شل تستورد الغاز الطبيعي من روسيا لتغطية احتياجات الكويت ودبي والبحرين

منير بوعزيز نائب رئيس شل العالمية أكد أن الغاز أقل كلفة وأنظف في توليد الكهرباء

TT

اكد منير بوعزيز نائب رئيس شركة شل العالمية للشرق الأوسط وشمال افريقيا، ان شل تركز في المرحلة المقبلة على تطوير مشروعات الغاز الطبيعي باعتباره وقودا نظيفا وافضل من الفحم الحجري في توليد الطاقة وافضل من السوائل الاخرى لتحويله إلى طاقة كهربائية.

وذكر بوعزيز ان الغاز اقل كلفة في عملية توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية المركزة والطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح البحرية والبرية كما انه ارخص من الطاقة النووية وارخص من الفحم الحجري في توليد الطاقة الكهربائية. وقال بوعزيز «ان هذا لا يعني ان مصادر الطاقة المتجددة غير مهمة لكن الغاز الطبيعي مهم جدا لتوليد الطاقة والحفاظ علي البيئة كما ان الطاقة الشمسية المركزة وطاقة الرياح البحرية والبرية تعتمد علي حالة الطقس في حين ان الغاز يعمل في كل الاوقات لتوليد الطاقة اللازمة».

كما اكد ان الغاز يعوض النقص الناجم عن طاقة الشمس والرياح ويتكامل مع هذين المصدرين للطاقة المتجددة دون ان ينافسهما. وقال ان كثيرا من المسؤولين كانوا متخوفين في الماضي من الاعتماد علي الغاز الطبيعي الا انه تأكد ان الاحتياطي العالمي يكفي دول العالم لاكثر من مائتي عام متواصلة.

وذكر نائب رئيس شركة شل العالمية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومقره دبي، ان كل دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا باستثناء قطر والجزائر لديها مشكلات عدة بسبب نقص التزود بالغاز الطبيعي وبسبب عدم وجود انابيب لنقل الغاز فيما بين الدول المنتجة والمستهلكة. وقال ان مسألة التزود بالغاز الطبيعي السائل يسرع في ايجاد حلول للحصول علي الغاز بكميات كافية، مشيرا إلى ان شركة شل بدأت بتزويد دبي والكويت بالغاز السائل فيما يجري تنفيذ مشروع مماثل لتزويد البحرين بالغاز السائل ايضا.

واضاف قائلا«كحل لتغطية العجز في الغاز المسال تقوم شل باستيراد الغاز من روسيا وتوريده إلى دبي والكويت والى البحرين قريبا كطريقة لتزويد دول المنطقة بالغاز المسال عبر الناقلات البحرية بدلا من انتظار تمديد خطوط الانابيب لنقل الغاز». واكد ان الغاز مهم جدا لتأمين امدادات الطاقة علي المستوى الاقليمي والعالمي ومهم للحفاظ علي البيئة ودعا إلى الدخول في مشروعات لوقف حرق الغاز وتحويله إلى طاقة لخفض الانبعاثات الكربونية من جهة ولتوفير مصادر جديدة للطاقة والدخل القومي من جهة اخرى. وقال ان الدول العربية التي لم تستغل الغاز جيدا عليها ان تفتح الباب امام الشركات العالمية المتخصصة لوقف حرق الغاز والاستفادة منه في توليد الطاقة النظيفة خاصة الطاقة الكهربائية.

وقال ان حماية البيئة من اولويات شل التي تعمل على خفض الانبعاثات الكربونية من خلال اقامة مشروعات لتصنيع الغاز بدلا من حرقه في الهواء سواء في العراق أو في غيره من الدول العربية والاجنبية. وأشار إلى التحسينات التي تعتزم شل إدخالها على عملياتها الشاملة في مجال الغاز الطبيعي المساّل.. مؤكدا أنه بفضل ما تتمتّع به من خبرة لفترة تتجاوز 40 سنة في مجالات تصوّر وحدات الغاز الطبيعي المساّل وتشييدها وإدارتها في العالم فان شل لديها خبرة طويلة في مجال تكنولوجيا الغاز الطبيعي المسال. وأعرب عن اعتقاده بأن صناعة الغاز في منطقة الشرق الأوسط تواجه ثلاثة تحديّات رئيسية هي زيادة التزويد بالغاز الطبيعي بواسطة تكنولوجيات الاستكشاف والتطوير وتنمية البنية التحتية الإقليمية للغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال وتعديل سياسات التسعير الإقليمية الخاصة بالغاز.

