شهدت فعاليات منتدى التنافسية الخامس، التي تعقد في العاصمة السعودية الرياض، إطلاق مبادرة «تنافسية المدينة المنورة»، التي تهدف إلى توطين مبادرات التنافسية في منطقة المدينة المنورة، والإعلان عن إطلاق شركة استثمارية برأسمال قدره 2 مليار ريال سعودي (533 مليون دولار)، وستركز هذه الأخيرة على تعزيز ودعم الشركات الأسرع نموا من ضمن نشاطات أخرى للشركة.
وأتى ذلك خلال مؤتمرين صحافيين؛ عقد الأول بمناسبة إعلان الهيئة العامة للاستثمار وشركة «أبراج كابيتال» عن إطلاق شركة استثمارية برأسمال قدره 2 مليار ريال (533 مليون دولار)، والذي أوضح من خلاله عمرو الدباغ محافظ الهيئة العامة للاستثمار، أن المبادرة ستركز على تعزيز ودعم الشركات الأسرع نموا من ضمن نشاطات أخرى للشركة، في إطار تطوير الاستثمار في السعودية.
وأضاف الدباغ، أن الشركة الناشئة ستركز على اغتنام الفرص الاستثمارية المميزة في القطاع الخاص في السعودية والاستفادة من المقومات الهائلة التي يمتلكها الاقتصاد السعودي والمزايا النسبية العالية التي توفر فرصا واعدة لاستثمارات ناجحة ذات عوائد وأرباح مشجعة. وسيتم إطلاق هذه المبادرة بعد الحصول على جميع التراخيص والموافقات التنظيمية المطلوبة من قبل الجهات الحكومية والمعنية بما فيها «هيئة السوق المالية السعودية».
وأكد عمرو الدباغ أن الهيئة العامة للاستثمار ستقوم بتقديم كافة الخدمات والتسهيلات اللازمة لهذه الشركة بما يحقق الهدف من إنشائها من خلال مراكز الخدمة الشاملة التابعة للهيئة العامة، التي تظم ممثلين من كافة الجهات الحكومية ذات العلاقة في إطار خدمتها للشركات السعودية الأسرع نموا.
من جهته، قال عارف نقفي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة «أبراج كابيتال»، إن هذه المبادرة ستركز على الاستفادة من البيئة الاقتصادية الكلية والفرص الاستثمارية المميزة التي تنطوي عليها السوق السعودية، وستساهم في تعزيز نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة في السعودية»، مضيفا «تؤكد هذه الخطوة مجددا التزامنا التام بدعم ثقافة ريادة الأعمال وترويجها في السعودية، وترسخ مسؤوليتنا كمؤسسة خاصة في توفير مزيد من فرص العمل في منطقتنا».
وأشار عارف نقفي إلى «أن السعودية التي تعد واحدة من أضخم اقتصادات المنطقة، وتنطوي على كم هائل من الفرص الاستثمارية في شتى القطاعات مثل الرعاية الصحية، والبنية التحتية، والتعليم، والنقل والخدمات اللوجيستية، والأطعمة والمشروبات، وغيرها، تتيح الكثير من الفرص العالية القيمة للمستثمرين، مما يعزز متانة الأسس الراسخة التي يقوم عليها اقتصاد المملكة».
وأكد الرئيس التنفيذي لمجموعة «أبراج كابيتال»، أن الجهود لن تقتصر على توفير رأس المال والخبرة المالية للشركات فحسب، بل تسهم أيضا في تعزيز نمو هذه الشركات من خلال تكريس الخبرة الكبيرة والمتمرسة للشركة في هذا القطاع، والاستفادة من شبكتها الرائدة العاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا (ميناسا).
وبالتوازي مع ذلك أطلقت الهيئة العامة للاستثمار ومدينة المعرفة الاقتصادية، أمس، مبادرة «تنافسية المدينة المنورة»، التي تهدف إلى توطين مبادرات التنافسية في منطقة المدينة المنورة من خلال التعريف بها وعقد دورات تدريبية على مدار العام، مما سيعود بالنفع على اقتصادها وخلق الفرص الاستثمارية والوظيفية.
وأوضح عمرو الدباغ، محافظ الهيئة العامة للاستثمار، خلال مؤتمر صحافي عقد أمس، أن محور الاتفاقية اليوم والتعاون مع شركة مدينة المعرفة الاقتصادية، يمكن للمدينة المنورة الاستفادة القصوى من كل وحدة من هذه المبادرات، وكيف يمكن أن توطن هذه المبادرات بشكل متكامل داخل المدينة المنورة، مؤكدا أن جميع هذه المبادرات تهدف إلى التعامل مع كافة عناصر المنظومة الخاصة بالتنافسية.
وبين الدباغ أن الاتفاقية تهدف إلى زيادة تنافسية منطقة المدينة المنورة وزيادة تنافسية اقتصاد المدينة المنورة، مشيرا إلى أن وجود مشاريع عملاقة في المدينة المنورة مثل مشروع مدينة المعرفة الاقتصادية، سيدعم هذا التوجه، في حين أن هذه الدورات ستركز على تأهيل أكبر قدر ممكن من الشباب والشركات الصغيرة والمتوسطة للتقديم على مبادرات الهيئة ورفع حصة المدينة المنورة من جوائز مبادرات التنافسية.
وأضاف الدباغ أن هذه المبادرة تأتي مكملة للجهود المبذولة من إمارة منطقة المدينة المنورة في التحول إلى مجتمع معرفي وخلق الفرص الاستثمارية والوظيفية، مؤكدا حرص الهيئة على أن تستفيد المبادرة من الشراكات والتحالفات القائمة من خلال منظومة «شركاء المعرفة» التي تضم الكثير من الشركات والمنظمات الرائدة في مجالات التقنية والتمويل والإدارة مثل «سيسكو»، و«مايكروسوفت»، و«أبراج كابيتال»، والبنك الأهلي التجاري.
من جهته، كشف الدكتور ماجد القصبي، عضو مجلس إدارة شركة «مدينة المعرفة الاقتصادية» خلال المؤتمر الصحافي، عن أنه من المتوقع أن يبدأ تنفيذ المبادرة خلال الربع الثاني من هذا العام، مشيرا إلى أن المبادرة تعد الأولى من نوعها من حيث التركيز على الوصول مباشرة إلى الفئات المستهدفة من الشباب وأصحاب المشاريع الصغيرة. وأضاف أنها تأتي في توقيت مناسب نظرا للانتهاء من بناء مركز «ديوان المعرفة» الذي يعد أول مبنى قائم بمدينة المعرفة الاقتصادية، حيث يتم حاليا تجهيزه لاستضافة واحتضان مثل هذه المبادرات المعرفية والثقافية.