أكد متعامل في أسواق تأجير الطائرات الخاصة، لـ«الشرق الأوسط»، تأثر هذه الأسواق في منطقة الشرق الأوسط بالأحداث السياسية الجارية، إذ أحدث ذلك انخفاضا في حركة الرحلات الجوية للطائرات الخاصة، إلا أنه أشار إلى أن تداعيات الأحداث بتكثيف الاجتماعات والزيارات على المستوى السياسي، عوض النقص، مما جعل معدل الطلب على هذه الخدمات في نمو، ولكن بشكل أقل من المتوقع.
وقال شين أوهير، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «رويال جت» (شركة خدمات الطيران الخاص)، إن الأحداث التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، خصوصا أحداث مصر وليبيا، قد أثرت سلبا على حركة تأجير الطائرات الخاصة على مستوى كبار الشخصيات ورجال الأعمال والمديرين التنفيذيين.
ولكن الرئيس التنفيذي الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» عقب مؤتمر صحافي عقد في العاصمة السعودية، الرياض، أمس، بمناسبة نمو عمليات شركته في السوق السعودية، أكد أن نسبة نمو سوق تأجير الطائرات الخاصة ستبقى على ارتفاع، ولكن أقل من المتوقع، نظرا لوجود البديل، من خلال اجتماعات دول المنطقة، وما يتبعها من استئجار مسؤولين كبار لطائرات خاصة لقضاء ارتباطاتهم، مع الأخذ في الاعتبار استمرار حركة أسواق تأجير الطائرات بشكلها الطبيعي في دول أخرى، مثل السعودية التي يشكل حجمها 70 في المائة من سوق المنطقة.
من جهته، قال فهد كرمستجي، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية بالإنابة، لشركة «رويال جت»، خلال المؤتمر الصحافي، إنه من المتوقع أن تسجل سوق تأجير الطائرات الخاصة، خلال العام الحالي 2011، نموا يتراوح بين 25 و30 في المائة، بعد أن سجل نمو السوق ارتفاعا بمعدل 23 في المائة سنويا في الفترة الممتدة بين عامي 2006 و2008.
وتوقع فهد كرمستجي، أن تحقق شركته خلال العام الحالي أعلى ربح في تاريخ الشركة، بعد أن تواصل مؤشر أرباح الشركة خلال الـ3 الأشهر الأولى من العام الحالي، مؤكدا تركيز الشركة على توسيع استثماراتها في المنطقة، والتركيز على السوق السعودية التي تشكل 70 في المائة من حجم سوق تأجير الطائرات الخاصة في المنطقة.
أما منذر الحمياني، المدير الإقليمي لمبيعات شركة «رويال جت» في السعودية، فقال إن شركته حققت نموا في عملياتها في السوق السعودية بمعدل 15 في المائة خلال عام 2010 الماضي، مشيرا إلى اعتزام الشركة تزويد السوق السعودية بمزيد من الطائرات خلال العام الحالي، تلبية للطلب المتزايد والمتنامي على خدمات الطيران الخاص في السعودية.
وتوقع فهد كرمستجي، أن يصل عدد طائرات أسطول الطيران الخاص في منطقة الشرق الأوسط إلى 200 طائرة بحلول عام 2020، في حين يتراوح عددها حاليا من 700 إلى 750 طائرة.
وعن أبرز المعوقات التي تواجه سوق تأجير الطائرات في المنطقة، أكد فهد كرمستجي، أن السوق السوداء، التي يتم من خلالها تأجير طائرات بطرق غير نظامية ومن دون تصاريح رسمية، تهدد السوق بشكل عام، علاوة على سلبيات كثيرة يعود ضررها على العميل في المقام الأول، مثل الافتقار للجودة العالية وأنظمة الأمن والحماية بمثل هذه النوع من الطائرات.
وبالعودة إلى منذر الحمياني، قال إن شركته، التي تشغل عملياتها عبر مرافق «عرابسكو»، شركة الخدمات اللوجيستية والصيانة الثابتة للطائرات الخاصة في السعودية، وإن السوق السعودية أثبتت أهميتها على مدى السنوات الماضية، حيث تعد أكبر سوق مستقلة لخدمات الطيران الخاص في المنطقة.
ويتألف أسطول «رويال جت» الحالي من ست طائرات من طراز «بوينغ بزنس جت»، مما يجعلها أكبر مشغل مستقل في العالم لهذا الطراز من الطائرات في العالم، إضافة إلى طائرتين «جلف ستريم 300» للرحلات متوسطة المدى، وطائرة «جلف ستريم» IVSP للرحلات الطويلة، وطائرة «ليرجت 60»، إضافة إلى طائرة من طراز «امبراير لينيج 1000».