النفط على بعد سنتات من سعر 100 دولار للبرميل

بدفع من اضطرابات مصر ونمو أميركا

TT

ارتفعت اسعار العقود الاجلة لمزيج برنت متجاوزة 99 دولارا للبرميل أمس الجمعة ومتجهة بسرعة صوب 100 دولار للبرميل بعد احتجاجات حاشدة في مصر أثارت اضطرابات سياسية في منطقة الشرق الأوسط. وقفزت سعر مزيج برنت خام القياس الاوروبي أكثر من دولارين لتصل إلى 99.63 دولار للبرميل بحلول الساعة 17.04 بتوقيت غرينتش وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر (تشرين الاول) 2008 قبل ان يتراجع إلى 99.09 دولار في الساعة 17.15 بتوقيت غرينتش.

وإضافة إلى اضطرابات مصر فإن أسعار العقود الآجلة للنفط الخام ارتفعت بشدة بعد انباء عن تسارع نمو الاقتصاد الأميركي وزيادة فاقت التوقعات في انفاق المستهلكين في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم. ونما الاقتصاد الأميركي بوتيرة سريعة في الربع الاخير من 2010 مع تسجيل انفاق المستهلكين أكبر زيادة في أكثر من اربعة اعوام ومدعوما بصادرات قوية وذلك في اوضح علامات حتى الان على انتعاش اقتصادي تتوفر له مقومات الاستمرارية. وقالت وزارة التجارة ان اقتصاد الولايات المتحدة نما بنسبة 3.2 في المائة على اساس سنوي في الربع الاخير من 2010 بعد نمو بلغ 2.6 في المائة في الربع الثالث.

وللعام 2010 بأكمله سجل اكبر اقتصاد في العالم نموا بلغ 2.9 في المائة وهي أكبر زيادة منذ 2005.

وقفز سعر الخام الأميركي للعقود تسليم مارس (اذار) 1.84 دولار إلى 87.48 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى له للجلسة قبل ان يتراجع إلى 87.09 دولار.

وفي دافوس أبلغ الرئيسان التنفيذيان لعملاقي النفط رويال داتش شل وبي.بي رويترز أمس عن قلقهما من ان تعرقل أسعار النفط المرتفعة انتعاش الاقتصاد العالمي. ولامست أسعار النفط نحو 100 دولار للبرميل هذا الاسبوع بالرغم من تراجعها أمس إلى أقل مستوى في شهرين بسبب بيانات اقتصادية ضعيفة وشائعات عن ان منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» سترفع الانتاج لتهدئة الاسعار. وقال الرئيس التنفيذي لشل بيتر فوسير في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس «يساورنا القلق ازاء المستوى الحالي لاسعار النفط.. لا نريد أن يتباطأ النمو». وتحدث عن نفس المخاوف كارل هنريك سفانبرج رئيس «بي.بي» الذي قال ان تراوح أسعار النفط في نطاق بين 65 و90 دولارا للبرميل أمر مقبول. وأضاف «لكن اذا ما واصل السعر الارتفاع فقد يضر بالانتعاش». كما عبر مسؤولون من دول «أوبك» عن قلقهم ازاء تكرار ما حدث في 2008 عندما صعد سعر النفط ليتخطى 147 دولارا للبرميل مع انزلاق الولايات المتحدة في هوة الركود. واتفقت الشركتان على وجود مؤشرات على نمو الطلب العالمي لاسيما من اسيا والاسواق الناشئة. وقال سفانبرج «العالم في حالة نمو طيب... هناك طلب كبير على النفط من الاسواق الناشئة».