تداعيات التطورات في مصر غائبة عن أجندة دافوس الرسمية وتهيمن على أروقته

تركي الفيصل يقول إن السعودية لن تطور سلاحا نوويا.. ويمتنع عن التعليق على الوضع في القاهرة

TT

بينما تركز اجتماعات وجلسات منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس على الاقتصاد العالمي واهمية الدول الناشئة، تنشغل اروقة «الكونغرس» وهو مقر اجتماعات دافوس بالتطورات في مصر وتونس وغيرها من دول عربية. وعلى الرغم من ان اجندة الاجتماعات لا تشمل جلسة مخصصة لمناقشة التداعيات الاخيرة، الا انه في اللحظة الاخيرة عقدت جلسات مغلقة لبحث التداعيات في تونس، من دون الاشارة إلى مصر بينما التزم منظمو المنتدى الحذر في التعامل مع الاخبار.

وغادر الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وهو مشارك معتاد في المنتدى، دافوس فجر يوم امس بعد ان قضى يوما واحدا فقط في دافوس. وامتنع موسى خلال وجوده في دافوس عن اعطاء التصريحات الاعلامية حول ما يدور في المنطقة العربية، كما لم يعلق غيره من المسؤولين العرب المشاركين من المنطقة، الا ان جلسات غير رسمية شملت رجال وسيدات اعمال ومسؤولين تمحورت حول التغييرات الطارئة، حيث راقب المشاركون التطورات عبر مواقع «تويتر» و«فيسبوك» بالاضافة إلى مواقع اخبارية على هواتفهم النقالة.

وطرح سؤال للأمير تركي الفيصل حول «نشر الديمقراطية في المنطقة خلال جلسة حول الملف النووي الايراني، ليرد الأمير تركي: «انني لا ارى الامور مباشرة فلا يمكنني التعليق»، لكنه اردف قائلا: «مصر اول دولة حديثة في العالم ولديها ميزات». وبينما كان هناك حذر في التعليق على الاوضاع في مصر، كانت التصريحات حول الملف النووي الايراني واضحة ومباشرة. واعتبر الأمير تركي ان الحل الافضل للازمة حول الملف النووي الايراني هو «جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح». وبينما حذر المشاركون في الندوة التي حملت عنوان «ماذا سيحصل لو حصلت ايران على سلاح نووي؟» من انطلاق سباق تسلح نووي في حال حصلت ايران على قنبلة نووية، اكد الأمير تركي ان السعودية «لن تطور سلاحا نوويا». واعتبر وزير الدفاع الألماني كارل تيودور تسو غوتنبرغ انه «ما زال من الممكن تجنب حصول ايران على سلاح نووي»، مضيفا ان المفاوضات بين مجموعة الدول الست وايران «تجلب بعض النتائج». وهذا ما عبر عنه نائب رئيس الوزراء التركي علي باباجان الذي شارك في الندوة ايضا، حيث قال: «علينا ان نفصل بين التقنية النووية السلمية - التي تمتلكها ايران - والسلاح النووي وهو الامر الذي نعارضه بشدة».

ومن جهته، قال رئيس «مجلس العلاقات الخارجية» ريتشارد هاس ان «حصول ايران على سلاح نووي ليس امرا حتميا ولم تحصل ايران على التقنية بنسبة 100 في المئة بل اقتربت ربما إلى 80 في المائة». واضاف: «ليس من الحتمي ان يحصلوا على السلاح النووي ولكن من الحتمي ان ايران تسعى إلى ذلك». وحرص الأمير تركي وباباجان على التعبير عن اعتراضهما على امتلاك اسرائيل سلاحا نوويا، حيث اكد الأمير تركي ان «العرب قلقون من الملف النووي الاسرائيلي منذ سنوات». ورد الأمير تركي بشدة على وزير الدفاع الالماني الذي قال ان العرب فقط يوجهون اصابع الاتهام إلى اسرائيل، قائلا: «على العكس، الاخرون يوجهون اصابع الانتباه باتجاهنا». وقال باباجان: «لا نريد لأي دولة في المنطقة ان تمتلك اسلحة نووية، هذا امر مهم بالنسبة لنا ونطالب به». واعتبر هاس ان الطريقة الامثل لمواجهة ايران هي المزيد من الضغوط مثل العقوبات، مضيفا ان «علينا فرض عقوبات اضافية مع جملة من الاجراءات واذا استدعى الامر ان نتخذ خطوة احادية.. فاما نقبل بامتلاك ايران قنبلة نووية أو ان نستخدم القوة العسكرية».