كلينتون يدعو لبناء اقتصاديات تعتمد على تبادل المنافع

حذر السعوديين خلال مشاركته في منتدى التنافسية الخامس من ازدياد نسبة مصابي داء السكري

كلينتون خلال إلقاء كلمته في منتدى التنافسية الخامس أمس (تصوير: أحمد يسري)
TT

دعا الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون في السعودية أمس إلى بناء اقتصاد تتبادل فيه المنافع والأمن وسياسة المسؤولية المشتركة والإحساس بالمجتمع الآخر، إضافة إلى الاعتراف بالخلافات الجوهرية والقبول بالجوانب المشتركة، وإحياء فكرة أن كل شخص له حق في تحقيق أهدافه وكرامته وفي الصحة والتعليم والعمل، وذلك خلال كلمته ألقاها أمس في السعودية.

وأرجع الرئيس الأميركي الأسبق تقدم المملكة من المركز الحادي والعشرين إلى الحادي عشر في الأداء حسب تقرير ممارسة الأعمال الصادر عن البنك الدولي للابتكار الذي تعمل الرياض على دعمه ماليا وعلميا، وتكرس له جهودا حكومية وخاصة.

واعتبر كلينتون الذي يزور العاصمة السعودية الرياض للمشاركة في أعمال الملتقى الخامس السنوي للتنافسية مشاركة المملكة في ببرنامج 10 في 10، أمرا مذهلا، لاعتماد المملكة على وضع الابتكار في وضع مناسب، بإنفاق جهود مالية وبشرية، لدعم هذا الجانب، كونه عالما متفاعلا، يعتمد على بعضه البعض، ويدخل في تفاصيل كثيرة للتعاملات.

وأبرز كلينتون خلال مشاركته أمس في أعمال الملتقى الحاجة للتعامل مع الابتكار والإبداع على أنهما شبكات، بدلا من النظر إليهما كحواجز، محددا الأعوام العشرة المقبلة كسنوات لجني النتائج.

ولخص الابتكار بالقيام بخدمة جيدة، أو تطوير منتج قديم، مطالبا بذات الوقت أن تكون السياسات العامة والخاصة مكرسة لدعم هذا الجانب، لتحقيق النتائج المرجوة من هذا الدعم.

كلينتون الذي جاء للحديث عن الابتكار وما يندرج في إطاره، حذر السعوديين من نمو مرض السكر، الذي بلغت نسبة المصابين به في المملكة نحو 25%، وطالب بجهود من شأنها تخفيف تلك النسبة، لمنع تأثيرها على نمو المنطقة مستقبلا، ودعا لمزيد من الإنفاق ودراسة أسباب زيادة المصابين بالسكر، وضرورة تفادي الآثار السلبية لهذه المشكلة.

ومن التحذيرات التي أطلقها للسعودية لمواجهة مرض السكر، عاد لإطلاق تحذيرات للعالم أجمع، حيث أكد أن العالم الذي يعتمد على بعضه البعض، بات يشهد الكثير من الانفتاح، وأصبح هناك ضرورة للعمل سويا لمكافحة الإرهاب والترهيب، وتجارة البشر، ومكافحة المخدرات.

ومن الإرهاب ومواجهته، ومكافحة المخدرات والاتجار بالبشر، تطرق الرئيس الأميركي الأسبق في حديثه للتحولات المناخية، وعرض التجربة الأسترالية ومعاناة الأستراليين بسبب تلك التحولات المناخية، وكيف أثر ذلك على زراعاتهم بسبب التغيرات الكبيرة في المناخ، وكذلك ذوبان الثلوج في جرين لاند، وما حصل للإنتاج الزراعي في تلك البلاد.

وجاء الرئيس الأميركي الأسبق للحديث عن تجربة المملكة ومحاولتها أن تجعل الزراعة بصورة تجارية في البلدان النامية، من خلال شراء أراض لتأمين الغذاء بالمملكة، وتساءل عن مدى إمكانية نجاح هذا التوجه، لا سيما أن عددا من علماء المناخ يخشون فشل هذه التجربة، لتغير المناخ في أفريقا خلال السنوات المقبلة، أي خلال الأربع سنوات المقبلة.

ودعا لتأمل التجربة الآيرلندية التي حولتها من بلد كان يعد من أسرع الاقتصاديات نموا، إلى بلد يكافح للبقاء، وما إذا كان مناسبا أن يتم فرض نوع من القسوة عليهم، كنتيجة لتوجهات الاقتصاد الدولي، فالتحديات التي يواجها الكثيرون نتيجة التقشف، أظهرت نتائج مرهقة على المجتمعات الأوروبية، وكيف أن قسوة هذا الأمر أدت إلى تساقط الكثير من الاقتصاديات الأوروبية.

وأخذ كلينتون التجربة الأميركية ووضعها كمثال، لا سيما خلال السنوات العشر الماضية، التي عانى خلالها الاقتصاد العالمي بأسره من مشكلات الانهيار، وجاءت الأزمة المالية وزادت هذا الأمر تعقيدا، وقال: «بعد مغادرتي البيت الأبيض بأربع سنوات، لوحظ أن نسبة 90% من الإنتاج القومي ذهب للشركات الكبرى، حيث إنه لم يكن هناك ابتكار وكان النمو فقط في مجال الإسكان والإنفاق الاستهلاكي والإنترنت، وذلك لعدم توجيه المال إلى الاقتصاد العام، فلو وجهنا المال لتلك الجوانب لجعلنا أكثر تنافسية ومبتكرين».

وطالب في ذات الوقت ببناء اقتصاد تتبادل فيه المنافع والأمن وسياسة المسؤولية المشتركة والإحساس بالمجتمع الآخر والاعتراف بالخلاقات الجوهرية والقبول بالجوانب المشتركة وإحياء فكرة أن كل شخص له حق في تحقيق أهدافه وكرامته وفي الصحة والتعليم والعمل، فكل أمة مسؤولة عن بناء الجوانب الإيجابية وخفض الجوانب السلبية حول العالم.

وعبر عن ضرورة بناء مدن اقتصادية كبيرة وسياسات جديدة في مجال الطاقة، واعتبار الميزة التنافسية غير مهددة، فإن استخدم العالم طاقة شمسية أو كهربائية، قد يكون أقل تكلفة في استخراج النفط من الأرض.