ارتفاع أرباح «المغربية للسكر» على الرغم من خسائر فيضانات العام الماضي

استوردت كميات من السكر من أميركا اللاتينية وعالجتها محليا

TT

ارتفعت مبيعات الشركة المغربية للسكر (كوسومار) بنسبة 2 في المائة من حيث القيمة و2.1 في المائة من حيث الحجم خلال عام 2010، في سياق استقرار الأسعار الداخلية على الرغم مما عرفته أسعار الخام في الأسواق الدولية من ارتفاع. وبلغت قيمة مبيعات الشركة 5.81 مليار درهم (726.3 مليون دولار) خلال السنة الماضية. وبلغ حجم إنتاجها من السكر 1.17 مليون طن بزيادة 1.3 في المائة مقارنة مع سنة 2009. وتمكنت الشركة من تعويض النقص في الإنتاج الزراعي المحلي من الشمندر السكري وقصب السكر، بسبب فيضانات السنة الماضية في منطقة غرب المغرب، عبر استيراد السكر الخام من أميركا الجنوبية ومعالجته في مصانعها لتكرير السكر بالدار البيضاء. وبلغت الأرباح الصافية للشركة خلال العام الماضي 577.5 مليون درهم (72 مليون دولار) بزيادة 4 في المائة مقارنة مع سنة 2009. وقرر مجلس إدارة الشركة المجتمع أول من أمس في الدار البيضاء توزيع 361 مليون درهم (45 مليون دولار) من هذه الأرباح على المساهمين، وتوجيه الباقي لدعم البرنامج الاستثماري الطموح للشركة (اندماج 2012)، الذي يهدف إلى تعزيز اندماج قطاع إنتاج السكر في المغرب، ويتضمن توسيع وتطوير مصانع الشركة ودعم 80 ألف مزارع يرتبطون باتفاقيات شراكة مع الشركة من أجل تطوير الإنتاج الزراعي للشمندر وقصب السكر.

وخلال الثلاثة أعوام الماضية بلغ حجم الاستثمارات التي أنجزتها شركة «كوسومار» من أجل توسيع وترقية مصانعها 1.88 مليار درهم (235 مليون دولار). وتهدف الشركة إلى استثمار مبلغ مماثل خلال العامين المقبلين لتوسع إنتاجها من السكر الخام. وأطلقت الشركة خلال العام الماضي برنامجا للتوسع الدولي، من جهة عبر البحث عن فرص الاستثمار في إنتاج وتوزيع السكر في أفريقيا، ومن جهة ثانية عبر البحث عن فرص الاستثمار في شركات ومزارع لإنتاج السكر الخام في أميركا الجنوبية. وتتوقع شركة «كوسومار»، وهي شركة مدرجة في بورصة الدار البيضاء، وتستحوذ «الشركة الوطنية للاستثمار» القابضة على 63 في المائة من رأسمالها، نتائج جيدة خلال العام الحالي بارتباط مع توقعات إنتاج زراعي جيد في المغرب وجني ثمار الاستثمارات الكبيرة التي أنجزتها الشركة. غير أنها تتوقع أيضا ارتفاع مديونيتها نتيجة ارتفاع أسعار السكر الخام في الأسواق العالمية، إذ تعتمد الشركة على استيراد السكر الخام لتغطية نحو 55 في المائة من الاستهلاك المغربي. وسبق لـ«الشركة الوطنية للاستثمار» أن أعلنت عزمها طرح 40 في المائة من رأسمال شركة «كوسومار» للبيع في البورصة، في سياق مخطط انسحابها من الشركات الناضجة وإعادة توجيه استثماراتها لقطاعات جديدة ومستقبلية. ويرتقب أن يوجد جزء من هذا العرض للمؤسسات الاستثمارية كصناديق التقاعد وصناديق الاستثمار وشركاء صناعيين استراتيجيين، فيما سيوجه جزء منه للعموم. وتتمتع شركة «كوسومار» بالاحتكار الفعلي لسوق إنتاج وتوزيع السكر في المغرب مند فوزها بعقد تخصيص 5 شركات للسكر كانت في ملكية الدولة في عام 2005.