أجواء من العجز خيمت على منتدى دافوس هذه السنة

بشأن معالجة مشكلات الدين والاحتباس الحراري والأمن الغذائي

الأوروبيون يبدون منقسمين بشأن الحلول الواجب اعتمادها للانتهاء من ازمة الديون التي اندلعت العام الماضي في اليونان وايرلندا (رويترز)
TT

خيمت اجواء من العجز على الدورة الحادية والاربعين لمنتدى دافوس مع استمرار انقسام صناع القرار في العالم بشأن معالجة مشكلات الدين والاحتباس الحراري والامن الغذائي أو موجة الاحتجاجات المتزايدة في الشرق الأوسط.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون محذرا «ان موردنا الاكثر ندرة هو الوقت»! وخرج عن تحفظه ليطلق نداء تحذير بقوله «إن الوقت يداهمنا بشأن التغير المناخي والطاقة النظيفة».

وقد انعقد المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انهى اعماله أمس في المنتجع السويسري على خلفية الاحداث في مصر حيث يقمع التطلع إلى الديمقراطية بقسوة. وقد رفض وزيران تونسيان وحاكم المصرف المركزي السبت التعبير عن اي موقف بشأن الأحداث التي تشهدها مصر.

وانعقد المنتدى ايضا في ظل التهديد الإرهابي، اذ ان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف جاء الاربعاء ليفاخر بمزايا بلاده امام المستثمرين بعد يومين من الاعتداء الذي ضرب مطار موسكو ونسب إلى متمردين متحدرين من القوقاز.

وعلى جبهة الازمات، لم تسجل ورشات العمل خلال مؤتمر دافوس لعام 2010 اي تقدم! فإعادة إعمار هايتي فشل والحرب لم تخف وطأتها في افغانستان والشرق الأوسط في طريق مسدود مع خطر تجدد الاضطرابات في لبنان فيما تستمر ايران في موقفها المتشدد لجهة برنامجها النووي.

واضيفت نزاعات اخرى مثل الصراع على السلطة بين رئيسين في ساحل العاج حيث «هناك كثير من الرهانات» بالنسبة لأفريقيا على حد قول بان كي مون.

اما الدولتان الناشئتان في آسيا الصين والهند، فقد اظهرتا من خلال حضورهما القوي انزلاق القوة الاقتصادية العالمية باتجاه آسيا.

وقد ابدى الصينيون تعاونا من خلال قبولهم بالمساهمة في اطار مجموعة العشرين التي سيتولى رئاستها هذه السنة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في توازن عالمي افضل للمبادلات والاستثمارات. ووعد وزير التجارة الصيني تشين ديمينغ بزيادة الواردات الصينية في اطار اعادة التوازن إلى الاقتصاد العالمي الذي طال انتظاره.

وكان منتدى دافوس ايضا هذه السنة مناسبة للأوروبيين للتأكيد على التزامهم لصالح اليورو «عملتنا» على ما اكدت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل غداة موقف مماثل عبر عنه الرئيس الفرنسي للدفاع عن اليورو.

لكن الأوروبيين يبدون منقسمين بشأن الحلول الواجب اعتمادها للانتهاء من ازمة الديون التي اندلعت العام الماضي في اليونان وايرلندا.

ودعت ميركل خصوصا إلى التشدد والانضباط غداة دعوة إلى التضامن اطلقها رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو الذي شدد خصوصا على ما فعلته اليونان لتلبية مطالب شركائها وصندوق النقد الدولي.

وفي مواضيع التنمية المستدامة ونقل التكنولوجيا والمناخ والطاقة والأمن الغذائي وضبط اسعار المواد الأولية خصوصا الزراعية - التي وضعها ساركوزي في طليعة اولوياته في اطار مجموعة العشرين - لم يحقق صناع القرار الذين جاءوا من العالم اجمع اي تقدم على ما يبدو طوال المناقشات.

فصحيح حصل اقرار بوجوب انهاء نمط الاستهلاك بلا حدود في العالم المتطور! لكن لا يمكن مطالبة البلدان النامية بالتراجع عن تطلعها إلى الازدهار! ولا مطالبة فلاح فقير في الجنوب ب«استخدام شمعة خمسة عشر يوما بدلا من اثنين» على ما قال الملياردير الأميركي بيل غيتس.