رحيل صالح الراجحي قائد العمل المصرفي العائلي في السعودية

توفي عن عمر ناهز الـ89 عاما بعد معاناة مع المرض.. ويصلى عليه عصر اليوم

TT

غيب الموت، أمس، رجل الأعمال السعودي صالح بن عبد العزيز الراجحي عن عمر ناهز الـ89 عاما، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض، وسيتم تشييع جنازته والصلاة عليه بعد صلاة عصر اليوم في جامع الراجحي بالعاصمة الرياض.

الفقيد الذي ولد عام 1343هـ (1925م) بمحافظة البكيرية بمنطقة القصيم (320 كيلومترا عن العاصمة الرياض) وتلقى تعليمه على يد الكتاتيب، يعد أكبر أفراد عائلة الراجحي، ومن مؤسسي مصرف الراجحي للاستثمار، الذي تأسس بجهود شقيقه رجل الأعمال المعروف الشيخ سليمان الراجحي.

وكانت بدايات صالح الراجحي في دنيا المال والأعمال، الذي صنف ضمن قائمة مجلة «فوربس» الأميركية السنوية لعام 2010 لأغنياء العالم، في المرتبة الـ8 عربيا والـ129 عالميا، بثروة قدرت بـ5.8 مليار دولار، قد انطلقت في وقت مبكرا جدا من بوابة بيع الخردوات في الأربعينات الميلادية، حيث كانت مجالات التجارة والعمل محدودة آنذاك، ليبدأ الراجحي حياته التجارية من نقطة الصفر، في وقت لم يكن يدر في خلده أن يكون ثراؤه بهذا الحجم.

وكان كما قال في حديث صحافي سابق: «كنت أعمل في الصباح والمساء والبيع وأشتري في أعمال بسيطة كبيع المفاتيح والأقفال وبعض الخردوات» وقاده بيعه للأقفال والمفاتيح إلى الإمساك بمفاتيح إحدى أكبر الخزائن والبنوك في السعودية.

وعن بداياته مع الصرافة والبنوك فقد تحدث في وقت سابق بهذه الكلمات: «إنني كنت أجلس في إحدى الساحات في الرياض قديما وأبسط لأقوم بصرف النقود للناس (تغيير العملة) بعد أن اتجهت إليها وكان الناس يتهافتون علي للصرافة البسيطة جدا»، الأمر الذي قاده لأن يفتتح أول مكان للصرافة عام 1366هـ (1947م) ومنها انطلقت مجموعة «الراجحي» التجارية التي أصبحت الآن إمبراطورية مالية.

وبدأ صالح الراجحي في مزاولة الأعمال التجارية ومنها أعمال الصرافة، في وقت عهد عنه الجميع الأمانة والصدق وسلامة السريرة ومحبة فعل الخير وطاعة الله ونال ثقة كل من تعامل معه وقد خطا خطوات جريئة وملموسة في مجالات العمل التجاري.

ويعتبر صالح الراجحي من أوائل الرجال الذين دعموا اقتصاد الوطن في مجالات التجارة والمصارف والمنشآت والأعمال وقد اضطلع بدور مهم في بناء المؤسسات الاقتصادية والتنموية من خلال تدشين الكثير من المشاريع العملاقة.

وقد تولى الراجحي تأسيس ورئاسة مجلس إدارة الكثير من الشركات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر شركة الراجحي المصرفية للاستثمار (شركة الراجحي للصرافة والتجارة سابقا) وشركة «الجبس الأهلية» وشركة «الإسمنت السعودية» وشركة «إسمنت اليمامة» وشركة «إسمنت الجنوبية» وشركة «الخزف السعودي» وشركة «نادك للتنمية الزراعية» وشركة «سيبوركس» ومؤسسة صالح عبد العزيز الراجحي للصرافة ومؤسسة صالح عبد العزيز الراجحي للتجارة.

وقد عرف عن صالح الراجحي محبته لأقاربه وجماعته وبلدته وأبناء وطنه وأمته والمسؤولين وطلبة العلم، حيث كان يسارع لمد يد العون للفقراء والمساكين ولأصحاب المواقف الصعبة وأصحاب الديون، وفي عام 1417 أسس إدارة أوقاف صالح بن عبد العزيز الراجحي بعد أن خصص بعض ممتلكاته كوقف خيري خصصت إيراداتها للإنفاق على الأيتام والأرامل والفقراء والمنكوبين بالحوادث والمعسرين، وكذلك في نشر القرآن الكريم والدعوة إلى الله، وعلى طلبة العلوم الشرعية وبناء المساجد وطباعة الكتب الإسلامية ودعمها، وتوزيع المياه والتمور والأطعمة والمساهمة في مجال الصحة والفقر والإسكان والسجناء والدعوة والتعليم، بالإضافة لإسهاماته في بناء المساجد ودعم التعليم والجمعيات الخيرية.