النفط يهبط دون 116 دولارا مع الحديث عن خطة سلام في ليبيا

رغم الشكوك حول إمكانية حل سريع للأزمة

TT

تراجعت أسعار النفط أمس الخميس منخفضة بما يزيد على ثلاثة دولارات لفترة قصيرة قبل أن تتعافى بعد أن قالت جامعة الدول العربية إن خطة للسلام في ليبيا قيد الدراسة. ويقدر مسؤولون في صناعة النفط أن الثورة ضد الزعيم الليبي معمر القذافي خفضت إنتاج ليبيا النفطي إلى نحو النصف. وسيسهم أي شيء لاستعادة الإنتاج في تهدئة أسواق النفط. لكن المتعاملين في النفط يتشككون في إمكانية التوصل إلى حل سريع للأزمة الليبية، حيث يواجه القذافي جيشا متزايدا من الثوار الأكثر ثقة وتنظيما.

وقال عبد الكريم اللعيبي وزير النفط العراقي إن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) قلقة بشأن الاضطرابات في ليبيا لكن لديها نفط كاف لتغطية أي نقص ناتج عن الثورة هناك. وتراجعت العقود الآجلة لخام القياس الأوروبي (مزيج برنت) للشحنات تسليم أبريل (نيسان) إلى 113.09 دولار للبرميل منخفضة بما يزيد على ثلاثة دولارات أثناء الجلسة الصباحية في لندن قبل أن تتعافى إلى نحو 115.80 دولار للبرميل بحلول الساعة 1000 بتوقيت غرينتش. وهبطت العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف 35 سنتا إلى 101.88 دولار للبرميل بحلول الساعة 1000 بتوقيت غرينتش بعد أن تراجعت إلى 100.37 دولار. واستقر العقد عند التسوية أمس عند 102.23 دولار للبرميل متجاوزا 100 دولار للمرة الأولى منذ سبتمبر (أيلول) 2008.

وقال كارستن فريتش المحلل لدى «كومرتس بنك» في فرانكفورت «دفعت خطة السلام في ليبيا بشكل واضح السوق نحو الهبوط لكن يبدو أنه تأثير عابر على الأسعار التي من المحتمل أن تصعد مجددا».

وفي فيينا أعلنت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) أمس أن سعر برميل نفط أوبك عاد ليتجاوز حد الـ110 دولارات في منتصف الأسبوع. وقفز سعر سلة أوبك إلى 110.84 دولار للبرميل (159 لترا) يوم الأربعاء بزيادة 2.57 دولار عن اليوم السابق. ويتزامن ارتفاع السعر مع ضربات جوية شنها الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يحاول إعادة السيطرة على عدة مدن ليبية أصبحت تحت سيطرة المحتجين ضد نظامه.

وفي طرابلس أعلن رئيس مؤسسة النفط الليبية شكري غانم لوكالة الصحافة الفرنسية، الخميس، أن إنتاج ليبيا من النفط انخفض إلى النصف بسبب أعمال العنف التي تشهدها البلاد. وأضاف غانم أن «إنتاج ليبيا من النفط انخفض إلى النصف بسبب خروج العمال الأجانب لعدم شعورهم بالاطمئنان». وأضاف «هناك أيضا خروج العمال الليبيين، لكن الأجانب بمعظمهم من الفنيين مما أدى إلى انخفاض الإنتاج» رافضا إعطاء أية أرقام محددة حول كمية الإنتاج النفطي الحالي. ويبلغ إنتاج ليبيا من النفط عادة نحو 1.6 مليون برميل يوميا، يصدر نحو 85 في المائة منه إلى أوروبا وفقا للوكالة الدولية للطاقة.

وأضاف غانم «نحن نقوم بالتصدير والإنتاج ونحافظ على جميع المنشآت والموانئ النفطية»!، مؤكدا أنه «لم يحصل أي تخريب لهذه المنشآت والموانئ». وأكد المسؤول الليبي أن «الهدف الأساسي» لمؤسسة النفط الوطنية الليبية اليوم هو «الحفاظ على المنشآت والموانئ والأرواح»، مشيرا إلى أن المؤسسة «تنسق بين جميع الشركات (النفطية) بحيث يستمر الإنتاج والتكرير والنقل والتصدير بدون أي مشاكل ولا يتعرض للخطر». وتابع «أولويتنا اليوم هي التزويد المحلي: تزويد محطات الكهرباء بالغاز والوقود الثقيل، ومعامل التكرير بالخام لتلبية احتياجات الناس بحيث تستمر الحياة طبيعية في ليبيا».

وكانت وكالة الطاقة الدولية قدرت كمية النفط الليبي الناقصة في السوق يوم الأربعاء بـ 850 ألف برميل، إن لم يكن مليون برميل، مقابل تقديرات تحدثت عما بين 500 و750 ألف برميل الجمعة. وأعلن الزعيم الليبي معمر القذافي يوم الأربعاء أن الإنتاج النفطي في ليبيا «في أقل مستوياته» اليوم بسبب «العصابات المسلحة التي أخافت» شركات إنتاج النفط الكبرى ودفعتها إلى ترحيل موظفيها. وأضاف أن «موانئ النفط آمنة وحقول النفط آمنة وتحت السيطرة ولكن الشركات الكبرى ما زالت خائفة لأن هناك عصابات مسلحة تنطلق في سيارات وتطلق النار عليها» مما دفعها إلى إجلاء موظفيها. وتساءل الزعيم الليبي «ما علاقة المظاهرة في بنغازي بحقل نفط في عمق الصحراء؟ هذا دليل على أن لا تظاهرات في بنغازي بل مجموعات مسلحة». وغادرت آخر شحنة من النفط ليبيا منذ 19 فبراير (شباط) أي بعد أن بدأت قوات الأمن الليبية حملة قمع ضد الاحتجاجات في شرق ليبيا. وسيطرت المعارضة على شركة «الخليج العربي للنفط» منذ استقالة رئيسها عبد الونيس سعد المرتجع! طبقا لصحيفة «وول ستريت جورنال».