وأكد أهمية الشراكة بين شل وشركات النفط الوطنية الكبرى لانها تمكّن أصحاب الموارد من إمكانية الوصول إلى أصحاب المهارات المتوفرة لدى شل على الصعيد الدولي في مجال الغاز الطبيعي المساّل فضلا عن نقل الخبرة وتنمية المواهب المحلية لأنشطة المنبع والبناء والعمليات. وقال بوعزيز ان استعمال المزيد من الغاز في توليد الطاقة يضمن مردودا اكبر وبتكلفة اقل مما يمكن أن يؤدي إلى تحقيق هدف الحد من الانبعاثات الكربونية خلال العقد الحالي. وذكر ان الغاز هو الوقود الاحفوري ذو الاحتراق الأكثر نظافة كما إن نسبة ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من المعامل الحديثة لتكرير الغاز تشكل نصف النسبة المنبعثة من معامل الفحم الحجري الحديثة و60-70 في المائة اقل من تلك المنبعثة من معامل الفحم الحجري والتى لازالت المئات منها تحت التشغيل اليوم. وقال انه بالإضافة، إن معامل الغاز تستطيع توفير طاقة مرنة احتياطية يتم اللجوء إليها بالتبادل فى حالة استعمال الكهرباء التى يتم توليدها من طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، نظرا لان مخرجات الطاقة الناتجة عن احتراق الغاز يمكن تكييفها بسهولة أكثر من مخرجات الطاقة الناتجة من احتراق الفحم أو من محطة نووية على سبيل المثال. واضاف قائلا انه فى الواقع «يعد الغاز الخيار الأقل كلفة والأكثر مرونة لتوليد الطاقة فانه يمنح البلدان التي تستعمله بديلا حقيقيا للتعويض عن العجز الذي تعرفه مصادر الطاقة الأخرى».

وقال السيد منير بو عزيز انه يوجد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أكثر من 40 في المائة من الاحتياطي العالمي من الغاز هذا مع التطلع إلى اكتشافات جديدة، ومن المؤكد أن تلعب هذه المنطقة دورا محوريا فى السوق العالمي للغاز الطبيعي المسال وان تستمر فى توفير إمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب داخل المنطقة والى أوروبا.

وقال إن ما جعل استيراد الغاز الطبيعي المسال الأكثر انتشارا هو كلفته المنخفضة نسبيا وسرعة تعويمه واستعادة شكله الغازي وتخزينه. ومن المنتظر أن تتضاعف الواردات من الغاز الطبيعي المسال مع حلول عام 2030، جاعلة من استيراد الغاز الطبيعي المسال حلا حقيقيا ومتاحا بالنسبة لشمال افريقيا.

ونوه السيد منير بو عزيز انه مع حلول عام 2012، سيمثل الغاز الطبيعي أكثر من 50 في المائة من الإنتاج لشركة شل، والذي من المحتمل أن يتطور أكثر فيما بعد.

واضاف قائلا «سنواصل الاستثمار لنبقى فى الريادة فى مجال الغاز الطبيعي المسال وفي عام 2009، وفرت مشاريع شل أكثر من 30 في المائة من المشروعات العالمية في مجال الغاز الطبيعي المسال» وقال انه رغم وفرة المخزونات النفطية فى بلدان الخليج العربية الا ان شل استطاعت مؤخرا إضافة أسواق جديدة مثل الكويت ودبي إلى قائمة عملائها النفطيين.

وقال «إننا نحتل الصدارة فى مجال الغاز الطبيعي المسال العائم، مما سيمكننا من إسالة الغاز فى البحر بدل ضخه عبر خطوط الأنابيب إلى الأرض، كما إننا بصدد تطوير مشروعاتنا فى قطاع الغاز غير التقليدي».