شركات السيارات اليابانية تتخوف من المستقبل

وسط ارتفاع سعر صرف الين وتوقف عمليات الإنتاج

TT

تعمل شركات السيارات اليابانية، وفي مقدمتها «تويوتا»، جاهدة لإعادة الإنتاج إلى طبيعته، في ظل نقص المكونات والعاملين، وسيضاف إلى مخاوفها الآن ارتفاع سعر الين - الذي يقلص أرباحها - بعد أكبر زلزال تشهده اليابان. وقالت «تويوتا» - أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم - أمس الأربعاء إنها ستبقي مصانع التجميع المحلية الاثني عشر التابعة لها مغلقة لمدة أسبوع آخر على الأقل. وأغلقت هذه المصانع منذ الزلزال الذي وقع يوم الجمعة وبلغت قوته 9 درجات وأحدث أمواج مد عاتية أودت بحياة عشرة آلاف شخص على الأقل، وألحقت أضرارا بمحطة نووية شمال طوكيو. وقالت «نيسان موتور»، أكبر منافس لـ«تويوتا» في السوق المحلية، إنها ستعيد تشغيل مصنعين يومي الخميس والجمعة، لكن الغموض ما زال يكتنف الإنتاج في منشآتها الأخرى.

وستستغرق إعادة تشغيل المصانع الأخرى وقتا أطول.

ووفقا لوكالة (د.أ.ب) الألمانية، علقت «هوندا» أيضا العمل في بعض المصانع، وكررت اليوم قولها إنها تعتزم تعليق كل إنتاجها في اليابان حتى يوم الأحد على أقل تقدير. وقال محللون إنه إذا عاد الإنتاج إلى طبيعته خلال أسبوعين، فإن الطاقة الإنتاجية الفائضة الناجمة عن تراجع مبيعات السيارات العالمية بعد الأزمة المالية في 2008، قد تمكن شركات السيارات من تعويض النقص في الإنتاج. لكن ارتفاع العملة اليابانية صوب مستوى قياسي يعني أن هامش أرباح السيارات المصنعة في اليابان سيتقلص.

وتراجع الدولار 3 في المائة أمام الين منذ وقوع الكارثة، وهو الآن قريب من أدنى مستوى له على الإطلاق. وسجل الدولار أمس الأربعاء نحو 80.8 ين مقارنة بالمستوى القياسي 79.75 ين المسجل في 1995.

وتصنع «تويوتا» 38 في المائة من سياراتها في اليابان وهو ما يجعلها الأكثر عرضة لتداعيات الأزمة وما يصاحبها من ارتفاع في قيمة الين. وتصدر «تويوتا» أكثر من نصف إنتاجها المحلي إلى أسواق أجنبية. وتنتج «نيسان» 24 في المائة من سياراتها في اليابان، بينما تنتج «هوندا» 22 في المائة فقط.

وقالت «تويوتا» اليوم الأربعاء إنها ستعيد تشغيل بعض قطاعات الإنتاج يوم الخميس في سبعة مصانع صغيرة قرب المقر الرئيسي للشركة في مدينة «تويوتا». وستبدأ هذه المصانع يوم الاثنين تصدير مكونات السيارات لتجميعها في الخارج. لكن إلى أن تتمكن «تويوتا» من إعادة تشغيل مصانعها الرئيسية، سيستمر ارتفاع الفاقد الذي بلغ 40 ألف سيارة خلال الأيام الثلاثة الماضية. وقدر بنك «غولدمان» تراجع الأرباح بسبب توقف الإنتاج ليوم واحد بنحو 6 مليارات ين (74 مليون دولار) لدى «تويوتا» وملياري ين لدى كل من «هوندا» و«نيسان». وتتركز صناعة السيارات في اليابان في مناطق الوسط والجنوب، ولا يوجد سوى عدد قليل من المصانع الكبيرة في المناطق الأشد تضررا. وقد تبدأ إغلاقات المصانع تأثيرها على مصنعي السيارات وموردي المكونات في أنحاء العالم في غضون أسبوعين، نظرا لتكامل هذه الصناعة. وقالت شركة «هيونداي» في كوريا الجنوبية المجاورة، إنها لا تتوقع تأثرها بمشكلات الصناعة في اليابان. وقالت متحدثة باسم الشركة: «لا نتوقع تأثيرا كبيرا لزلزال اليابان، لأن لدينا مخزونا يكفي شهرا إلى شهرين».