ضجيج.. الأزمة

علي المزيد

TT

هل حدثت أزمة في عالمنا العربي أم لم تحدث؟ وما أسباب الأزمة وما نوعها؟ وهل سبق أن تكررت؟ ولماذا لم نستفد من التجربة السابقة إذا كانت قد تكررت؟ نعم.. لقد حدثت أزمة اقتصادية كبرى في أجزاء من عالمنا العربي في العام الجديد، وكالعادة فجرت الأزمة كل الأزمات، مثل محاربة الفساد والثقة بين الحاكم والمحكوم، والقوى المستفيدة والمقربة من السلطة ومساحة الحرية المتاحة والمفصلة وفق مقاييس السلطة. الأزمة تفجرت اقتصادية في تونس ولبست ثوب البطالة لتفجر كل الأزمات تحت الركام، وفي الجزائر أيضا تفجرت الأزمة، وفي الأردن أزمة اقتصادية أجبرت الحكومة على التراجع لعدم قدرة المواطن على دفع فروق ارتفاع أسعار السلع الأساسية، لتضطر الحكومة لدعم هذه السلع، وفي اليمن تم سجن الوزراء لعدم توافر مشتقات النفط وهو إجراء احترازي حتى لا يتفجر الشارع أكثر من تفجره السياسي، وفي موريتانيا العربية مظاهرات لحل أزمة البطالة.

الأزمة الاقتصادية لم تكن جديدة، ففي السبعينات كانت هناك ثورة الخبز في تونس احتجاجا على رفع أسعار الخبز في حينه وأجبرت الحكومة على التراجع عن قرار رفع الأسعار. وفي مصر، رفع الرئيس السادات أسعار المواد التموينية وتظاهر الناس وسقط القرار وعرف بقانون العيب نتيجة كثرة ما كرر السادات كلمة (عيب اللي عملتوه) وهو يلغي سريان العمل بالقانون. وفي الأردن احتجت الزرقاء على رفع الأسعار في زمن مضى.

ما قصدت الوصول إليه أن هذه الحالات ليست جديدة، ومع ذلك لم تتحرك الحكومات لإيجاد حلول، بل ظلت توجد حلولا آنية تسكن أحوال الناس وتريح الحكومة من ضجيج الأزمات.

ومن أهم أسباب الأزمات عدم قدرة الفرد على أن يأكل أو يطعم أفراد أسرته فيتحول إلى وحش كاسر يحارب كل شيء ويضع الشعارات التي تحرك الشارع، مثل قيم الحرية ومحاربة الفساد ليكون شهيدا يدافع عن قضية سامية، وحقيقة الأمر أنه يبحث عن لقمة عيشه ولو جدت لما نزل للشارع.

لذلك، تأمين الوظيفة والسكن والتعليم والصحة في الدول الريعية واجب على الحكومات وحق للشعوب حتى لا تتحرك في الشارع وتصبح مواجهات عبر الجيش عارا أكثر منه حلا.

* كاتب اقتصادي