في الوقت الذي أقر فيه وزير الطاقة الإماراتي، أمس، أن التوتر في منطقة الشرق الأوسط أثر على أسعار النفط، إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن أسواق النفط لا تزال تحظى بإمدادات كافية، لافتا إلى أن اجتماعا نفطيا سيعقد خلال الشهر الحالي في الرياض «يمكن أن يتطرق إلى أوضاع السوق»، نافيا انعقاد اجتماع طارئ لـ«أوبك».
وقال محمد بن ظاعن الهاملي، وزير الطاقة الإماراتي: إن التوتر في منطقة الشرق الأوسط أثر على أسعار النفط، لكن أسواق النفط تحظى بإمدادات كافية، معتبرا أن الأسعار تتأثر بالأحداث أينما كانت وأن الأحداث في مصر أسهمت بدورها في حركة الأسعار لافتا إلى أن منظمة «أوبك» حققت خلال السنوات الخمسين الماضية إنجازات ضخمة على الرغم من الكثير من الأزمات التي شهدتها المنظمة خلال هذه الفترة مثل أزمة النفط في أوائل 1970 وانهيار أسعار النفط في منتصف الثمانينات، مؤكدا أن هذه الأحداث ذات أهمية ثانوية بالمقارنة مع إنجازات المنظمة.
وارتفعت أسعار النفط متجاوزة 100 دولار للبرميل من مزيج برنت و85 دولارا للخام الأميركي الخفيف، تدعمها عوامل من بينها المخاوف من تأثير الاضطرابات في مصر على إمدادات النفط.
وقال الوزر الإماراتي للصحافيين على هامش «منتدى الإمارات للطاقة» الذي عُقد أمس في أبوظبي بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس منظمة الدول المصرة للبترول «أوبك»: «إن الأسواق تتمتع بمستوى كافٍ من الإمدادات، وإن الأسعار الحالية لا يمكن تفسيرها بأساسيات السوق»، لافتا إلى أن «المخزونات العالمية من النفط تسجل معدلا مرتفعا حاليا»، موضحا أن «الأسواق العالمية تتمتع بمستوى كافٍ من الإمدادات النفطية بينما تتأثر الأسعار بالأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط».
إلى ذلك، قال الوزير الهاملي: إن اجتماعا نفطيا سيعقد خلال الشهر الحالي في الرياض يمكن أن يتطرق إلى أوضاع السوق، نافيا عقد مؤتمر استثنائي لـ«أوبك»: «ليس على أجندة (أوبك) حاليا عقد اجتماع طارئ»، مشيرا إلى أن «(أوبك) لا تتدخل في أسعار النفط وأن كل ما يهمها هو توفير إمدادات إضافية للسوق النفطية إذا تطلب الأمر ذلك».
وقال الهاملي: إن إنتاج دولة الإمارات من النفط الخام في الوقت الراهن مطابق لحصتها الإنتاجية التي قررتها منظمة «أوبك»، مؤكدا أن دولة الإمارات عضو أساسي ومؤثر في «أوبك» وتمتلك طاقة إنتاجية تبلغ 2.8 مليون برميل يوميا وهي بصدد رفعها خلال الفترة المقبلة إلى 3.5 مليون برميل يوميا.
واعتبر الهاملي أن «أوبك» حققت على مدى السنوات الـ50 الماضية إنجازات ضخمة تمثلت في توفير إمدادات آمنة وثابتة من النفط والتنمية الاقتصادية المستدامة لأعضائها واستجابة الدول الأعضاء لمواجهة التحديات التي تشكلها ظاهرة الاحتباس الحراري والشروع في حوار نشط بين المستهلكين والمنتجين، مشيرا إلى أن انضمام الإمارات إلى عضوية «أوبك» أدى إلى إقامة علاقة أكثر توازنا مع شركات النفط العالمية؛ حيث أصبح الجانبان شريكين على قدم المساواة وسرعان ما تبع قرار الدولة للانضمام إلى منظمة «أوبك» إنشاء شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك).