شراكة سعودية ـ صينية لإقامة مصفاة نفط في مقاطعة «يونان» الصينية بطاقة 200 ألف برميل يوميا

خالد الفالح: نتوقع ارتفاع الطلب الياباني من النفط والغاز.. ولا نتوقع أن يضر بالأسواق العالمية

خالد الفالح («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت شركة «أرامكو» لما وراء البحار (بي في)، التابعة لـ«أرامكو» السعودية، أمس، أنها وقعت مع شركة «بتروتشاينا كومباني ليمتد» التابعة لشركة «تشاينا ناشيونال بتروليوم كوربوريشن» الصينية، مذكرة تفاهم حول خطط إقامة مصفاة تحويل كامل جديدة بمرافقها بطاقة 10 ملايين طن متري في السنة (200 ألف برميل في اليوم) في مقاطعة يونان في جمهورية الصين الشعبية.

وستصمم المصفاة المقترحة لمعالجة 200 ألف برميل في اليوم من الزيت العربي الخام، وإنتاج مواد مكررة عالية الجودة مثل البنزين والديزل بمحتوى كبريتي بالغ الانخفاض يستوفي المواصفات الحالية والمستقبلية للمنتجات في الصين.

ويتيح هذا المشروع الفرصة لـ«أرامكو» السعودية للدخول في شراكة في مجال البترول مع شركة «تشاينا ناشيونال بتروليوم كوربوريشن» الصينية، بهدف تلبية الطلب المتنامي على المنتجات المكررة، واغتنام فرصة استثمارية في قطاع التكرير الصيني الواعد. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذا المشروع يعزز شراكة التعاون الوثيق بين شركة «أرامكو» الرائدة في مجال إنتاج المواد الهيدروكربونية، وأخرى رائدة في مجال استهلاكها، ويمثل كذلك فرصة لتعزيز أمن الطاقة ودفع عجلة التنمية الصناعية في الأجزاء الداخلية من الصين.

وذكر خالد بن عبد العزيز الفالح، رئيس «أرامكو» السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، أن «هذه الاتفاقية تمثل خطوة أخرى على درب تعزيز علاقتنا بشركة (تشاينا ناشيونال بتروليوم كوربوريشن) وتنفيذ استراتيجيتنا العالمية في مجال التكرير». وأضاف الفالح «نحن لا نعتبر أنفسنا مجرد بائع للنفط إلى الصين، وإنما نرى في أنفسنا شريكا استراتيجيا يتمتع بعلاقات عديدة في هذه الدولة تقوم على أساس متبادل من الاحترام والتعاون والاستفادة». وقال «يسرنا أن نسهم في ما تحققه الصين من نمو اقتصادي وتطور متواصلين من خلال استثماراتنا الاستراتيجية بعيدة المدى وإمدادات الطاقة الموثوقة التي نقدمها» في حين قال جيانق جيمين، رئيس «تشاينا ناشيونال بتروليوم كوربوريشن»، إن «تشاينا ناشيونال بتروليوم كوربوريشن»، باعتبارها شركة النفط الوطنية لأكبر دولة نامية في العالم «تمد يد التعاون إلى (أرامكو) السعودية لتأسيس شراكة تتسم بالاستقرار والموثوقية وبعد المدى في ما بين الدولتين».

وستمد «أرامكو» السعودية شركة المشروع بما يصل إلى 200 ألف برميل في اليوم من الزيت العربي الخام من خلال عقد طويل الأجل، فيما تسهم «بتروتشاينا كومباني ليمتد» في شركة المشروع بأصول شبكاتها الخاصة ببيع المنتجات المكررة بالتجزئة في السوق المستهدفة.

إلى ذلك، قال خالد الفالح أمس إن طلب اليابان على النفط والمنتجات المكررة والغاز سيزيد في المدى المتوسط، لكن هذا لن يكون له تأثير كبير على المعروض والطلب العالميين. وقال الفالح على هامش منتدى في بكين إن اليابان ستكون قادرة على الوفاء باحتياجاتها من الطاقة بعد الزلزال المدمر من خلال مزيج من الصناعة المحلية والمنتجين الإقليميين.

ونقلت وكالة «رويترز» عن خالد الفالح رئيس شركة «أرامكو» السعودية قوله أمس إن طلب اليابان على النفط والمنتجات المكررة والغاز سيزيد على المدى المتوسط، لكن هذا لن يكون له تأثير كبير على الأسواق العالمية.

وقال الفالح على هامش منتدى في بكين إن اليابان ستكون قادرة على الوفاء باحتياجاتها من الطاقة بعد الزلزال المدمر من خلال مزيج من الصناعة المحلية والمنتجين الإقليميين. وتواجه اليابان نقصا في الطاقة في أعقاب الزلزال وأمواج المد التي ضربت البلاد.

وعلى المدى الأطول ثمة تساؤلات عما إذا كانت الأزمة النووية ستدفعها للتراجع عن الاعتماد على الطاقة الذرية والاعتماد أكثر على بدائل مثل الغاز الطبيعي، أم لا. وقال الفالح على هامش المنتدى «تعاني اليابان من اضطراب في الأسواق على المدى القصير. من الواضح أن ثمة تعطلا لعمليات الإمداد والتموين، وبعض المصافي لن تنتج لكن سيتم التعويض من المخزون».

ورجح أن تقود أعمال إعادة البناء في اليابان الاقتصاد للنمو بوتيرة أسرع. وقال «على المدى المتوسط سيرتفع الطلب على الخام والمنتجات المكررة والغاز في اليابان قليلا نتيجة لتزايد النشاط». وأضاف الفالح «أيا كانت التوقفات ستلبيها الصناعة والمنتجون المحليون في اليابان من دون تأثير كبير على التوازن العالمي للعرض والطلب على الخام والمنتجات على مستوى العالم».

في حين ذكرت مصادر صناعية أمس أن شركة «أرامكو» السعودية عاودت تشغيل مصفاتها في ينبع والبالغة طاقتها الإنتاجية 235 ألف برميل يوميا بعد الانتهاء من أعمال صيانة.

وتقع المصفاة على ساحل البحر الأحمر، وتوقفت عن العمل 39 يوما من أول فبراير (شباط)، إلى 11 مارس (آذار). وهي تنتج غاز البترول المسال والبنزين ووقود الطائرات وزيت الديزل وزيت الوقود.