للسنوات العشر المقبلة

الأمير مشعل بن ماجد خلال جولته على المعرض المصاحب للقاء الزراعي الثالث في جدة أمس (تصوير: غازي مهدي)
TT

تدرس السعودية فتح منافذ بحرية جديدة لاستيراد الأغنام في المنطقة الغربية، وذلك على ساحل البحر بدلا من قصرها على ميناء جدة الإسلامي، من خلال موانئ ضباء وينبع بحسب ما ذكره وزير الزراعة، يوم أمس. وأعلن الدكتور فهد بن عبد الرحمن الغنيم وزير الزراعة السعودي أن الوزارة أنشأت محجرين حيوانيين جديدين في ميناء الدمام شرق السعودية، وفي جازان جنوبها، لكونها من المنافذ الرئيسية في المملكة. ودعا وزير الزراعة في مؤتمر صحافي، على هامش انطلاق اللقاء الزراعي الثالث لتبادل الخبرات الذي دشنه أمس الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة وتختتم اليوم فعالياته، إلى استيراد الشعير بدلا من زراعته داخل المملكة. وقال: «لا نشجع زراعة الشعير داخل المملكة، واستيراده من الخارج أفضل كونه من المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه ولمحدودية الموارد المائية بالمملكة وهو ما يدعو إلى التركيز على نشر الخبرات والتوعية بمجال ترشيد المياه. وأضاف: «تركيزنا في الوقت الحالي على القمح والأعلاف أكثر من الأرز، ولا يعني ذلك أن نهمل الأرز، ولكن الأرز أحد المحاصيل لدينا المستهدفة بالاستثمار في الخارج، ولكن لا يوجد تاريخ معين لوصول شحنات الأرز الجديدة».

وقدر الوزير الغنيم حجم استهلاك السعوديين من الأرز سنويا بنحو مليون طن من الأرز و3 ملايين طن من القمح و10 ملايين طن من الأعلاف، مشيرا هنا إلى توجه بعض المستثمرين السعوديين للزراعة خارج المملكة.

وعن زراعة الأرز بالمياه المالحة، قال الغنيم إن هناك رغبة على مستوى العالم ككل لعمل تعديلات وراثية في بعض المحاصيل؛ حيث يمكن استخدام مياه شديدة الملوحة، ومياه البحر في الزراعة ما زالت في مرحلة الأبحاث.

وحول اللقاء بيّن الوزير الغنيم أنه سيتناول محاور الموارد المائية والزراعية والبيئية والثروة الحيوانية إضافة إلى التنمية الريفية والتصنيع والتسويق الزراعيين والبحوث التطويرية في المجالات الحيوية والتقنيات المتقدمة في الزراعة والتجارب الفردية في ذلك.

وأفاد أن اختيار منطقة مكة المكرمة كونها تعتبر إحدى المناطق الزراعية الهامة، التي تتمتع بميزات نسبية في زراعة كثير من المحاصيل وفي إنتاج الدواجن والاستزراع السمكي ومشاريع الثروة السمكية على طول ساحل البحر الأحمر، حيث بلغ إجمالي عدد المزارع الموجودة بالمنطقة 38 ألف مزرعة، وبلغ إنتاج التمور نحو 66 ألف طن، كما بلغ عدد مشاريع الدجاج البياض المنتجة 9، وبلغ عدد المشاريع المنتجة 61 مشروعا. وعن أي مشاريع جديدة للاستثمار الزراعي داخل المملكة أكد الوزير أن هناك مشاريع قاربت على الانتهاء وهناك مشاريع تحت الدراسة. أما ما يتعلق بالاستثمارات الأجنبية فهناك مشروع واحد في منطقة جيزان لاستزراع السمك والروبيات. وكان الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة افتتح أمس اللقاء الزراعي الثالث لتبادل الخبرات والمعرض المصاحب نيابة عن الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة.

وأوضح المهندس أحمد بن رشيد البلاغ الرئيس التنفيذي لشركة «الروبيان» في كلمته أن اللقاء جاء في وقت يواجه فيه العالم نقصا حادا في إنتاج المحاصيل الزراعية الرئيسية يقابله في الوقت نفسه زيادة في الطلب الناتج عن النمو الاقتصادي غير المسبوق لبعض الاقتصاديات العالمية، وهو ما نتج عنه وصول أسعار المواد الغذائية إلى مستويات تاريخية على مستوى العالم. وأضاف: «وتتوقع منظمة الأغذية والزراعة الدولية استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميا للسنوات العشر المقبلة». وقال إن زيادة الضغط على الموارد الزراعية الشحيحة نتيجة لزيادة الطلب، إضافة إلى التحديات الأخرى التي تواجه الزراعة على مستوى العالم والمتمثلة في التغيرات المناخية وشح المصادر الطبيعية والحاجة إلى تطوير أنواع جديدة من التكنولوجيا لزراعة كمّ أكبر من المحاصيل باستخدام مساحة أصغر من الأراضي.