عودة أكبر مصفاة نفط في العراق إلى العمل

إنتاج حقل الرميلة تراجع من معدلاته العليا

TT

أعلن وزير النفط العراقي عبد الكريم اللعيبي أمس الجمعة أن أكبر مصفاة نفط في العراق عادت إلى العمل بالمعدلات الطبيعية بعد الهجوم الدامي الذي تعرضت له الأسبوع الماضي وأدى إلى تدمير ثلاث وحدات إنتاج فيها. وقال اللعيبي لقناة «العراقية» التلفزيونية الحكومية إن الوحدات بدأت العمل ووصل إنتاجها إلى 150 ألف برميل يوميا. وتوجد المصفاة في مدينة بيجي على بعد نحو 200 كيلومتر شمال العاصمة بغداد.

وكانت المصفاة قد توقفت عن العمل بعد الهجوم الذي تعرضت له السبت الماضي وأسفر عن مقتل أربعة مهندسين وإصابة ثلاثة عمال وتفجير ثلاث وحدات إنتاج.

ووصف اللعيبي الهجوم بأنه خطة تستهدف الاقتصاد وتدمير الخدمات المقدمة للمواطنين العراقيين. ويذكر أن مصفاة بيجي هي المصدر الرئيسي للوقود للعديد من محطات توليد الكهرباء في العراق. وكانت وزارة النفط العراقية قد أعلنت يوم الخميس الماضي وصول صادرات العراق من النفط خلال الشهر الماضي إلى 2.2 مليون برميل يوميا مقابل 2.1 مليون برميل يوميا في يناير (كانون الثاني) الماضي.

إلى ذلك، أظهرت أرقام رسمية أن إنتاج حقل الرميلة النفطي في العراق الذي تطوره «بي بي»، و«سي إن بي سي» الصينية تراجع عن مستويات الذروة المسجلة في ديسمبر (كانون الأول) ومطلع يناير، وهو ما قد يكون مؤشرا على تحديات يواجهها الإنتاج. ويتمتع الحقل بشهرة عالمية إذ إنه ينتج أكثر من مليون برميل يوميا أي نحو نصف إنتاج العراق العضو في منظمة «أوبك». وقالت «بي بي» في يناير إن الإنتاج زاد أكثر من عشرة في المائة عن الحد الأدنى البالغ 1.066 مليون برميل يوميا المتفق عليه في ديسمبر 2009 لكن الإنتاج يتذبذب منذ ذلك الحين.

وأظهرت وثائق لشركة نفط الجنوب المملوكة للدولة حصلت عليها «رويترز» أن الإنتاج تراجع بمقدار 280 ألف برميل في يوم واحد أي أكثر من عشرة في المائة من متوسط الإنتاج اليومي الإجمالي للعراق من 1.29 مليون برميل يوميا التي سجلها في 11 يناير. وأظهرت الوثائق الرسمية أن العديد من الآبار أغلقت في الرميلة الشهر الماضي حين كان الإنتاج منخفضا بسبب الضغط المرتد في الآبار.

وفي أغلب الأيام كان الإنتاج يفوق 1.1726 مليون برميل يوميا لكن التذبذبات الكبيرة قد تشير إلى المشكلات التي تواجهها «بي بي»، و«سي إن بي سي» للمحافظة على مستويات الإنتاج المرتفعة في الرميلة. وتقدر احتياطيات حقل الرميلة بنحو 17 مليار برميل.

وقال مسؤول في شركة نفط الجنوب طلب عدم نشر اسمه: «(بي بي) تواجه تحديا حقيقيا في الرميلة. حققوا إنتاجا مرتفعا بسرعة كبيرة لكن هل كانوا يعلمون أن الإنتاج قد يتراجع بوتيرة أسرع».

وفي مؤشر محتمل على تراجع توقعات العراق للإنتاج في الفترة المتبقية من العام قال حسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة في فبراير (شباط) إن متوسط إنتاج العراق في 2011 سيصل إلى 2.75 مليون برميل يوميا أي ما يزيد بمقدار 50 ألف برميل فقط عن الرقم الفعلي 2.7 مليون برميل الذي أعلنته وزارة النفط في يناير.