تصدر في أسواق الأسهم العربية ما بين فترة وأخرى توصيات بشراء أسهم معينة في بورصة معينة، أو على الأقل تصدر تقارير بتحديد سعر مستهدف لسهم معين سواء كان صاعدا أو هابطا كأن يقول التقرير إن سعر الشركة (س) سيصل إلى 50 ريالا (13.3 دولار) وهو عند خمسة وعشرين ريالا (أي ما يقترب من سبعة دولارات)، هذا في حالة الصعود ومن الطبيعي أن السعر سيهبط في حالة توقع التقرير تراجع السهم.
وكانت مثل هذه التوقعات تصدر من أشخاص غير معروفين قبل نضوج الأسواق وكنا في الصحافة نحذر من الاستماع اليهم، أولا لأن لهم أهواء وثانيا لأنهم غير معروفين وننادي ببناء مراكز بحث في البنوك أو شركات الوساطة المالية، لأنها مسؤولة عما تقول ويسهل محاسبتها وأيضا متابعة نشاطها بحيث لا توصي بالشراء وتبدأ بالبيع مثلا أو العكس وهذا بالضبط ما كان يعمله الأفراد غير المعروفين لأن همهم حصد الأرباح. قامت الشركات المالية وبدأت تصدر تقارير يفترض أنها محترفة، وللأسف الكثير من هذه التقارير خاطىء. وبطبيعة الحال يمكن تجاوز ذلك لأن القراءة المستقبلية تبنى على عوامل متغيرة، ونحن نتفهم وجهة النظر هذه، ولكن لماذا لا تقوم شركات الوساطة والشركات المالية بصيانة تقاريرها عبر اصدار ما يحدث من مستجدات وعوامل متغيرة وتقوم هذه الشركات بتعديل تنبؤاتها أو قراءاتها المستقبلية سواء لسوق كاملة أو لسهم شركة. أيها القراء الكرام دعوني أحدثكم بقصة، إحدى الشركات المالية أصدرت تقريرا بسعر مرتفع لسهم شركة سعودية ولكن السهم للأسف فقد 70 في المائة من قيمته منذ صدور التقرير أو التوصية. اصدرت الشركة بعد ذلك تقريرا عن شركة معينة واتصل بي أحد العاملين في الشركة يسأل عن انطباعي عن التقرير الجديد، وردة فعلي كمراقب قلت له: أنا لا أثق في تقريركم لأنكم سبق أن اصدرتم توصية على سهم سابق وفقد سبعين في المائة من قيمته. رد علي سريعا وبصدق تلقائي: الشركة خدعتنا بمعلومة خاطئة..! أتعرفون ماذا صنعت؟ أنهيت المكالمة... لأسباب بسيطة جدا لأنهم عرفوا أنهم خدعوا ولم يصححوا التقرير، وكذلك من المعروف أن الشركات المالية تقوم بدراسة مكتبية دقيقة لوضع الشركة يبرز خلالها أسئلة لا تجيب عليها القوائم المالية أو المعلومات المعلنة من الشركة فتكتب من فريق البحث وترسل للشركة للإجابة عليها ويتبقى كذلك أسئلة فيزور فريق البحث الشركة للإطلاع على الطبيعة والشركة الواثقة تفتح ذراعيها لهذه الشركات. من المسؤول عن المعلومات المضللة الصادرة عن الشركة صاحبة النشاط والمزكاة من الشركة المالية..! بعد أن خسر المتعاملون بسهم الشركة فهل من جزاءات؟ وهل من تعويضات للمتضررين يا هيئة سوق المال؟.
* كاتب اقتصادي