«الراجحي»: تحسن النظرة المستقبلية للاقتصاد السعودي مع زيادة إنتاج النفط ومداخيله

في تقرير اقتصادي

TT

قال تقرير لشركة «الراجحي» المالية إن زيادة السعودية إنتاجها من النفط لتعويض انقطاع الإمدادات الليبية في الوقت الذي تشهد فيه أسعار النفط ارتفاعا كبيرا يدعم النظرة الاقتصادية المستقبلية لاقتصاد المملكة. وتوقع التقرير أن تنعكس مجموعة من القرارات الاقتصادية والاجتماعية التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، على تعزيز جانب الاستهلاك في الاقتصاد السعودي.

وقال التقرير الذي حصلت «رويترز» على نسخة منه عبر البريد الإلكتروني يوم الثلاثاء: «نعتقد أن ارتفاع إنتاج السعودية من النفط الخام مقرونا بالأسعار المرتفعة يعتبر عاملا إيجابيا للمستقبل الاقتصادي للمملكة، بشرط أن لا تقفز الأسعار إلى المستوى الذي يؤدي إلى الإضرار بالطلب». وتجتاح المنطقة موجة احتجاجات شعبية أطاحت بالرئيسين التونسي والمصري السابقين، واتسع نطاقها لتشمل ليبيا واليمن والبحرين وعمان، إلا أن السعودية، أكبر اقتصاد عربي، معزولة عن تلك الموجة.

وأشار التقرير إلى أن تصدي المملكة لسد النقص في الإمدادات النفطية الليبية يوضح التزام السعودية بصفتها أكبر لاعب في سوق النفط العالمية تجاه استقرار أسعار النفط. وأضاف: «نعتقد أن المملكة لديها طاقة إنتاجية تمكنها من سد النقص في المعروض النفطي الذي ينتج عن انقطاع الإمدادات من أي دولة صغيرة منتجة للنفط، وذلك نظرا لأن المملكة لديها طاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 12 مليون برميل في اليوم. كما أن لدى المملكة احتياطيات نفطية مؤكدة تبلغ 265 مليون برميل تقريبا».

وكان وزير المالية إبراهيم العساف أكد في وقت سابق من هذا الشهر على اهتمام المملكة باستقرار أسواق النفط سواء من حيث الأسعار أو الإمدادات. وتفيد تقديرات شركة «ايني» الإيطالية للنفط بأن الاضطرابات التي اجتاحت ليبيا التي تحتل المركز الثاني عشر بين أكبر منتجي النفط في العالم أدت إلى خفض الإنتاج بنسبة 75 في المائة. وأشارت «الراجحي» في تقريرها إلى تقديرات بأن المملكة رفعت إنتاجها من النفط الخام ليصل إلى تسعة ملايين برميل يوميا إثر الاضطرابات السياسية في ليبيا، وذلك من حجم إنتاج قدّرته منظمة «أوبك» عند نحو 8.4 مليون برميل يوميا في يناير (كانون الثاني).

من ناحية أخرى توقع التقرير أن تنعكس القرارات الحكومية التي أعلنها الملك عبد الله بن عبد العزيز على تعزيز الإنفاق الاستهلاكي في الاقتصاد السعودي، وهو ما يعزز أكثر النظرة الإيجابية المستقبلية لاقتصاد المملكة. وقال التقرير: «التعزيز المباشر للاستهلاك سوف يأتي من زيادة الراتب الأساسي بنسبة 15 في المائة لجميع العاملين بالقطاع الحكومي، وبالإضافة إلى ذلك فقد قررت الحكومة من خلال صندوق التنموية العقارية إعفاء مبلغ 585 مليون ريال عبارة عن قروض سكنية للمتوفين قبل سبتمبر (أيلول) 2007».

إلى ذلك ارتفعت أسعار النفط أمس الأربعاء حيث تجاوز خام القياس الأوروبي مزيج برنت 111 دولارا للبرميل، متعافيا من أدنى هبوط في ثلاثة أسابيع أمس بعدما جدد تصاعد العنف في الشرق الأوسط المخاوف بشأن إمدادات النفط في المنطقة. واندلعت اشتباكات في اليمن وسورية بعد قمع احتجاجات في البحرين في وقت سابق أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وفق ما ذكرته مصادر طبية. وزادت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أبريل (نيسان) 1.61 دولار إلى 110.13 دولار للبرميل بحلول الساعة 13:20 بتوقيت غرينتش - بعدما تجاوز 111 دولارا في وقت سابق - متعافيا من أكبر هبوط في 13 شهرا سجله يوم الثلاثاء، ومقتربا من أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 107.35 دولار للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف 1.17 دولار إلى 98.35 دولار للبرميل.

وأفادت بيانات لإدارة معلومات الطاقة الأميركية الحكومية أمس الأربعاء أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت أكثر من المتوقع في الأسبوع الماضي نتيجة لزياد الواردات، بينما تراجعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير أكثر من المتوقع.