346 مليون دولار ترصدها السعودية لتجديد محطات تحلية للمياه المالحة في 2011

لتمديد عمرها الافتراضي والحفاظ على طاقات الإنتاج

TT

كشف مسؤول رفيع في المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة عن إنفاق المؤسسة نحو 4.3 مليار ريال (1.14 مليار دولار) حتى نهاية عام 2010 ضمن برامج إعادة أعمال المحطات التي تنتهجها المؤسسة في تجديد المحطات التي تجاوزت عمرها الافتراضي.

وقال المهندس ثابت اللهيبي، نائب المحافظ لشؤون التشغيل والصيانة: إن المؤسسة رصدت نحو 1.3 مليار ريال (346 مليون دولار)، للعام الجديد 2011 لإعادة إعمار المحطات. يُشار إلى أن المؤسسة العامة لتحلية المياه خصصت لخطط الإعمار خلال العامين 2010 و2011 نحو 2.6 مليار ريال (693 مليون دولار). وأنفقت المؤسسة على تجديد محطاتها منذ عام 2000 وحتى نهاية عام 2009 قرابة 3 مليارات ريال (800 مليون دولار).

وقال اللهيبي: إن برامج الإعمار التي تتبعها المؤسسة في تجديد محطاتها مستمرة ومتواصلة؛ حيث أشار إلى أن هذه البرامج انتهجتها المؤسسة وتخطط لها على مستوى عال من المهنية والدقة، بحيث لا تؤثر هذه البرامج على قدرات المؤسسة من إنتاج المياه ولا تعوق عملها. وأضاف أن برامج الإعمار مختلفة عن برامج الصيانة الدورية التي تحتاجها المحطات، كاشفا عن مخصصات الصيانة للعام الجديد، التي تقدر بـ157 مليون ريال (41.8 مليون دولار).

وبحسب معلومات تلقتها «الشرق الأوسط» فإن 60% من إنتاج المؤسسة العامة لتحلية المياه يأتي من محطات تخضع لبرامج إعمار، إلا أن المهندس اللهيبي أشار إلى أن برامج الإعمار تنفذ على المحطات لعدد من الأسباب، منها: تمديد عمر المحطة التي قاربت عمرها الافتراضي والمقدر بـ25 سنة، وكذلك لتجديد أجزاء المحطات حتى تستمر وهي في أعلى مراحل الطاقة الإنتاجية. ولفت اللهيبي إلى أن محطة واحدة مثل محطة الجبيل تصل قيمتها إلى نحو 14 مليار ريال (3.7 مليار دولار).

والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة توفر قرابة 40% من حاجة السعودية من المياه العذبة؛ حيث تنتج محطات المؤسسة 3 ملايين متر مكعب يوميا من 36 محطة على الساحلين الشرقي والغربي في السعودية. وتضع المؤسسة خططا خمسية لتجديدها وإطالة عمرها الافتراضي إلى 15 عاما إضافية للمحافظة على قدراتها في إمدادات المياه. وأبان نائب المحافظ لشؤون التشغيل والصيانة عن أن المؤسسة تنفذ نوعين من برامج الإعمار في محطاتها الحالية، أحدها يسمى الإعمار الشامل أثناء عمرها الافتراضي وهذا النوع يعتبر إلزاميا لضمان استمرارية كفاءة المحطات الإنتاجية.

والنوع الآخر من برامج الإعمار يهدف إلى زيادة عمر المحطات لفترة تزيد على 15 عاما، وهذا النوع من البرامج يتبع منهجية محددة وفق خطط خمسية تراعي جميع المعايير الاقتصادية والفنية والتشغيلية وإلى معايير السلامة للعاملين وللمحطات، إضافة إلى توفير التمويل المطلوب لتنفيذ تلك البرامج، مؤكدا أن كل برامج الإعمار تنفذ بكوادر سعودية بمهنية وبجودة عاليتين، مما كان له الأثر في تشغيل وصيانة المحطات وزيادة العمر الإنتاجي بفاعلية وكفاءة، إضافة إلى مساهمتها في خفض التكلفة.

وكشف المهندس اللهيبي عن أن برامج الإعمار التي تنفذها المؤسسة أسهمت في توطين ودعم الصناعة المحلية لقطع الغيار ووحدات التحلية، مما أدى إلى تعزيز صناعة التحلية محليا وكسر الاحتكار لبعض مصنعي قطع الغيار ووحدات التحلية العالمية ومشاركة القطاع الخاص محليا، الأمر الذي أدى إلى استفادة المؤسسة من الوقت والجهد وخفض تكلفة المنتج المحلي مقارنة بالمنتج الخارجي، مشيرا إلى نجاح هذا القرار الاستراتيجي للمؤسسة.