الأسهم اليابانية تعود من الهاوية لتحقيق مكاسب لأول مرة منذ كارثة الزلزال

في أعقاب ضخ بنك اليابان 61 مليار دولار أخرى

الدعم القوي الذي نفذه بنك اليابان للاقتصاد والبورصة اليابانية ساعد على ارتفاع الأسهم اليابانية وبعث الثقة من جديد لاستقرار النظام المالي في خضم أسوأ كارثة (إ.ب.أ)
TT

عادت الأسهم اليابانية، أمس، للارتفاع في أعقاب عودة المستثمرين للشراء وإحساسهم أن الأسعار رخيصة الآن، وهناك إمكانية لتحقيق أرباح في المستقبل. وما ساعد على ارتفاع الأسهم اليابانية وبعث الثقة من جديد الدعم القوي الذي نفذه بنك اليابان للاقتصاد، والبورصة اليابانية حيث ضخ مبالغ ضخمة ولليوم الثالث على التوالي بلغت 25 تريليون ين (نحو 281 مليار دولار). وضخ بنك اليابان المركزي أمس (الأربعاء) 5 تريليونات ين (61.5 مليار دولار) في أسواق المال من أجل المساهمة في إحداث استقرار في النظام المالي في خضم أسوأ كارثة نووية عقب الزلزال القوي الذي ضرب البلاد يوم الجمعة الماضي وأمواج المد العاتية المدمرة (تسونامي). وضخ البنك 3.5 تريليون ين في وقت سابق من أمس إضافة إلى 1.5 تريليون ين إضافي في وقت لاحق. وضخ البنك حتى الآن ما إجماله 25 تريليون ين منذ يوم الاثنين لمساعدة المؤسسات المالية الموجودة في المناطق التي ضربها الزلزال في الحصول على أموال ضرورية من الأسواق. وهذه الأموال هي أكبر تمويل طوارئ على الإطلاق يجريه البنك. ونجحت خطوات البنك المركزي الياباني في بعث الثقة في الأسهم، حيث عادت الأسهم للارتفاع، أمس، وأغلقت بورصة طوكيو على ارتفاع كبير بنسبة 5.68 في المائة بسبب تدافع المستثمرين على شراء أسهم بأسعار بخسة وذلك غداة الانهيار التاريخي الذي سجلته البورصة إثر الأزمة النووية في اليابان. وربح مؤشر نيكاي الرئيسي الذي يضم أسهم أبرز 225 شركة مدرجة 488.57 نقطة ليغلق على 9093.37 نقطة. أما مؤشر توبيكس الأوسع نطاقا الذي يضم جميع شركات الصف الأول وتعكس أسهمه بشكل أفضل أداء القطاعات فقفز بنسبة 6.64 في المائة وربح 50.90 نقطة مستقرا عند 817.63 نقطة. ولليوم الثاني على التوالي بلغ حجم التبادلات رقما ضخما ناهز 4.91 مليار سهم. وكان مؤشر نيكاي تراجع يومي الاثنين والثلاثاء على التوالي مسجلا خسارة بلغت 16 في المائة.

وفي لندن تراجع الين بعدما أثارت انتعاشة في الأسهم اليابانية جوا من الارتياح في الأسواق، لكن محللين يقولون إن الأزمة النووية اليابانية قد تتسبب في مزيد من الطلب على الين كملاذ آمن مما يعزز فرص حدوث تدخل لكبح أي مكاسب. وسجل الدولار 80.90 ين متعافيا من أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 80.60 ين الذي سجله يوم الثلاثاء. ومن شأن تنامي العزوف عن المخاطرة أن يرفع الين الذي يتجه للصعود في أوقات التوترات وإن كان غير بعيد عن أدنى مستوياته على الإطلاق 79.75 ين. وقال لوتز كاربورفيتس محلل العملة لدى كومرتس بنك في فرانكفورت «لا مجال للحديث عن تعاف في الدولار مقابل الين بعد». لكنه أضاف «لا نتوقع نزولا عن 80 ينا لأننا نتوقع أن تتدخل السلطات في السوق تحت ذلك المستوى». ومنذ ضرب زلزال عنيف وموجات مد بحري عاتية اليابان ارتفع الين لأسباب، منها تكهنات في السوق بأن شركات التأمين والشركات اليابانية عموما قد تحول بعض الأموال من الخارج للمساعدة في سداد التزامات وتكاليف إعادة البناء. لكن المخاوف من تدخل السلطات اليابانية بالبيع لإضعاف الين حدت من الصعود حتى الآن. ووفي سوق صرف العملات الأخرى، تراجع اليورو 0.2 في المائة إلى 1.3975 دولار بعدما خفضت موديز تصنيفها السيادي للبرتغال درجتين إلى (A3) وأبقت على توقعات سلبية. وارتفع مؤشر الدولار 0.1 في المائة في حين سجل الفرنك السويسري 0.9181 فرنك مقابل الدولار ليظل في نطاق أدنى مستوى له على الإطلاق الذي سجله يوم الثلاثاء. وارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار واليورو بعدما أظهرت بيانات تراجع طلبات إعانة البطالة البريطانية في فبراير (شباط) بينما كان من المتوقع ارتفاعها. وارتفع الإسترليني إلى 1.611 دولار قبل أن يقلص مكاسبه إلى 0.2 في المائة عند 1.600 دولار وتراجع اليورو إلى 86.61 بنس.

وفي نيويورك، فتحت الأسهم الأميركية منخفضة أمس بينما تواجه اليابان أزمة نووية إثر زلزال عنيف وأمواج مد بحري عاتية في حين ارتفعت أسعار النفط بفعل مصادمات في البحرين. وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى 55.87 نقطة بما يعادل 0.47 في المائة ليصل إلى 11799.14 نقطة. وفقد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا 4.99 نقطة أو 0.39 في المائة مسجلا 1276.88 نقطة. وهبط مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 14.59 نقطة أو 0.55 في المائة.