صفقة «زين» و«اتصالات» في مهب الريح بعد رفض عروض شراء «زين السعودية»

واجهت كثيرا من العقبات التي تسببت في تأجيلها عدة مرات

TT

أصبح عرض مؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات) لشراء 46 في المائة من شركة الاتصالات المتنقلة (زين) الكويتية في مهب الريح، بحسب «رويترز»، بعد أن أعلنت الشركة الكويتية أمس الأحد أن مجلس إدارتها رفض بالإجماع جميع العروض المقدمة لشراء حصة مجموعة «زين» في شركة «زين السعودية» والبالغة 25 في المائة.

وتسعى «زين» لبيع حصتها في «زين السعودية» التي تقدر بمبلغ 2.75 مليار ريال (733 مليون دولار) لأسباب تنظيمية حتى تتمكن من بيع 46 في المائة من أسهمها إلى «اتصالات» في صفقة تقدر بنحو 12 مليار دولار.

وهوت أسهم «زين» اليوم بنسبة 7.3 في المائة في أكبر هبوط لها في ثمانية أشهر، بينما انخفض سهم «اتصالات» بنسبة 0.9 في المائة مع تنامي التوقعات بفشل صفقة «زين».

وتسعى شركة «اتصالات» التي تتخذ من أبوظبي مقرا للتوسع في الأسواق الخارجية، ولا سيما بعد أن فقدت احتكارها للسوق المحلية في 2007. وقد قدمت في سبتمبر (أيلول) الماضي عرضا لشراء 46 في المائة من «زين» ووجهت العرض إلى مساهم رئيسي في «زين» هو شركة «الخير» للأسهم والعقارات التابعة لمجموعة «الخرافي».

لكن الصفقة واجهت العديد من العقبات التي تسببت في تأجيلها عدة مرات، ومن هذه العقبات عدم إعلان مجموعة «الخرافي» حتى اليوم تمكنها من تجميع النسبة المطلوبة لإتمام الصفقة، إضافة إلى رفع بعض مساهمي «زين» دعاوى قضائية لمنع إتمام الصفقة، كما طلبت «اتصالات» مرتين تمديد الموعد النهائي الذي حددته بنفسها للانتهاء من الفحص الفني، كان من المفترض أن ينتهي في 15 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وقال محلل في قطاع الاتصالات المتنقلة في المنطقة طالبا عدم كشف هويته «احتمال إتمام صفقة (زين – اتصالات) أصبح الآن ضعيفا، الأمر الذي جعل مجموعة (الخرافي) تعود للمربع الأول وتبحث عن مشتر جديد». وقال هيثم عرابي الرئيس التنفيذي ومدير الصناديق بشركة «جلف مينا» للاستثمارات البديلة الذي كان مؤيدا للصفقة، إن «الصفقة كانت ستحول (اتصالات) من شركة متحفظة ومتريثة في اتخاذ القرارات إلى شركة غارقة في الديون». وأضاف: «بعض المستثمرين يعتقدون أن (اتصالات) ربما كانت ستدفع في الصفقة أكثر من اللازم وسوف تكون مرتاحة لعدم إتمامها». وكانت «اتصالات» قالت في وقت سابق إنها ستعرض نتائج الفحص الفني على مجلس إدارتها في نهاية فبراير (شباط) إلا أنها عادت وأبلغت «رويترز» الأسبوع الماضي رغبتها في تمديد أجل الفحص إلى نهاية مارس (آذار) المقبل وهو ما أثار حفيظة مجموعة «الخرافي».

وأعلنت شركة الاستثمارات الوطنية الكويتية أمس، في بيان على موقع بورصة الكويت على الإنترنت، أن شركة «الخير» التابعة لمجموعة «الخرافي» أبلغتها أن المهلة المعطاة لـ«اتصالات» الإماراتية للانتهاء من إجراءات الفحص سوف تنتهي في نهاية فبراير بحسب الاتفاق المبرم بين الطرفين وأنها لن تقبل بأي تمديد بعد ذلك.

وقال نبيل بن سلامة الرئيس التنفيذي لمجموعة «زين» في مؤتمر صحافي اليوم: «هذا البيان واضح من قبل مالكي الأسهم، وليس لدينا ما نعلق به عليه». وأعربت «اتصالات» اليوم عن أسفها لرفض «زين» كل العروض المقدمة لشراء حصتها في «زين السعودية» مؤكدة أنها ترغب في إتمام صفقة شراء حصة مسيطرة في «زين» وأنها راضية عن وتيرة عملية الفحص الفني للشركة.

وقال أحمد بن علي المتحدث باسم «اتصالات» في بيان إن الشركة تشعر بارتياح لوتيرة عملية الفحص الفني. وأضاف أن عملية الفحص الفني ما زالت جارية وأن «اتصالات» ستبحث نتائجها مع «زين» قبل عرضها على مجلس إدارة «اتصالات».

وقال إن «اتصالات» ما زالت تتوقع إتمام الفحص الفني بنهاية فبراير.

ولا بد أن تتمكن «زين» من بيع حصتها البالغة 25 في المائة في «زين السعودية» إذا كانت راغبة في بيع أسهمها إلى «اتصالات» نظرا لأن الأخيرة تساهم بشكل رئيسي في شركة «موبايلي» العاملة في السعودية وتمنع عليها قوانين المملكة تملك أسهم في الشركتين.

وكان مصدر مطلع قد توقع في اتصال مع «رويترز» أمس السبت فشل صفقة «زين» و«اتصالات» بسبب ما قال إنها صعوبات عملية تعترض تنفيذ الصفقة.

وأوضح المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن من أهم تلك العقبات صعوبة بيع حصة «زين» في وحدتها السعودية قبل نهاية فبراير الحالي وهو الموعد الذي حدده ناصر الخرافي رئيس مجموعة «الخرافي» الكويتية التي تمثل الطرف البائع كموعد نهائي لإتمام الصفقة.

وقال إنه حتى إن قبلت «اتصالات» بنهاية فبراير كموعد نهائي للفحص، فلن يكون الوقت كافيا لإتمام الصفقة خلال العشرة أيام المتبقية من فبراير لا سيما أن هناك أعيادا وطنية قادمة في الكويت ستجعل البلاد في عطلة رسمية بدءا من نهاية الأسبوع الحالي.