8 أثرياء مصريين في قائمة «فوربس» للأغنياء أحدهم متهم في قضايا فساد

خبراء: ثورة 25 يناير ستوسع دائرة الأغنياء في مصر

TT

أعلنت مجلة «فوربس» عن القائمة السنوية لأغنى أغنياء العالم، وجاء ضمنها ثمانية رجال أعمال مصريين بثروات تقدر بنحو 20.8 مليار دولار، منهم سبعة رجال أعمال ينتمون إلى عائلتين فقط، وفي الوقت نفسه يرى خبراء أن السياسات التي ستتبعها مصر خلال الفترة القادمة قد تقيد من نمو ثروات رجال الأعمال الحاليين، وستعمل على توليد أقطاب أخرى في عالم المال والأعمال.

وجاء على رأس قائمة أغنى أغنياء مصر عائلة «ساويرس»؛ ناصف ساويرس رئيس مجلس إدارة شركة «أوراسكوم للإنشاء والصناعة» إلى جانب امتلاكه حصة كبرى في شركة «لافارج» للإسمنت العالمية، وجاء ترتيبه 182 على مستوى العالم بثروة تقدر بنحو 5.6 مليار دولار، وتلاه أخوه الأكبر نجيب ساويرس الذي يمتلك شركة «ويند تيليكوم»، التي من المتوقع أن تندمج مع شركة «فيبملكوم» الروسية، حيث تقدر ثروته بنحو 3.5 مليار دولار، فيما جاء والدهما أنسي ساويرس في الترتيب الثالث بثروة تقدر بنحو 2.9 مليار دولار، وجاء سميح ساويرس رئيس مجلس إدارة «أوراسكوم القابضة» السويسرية وهو الابن الثاني لأنسي في الترتيب السابع بثروة تقدر بنحو 1.4 مليار دولار.

وتضمنت القائمة أيضا عائلة منصور التي تعمل في مجالات عديدة تتضمن البنوك والسيارات وتجارة التجزئة، حيث جاء محمد منصور وزير النقل السابق في المركز الرابع على المستوى المصري والـ 595 عالميا بثروة تقدر بنحو ملياري دولار، ثم ياسين منصور رئيس مجلس إدارة شركة «بالم هيلز» العقارية وبنك كريدي أغريكول مصر، وهو أحد المتهمين في قضايا فساد بمصر، وبلغ حجم ثروته 1.8 مليار دولار، تلاه شقيقه يوسف منصور بنفس قيمة ثروة ياسين تقريبا. فيما جاء رجل الأعمال محمد فايد وعائلته، الذي كان يمتلك محلات هارودز العالمية، في ذيل القائمة بثروة تقدر بنحو 1.2 مليار دولار.

ويقول الخبراء إن السبب في سيطرة عائلات بعينها على الثروات في مصر، هو عدم العدالة في توزيع الثروة في البلاد، إلى جانب غياب المعلومات والشفافية في أغلب الأحيان واقتصارها على بعض رجال الأعمال فقط دون البعض الآخر، وهو الأمر الذي استغله رجال الأعمال المصريون في تكوين ثروات طائلة في أوقات قصيرة.

يقول وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، إن بعض الثروات التي كونها رجال الأعمال في مصر كان سببها التربح غير المشروع، وكانت قائمة إما على المحسوبية في الحصول على أراض أو إقامة مشاريع دون اتباع الطرق القانونية، وهذا ما يتولى القضاء المصري التحقيق فيه، كما كانت إحدى السبل لتكوين الثروات سريعا هي معرفة معلومات غير متاحة للجميع يستغلها رجال الأعمال المقربون من الحزب الحاكم السابق.

ويرى النحاس أن الفترة القادمة ستشهد تنظيما أفضل للسوق الخاص بنشاط الأعمال والاستثمار في مصر، وسيؤدي هذا إلى توزيع عادل للأعمال وسيؤدي إلى ظهور ثروات في أيدي رجال أعمال جدد، وستقيد العمليات التنظيمية من نمو أرباح وثروات بعض رجال الأعمال الحاليين، كما أن قضايا الفساد الحالية قد يفقد على إثرها رجال أعمال كثر نسبة كبيرة من ثرواتهم.

ويدعم النحاس رؤيته بأن تنظيم نشاط الأعمال يؤدي إلى زيادة أعداد المليارديرات، مستندا على ما تضمنه تقرير «فوربس» بأن عدد المليارديرات في الصين تضاعف تقريبا ليصل إلى 115 شخصا، كما زاد عدد المليارديرات في روسيا والبرازيل بمقدار الثلثين إلى 101 و30 مليارديرا على الترتيب، وتعتبر تلك المرة الأولى التي يظهر فيها 100 ملياردير في دولة أخرى خارج الولايات المتحدة.

ويعتبر البعض أن الأزمات والاضطرابات التي تشهدها العديد من الدول العربية ستؤدي إلى تكوين ثروات كبيرة إذا تم استغلال الفرصة بشكل أمثل، يقول دكتور عماد حسن، الخبير الاقتصادي، إن أوقات الأزمات عادة ما يتكون خلالها الثروات، وستكون هناك فرص لرجال الأعمال المصريين خارج مصر لمضاعفة ثرواتهم في وقت قصير.

وأضاف عماد أن وقت الأزمات تظهر العديد من الفرص أمام رجال الأعمال، وستكون السيولة المتاحة لديهم هي الرهان لتنمية ثرواتهم، فبالنسبة لمصر، ستظهر العديد من الفرص الاستثمارية خلال الفترة القادمة، لأن الضغوط الحالية على الحكومة لإتاحة فرص عمل، سترتب عليها قيام الدولة بتقديم حوافز استثمارية لرجال الأعمال.