«نيوز كورب» تخطت عقبة الاحتكار لتملك «بي سكاي بي» وبقي إقناع حملة الأسهم

مساهمون طالبوا بسعر 950 بنسا للسهم مما يرفع تكلفة الصفقة إلى 16 مليار دولار

TT

ربما يكون الملياردير روبرت ميردوخ قد اجتاز عقبة رئيسية أمس في الحصول على الضوء الأخضر من الحكومة البريطانية لتملك شركة «بي سكاي بي» الإعلامية البريطانية الناجحة دون أن تكون الصفقة متعارضة مع لجنة الاحتكار، ولكن هنالك عقبات أخرى، أهمها إقناع حملة الأسهم من صناديق الاستثمار والأفراد الذين يملكون حصصا تتراوح بين 2.0 في المائة وأقل من 5.0 في المائة ويطالبون بسعر مرتفع للسهم ربما يرفع كلفة الصفقة إلى أكثر من 10 مليارات جنيه استرليني (قرابة 16 مليار دولار). وكان وزير الثقافة البريطاني قد أعلن أمس أن صفقة «نيوز كورب» لا تتعارض مع قوانين الاحتكار وبالتالي يمكن للصفقة أن تمضي قدما نحو الاكتمال. وتسعي شركة «نيوز كورب» إلى تملك حصة 61.0 في المائة من شركة «بي سكاي بي» والتي يبلغ سعرها السوقي حاليا 14 مليار دولار، وذلك وفقا لسعر السهم الحالي. وارتفع سعر سهم «بي سكاي بي» في بورصة لندن أمس إلى أعلى مستوى له منذ ثمانية أشهر، حيث بلغ في التعاملات الصباحية إلى 817.5 استرليني، وذلك في أعقاب منح شركة «نيوز كورب» الضوء الأخضر لشراء حصص أقلية في مجموعة «بي سكاي بي». وطالب عدد من ملاك حصص الأقلية بأسعار مرتفعة لأسهمهم بعد إعلان النبأ، حيث طالب كريسبن أودي الذي يملك عبر صندوقه الاستثماري «أودي أست منيجمنت» حصة 3.0 في المائة في الشركة بسعر لا يقل عن 950 بنسا للسهم. وقال كريسبن في تصريحات أمس «لا أرغب في بيع حصتي في سكاي ورأيي أن السعر 950 للسهم مناسب وربما أبيع بمثل هذا السعر». وطبقا للحصة التي يرغب روبرت ميردوخ في شرائها، فإن سعر 950 بنسا لسهم الشركة سيرفع قيمة الصفقة إلى 10.5 مليار جنيه استرليني. ويذكر أن العرض الذي تقدم به ميردوخ في يونيو (حزيران) الماضي بلغ 700 بنس للسهم. ودعا المديرون المستقلون في «سكاي» الذين يقودهم نائب الرئيس نيوكلاس فيرغسون إلى سعر لا يقل عن 800 بنس للسهم في وقت من الأوقات. ولكن منذ ذلك الحين كشفت شركة «سكاي» عن أرباح قياسية، كما أن مؤشر الفاينانشيال تايمز ارتفع بمعدل 13 في المائة ، وهو ما سيدعم مطالبات المساهمين بسعر مرتفع. ونسبت صحيفة «إيفننغ ستاندرد» إلى أودي قوله أمس «هنالك حملة أسهم آخرون يدعمون سعر 950 للسهم ولكنهم يترددون في بيع أسهمهم في وقت يتصاعد فيه معدل التضخم». ومن بين حملة الأسهم الآخرين صندوق أست منجمينت فيدلتي الذي يملك حصة 2.0 في المائة في «سكاي»، فيما تملك شركة «بلاك روك» حصة 4.8 في المائة ويملك صندوق كابيتال ويرلد انيفستمنت حصة 4.2 في المائة وفرانكلين ريسورسيز 3.6 في المائة وشركة «ليغال أند جنرال» حصة 3.0 في المائة . وحسب مصادر في السيتي فإن نحو 18 في المائة من الأسهم يملكها مضاربون من أصحاب الاستثمارات قصيرة الأجل الذين يبحثون عن تحقيق أرباح سريعة، وربما يكون هؤلاء لديهم الرغبة في البيع السريع وبأسعار أقل من تلك التي حددها كريسبن أودي. وفي السيتي تضاربت الأسعار المتوقعة لصفقة شراء «بي سكاي بي»، حيث توقعت شركة «نوميس» سعرا يتراوح بين 800 و850 بنسا للسهم فيما توقعت «إنفيستك» 840 بنسا وأقترح مصرف كريدي سويس 936 بنسا ولكن مصرف نومورا توقع أن يصل سعر السهم إلى 1060 بنسا للسهم.

