قمة المراجعة

علي المزيد

TT

تابعت مثل غيري باهتمام بالغ قمة شرم الشيخ العربية الاقتصادية، الأربعاء الماضي، على الرغم من ضخامة الحدث في تونس، البلد الأخضر والصغير عربيا. وأعرف ضخامة المشكلة الاقتصادية العربية المتمثلة في أضخم مشكلة بطالة عالمية، إذ يمثل العاطلون عن العمل في عالمنا العربي 12 في المائة من تعداد السكان.

وأهم مشكلة تعوق تطور الاقتصاد هي البطالة؛ إذ لا يستطيع العاطلون عن العمل الإنفاق، مما يوقف نمو الاقتصاد وتتعطل معه الحركة التجارية، وقد يتحول العاطلون عن العمل لقنابل موقوتة أو لمجرمين محترفين لا تعني لهم السجون شيئا. والأدهى والأمر من ذلك أن من يكتسبون منهم (20 في المائة) لا يحصلون سوى على دولارين يوميا، و40 في المائة يبلغ دخلهم اليومي نحو 2.75 دولار، وهو مبلغ بالكاد يقوم بإطعام الفرد، فما بالكم بأسرته.

القمة العربية جاءت واقعية، على الرغم من صندوق دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، والمطلوب له مليارا دولار، إذ قال أمير الكويت إنه يجب أن تتم مراجعة شاملة لما تم إنجازه، وهو ما يعني وجود معوقات على الأرض العربية للأسف. الرئيس المصري قال: على القادة العرب تكليف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حصر كافة الأطر والاتفاقيات ومدى نجاحها، مع طرح مقترحات تفعيلها.

وبصدق شديد، نحن لسنا بحاجة لقرارات جديدة أو مشاريع مشتركة جديدة، لأن الموجود ستتعب الأمانة العامة في حصره، ولكن يجب على الأمانة العامة حصر معوقات تطبيق قرارات القمم العربية على الأرض، إذ إن اللجان المناط بها تطبيق القرارات العربية هي من يطيح بها، وأيضا إذ لا توجد رؤية استراتيجية تنفذ قرارات الزعماء.

الأمر الآخر أن بعض الدول العربية تعامل المستثمر العربي بحسد، وتراه لصا جاء ليسرق لا ليوظف عددا من أبناء البلد، فيعطلون المشروع الذي من الممكن أن يضيف قيمة مضافة للاقتصاد، فيغادر المستثمر العربي ولا يقام المشروع، فيخسر الطرفان.

أيضا هناك عدم وضوح في أنظمة الاستثمار؛ فعلى الرغم من مناداة بعض الدول العربية بجلب الاستثمارات العربية إليها، فإنها في النهاية تجعل المستثمر يتذمر من عدم وضوح الرؤية لدى بعض أقطارنا العربية، مما يجعله يهرب، وأيضا عدم وضوح الإجراءات.

أيضا هناك بيروقراطية بعض القضاء العربي، مما يجعل التقاضي مملا وقد لا يصل المستثمر لنتيجة، مما يجعل المستثمر يمل ويبيع المشروع بثمن بخس، ما أردت الوصول إليه أن حصر المعوقات على الأرض وعلاجها سيطور الاستثمارات العربية المشتركة ويقضي على البطالة.

* كاتب اقتصادي