وقالت تقارير في لندن أمس إن المعارضين للصفقة ربما يرفعون دعوى قضائية تطعن في قرار وزير الثقافة البريطاني جيرمي هانت الذي وافق على الصفقة دون اللجوء إلى هيئة التحقيق في صفقات التملك والاحتكار. وكان هانت قد قال أمس إن شركة «نيوز كورب» التي تملك صحيفتي «الصن» و«التايمز» البريطانيتين، يجب أن تسجل مؤسسة «سكاي نيوز» كشركة مستقلة لحماية استقلاليتها الصحافية. وقال هانت والمشرعين في بريطانيا إن الصفقة لا تثير أي قضية من قضايا المنافسة الحرة، وبالتالي يمكن لشركة «نيوز كورب» أن تتملك كاملا كل عمليات «سكاي». وطلب هانت بفترة استشارية ودعا المعارضين إلى إبداء رأيهم وتقديم الطعون، وحدد مدة لذلك حتى نهاية شهر مارس (آذار) الجاري. وأحرزت مجموعة «نيوز كورب» التابعة لروبرت مردوخ تقدما كبيرا صوب إبرام صفقتها لشراء حصص الأقلية في «بي سكاي بي» البريطانية مقابل 14 مليار دولار حينما قبلت السلطات البريطانية مقترحاتها لتهدئة مخاوف بشأن المنافسة. وستتيح الخطوة - التي مازال من الممكن للمجموعات الإعلامية المنافسة الطعن عليها في المحكمة - لـ«نيوز كورب» تجنب تحقيق مطول وبدء التفاوض بشأن بنود الصفقة وهي الأهم بالنسبة لها والأكثر إثارة لجدل سياسي في بريطانيا منذ عقود. ومن المرجح أن يقابل القرار الذي اتخذته الحكومة البريطانية أمس الخميس بانتقادات حادة ويثير تساؤلات بشأن علاقتها مع إمبراطورية ميردوخ الإعلامية القوية. وفي مقابل السماح بالصفقة ستحدث «نيوز كورب» تحولا في قناة «سكاي نيوز» التي تتكبد خسائر ولكن تتمتع بشعبية كبيرة وتضمن مستقبلها بعقد لمدة عشر سنوات للبث من منصة «سكاي تي في» وحق استخدام علامة «سكاي» لسبع سنوات. وسيجري توزيع أسهم تلك الشركة على المساهمين القائمين في «بي سكاي بي» وفقا لحيازاتهم وبذلك تحتفظ «نيوز كورب» بحصتها البالغة 39.1 في المائة. ولضمان استقلال الأقسام التحريرية فسيكون غالبية أعضاء مجلس إدارة الشركة من المديرين المستقلين بما في ذلك رئيس المجلس.

وتسعى «نيوز كورب» لشراء حصة 61 في المائة التي لا تمتلكها في «بي سكاي بي» بهدف تعضيد نشاط ساهمت في إنشائه لكن ذلك أثار مخاوف من تنامي سيطرة ميردوخ على الإعلام وتأثيره على الرأي العام.