أجندة القضايا السياسية تتصدر جلسات منتدى جدة الاقتصادي في يومه الأول

التغيرات السياسية المتسارعة في المنطقة العربية منذ بداية العام ألقت بظلالها

TT

تصدرت يوم أمس أجندة القضايا السياسية التي يشهدها العالم حديث جلسات أول أيام منتدى جدة الاقتصادي في دورته الحادية عشرة، وذلك بعد أن تحولت بوصلة المشاركين من الاهتمام بالتأثيرات الاقتصادية إلى متغيرات القرن الواحد والعشرين في ما يتعلق بالسياسة.

مخاوف الناس من تأثر منتدى جدة الاقتصادي بما يحدث من تغييرات سياسية منذ بداية عام 2011 وحتى الآن بشكل أعاق الكثير عن التنبؤ بما قد يحصل مستقبلا في الدول العربية، بدأت تتلاشى شيئا فشيئا بعد أن وجد الحضور والمشاركون ضالتهم في المنتدى الاقتصادي الذي بدأ يخرج من إطار الاقتصاد إلى دهاليز السياسة.

وكان لحزمة القرارات التاريخية التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يوم الجمعة الماضي النصيب الأكبر في الحديث ضمن الجلسة الأولى للمنتدى، والتي تحدث خلالها الدكتور محمد الجاسر محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي ليؤكد على تغيير مجرى التنمية الشاملة في السعودية خلال السنوات القليلة المقبلة، والتفريق بين الحكومة والتنظيم الحكومي، ولا سيما أن الأخيرة تعني الجهات التي يجري دعمها من الحكومة، إلا أنها لا تأخذ الصفة الرسمية.

وأشار إلى أن مجموعة العشرين التي تضم في عضويتها السعودية وتركيا ستكون ذات تأثير قوي في المستقبل كونها تمثل ثلث سكّان العالم ولا تخضع في نفوذها إلى دولة معينة، عدا عن أنها تملك إرادة قوية تؤثر بشكل كبير في القرارات الدولية العالمية التي ستقود إلى إصلاح متوقع في الوضع الاقتصادي العالمي وتنهي آثار الأزمة المالية.

ولعل تزامن إلقاء الرئيس الليبي معمر القذافي لكلمته إلى الشعب مع بدء الجلسة الثانية من جلسات منتدى جدة الاقتصادي كان سببا في أن تطغى الأحداث السياسية الليبية على الأحاديث الجانبية للحضور بعد أن تناقلوها في رسائلهم النصية عبر هواتفهم النقالة.

كلمة رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا التي ألقاها في الجلسة الثانية لمنتدى جدة الاقتصادي غلب عليها الطابع السياسي من حيث مناقشته لأبرز الأحداث السياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، من بينها مطالبته لإسرائيل بالكف عن ممارساتها في المنطقة، إلى جانب أحداث كل من تونس ومصر وليبيا، عدا عن تأخر انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، في حين تميزت كلمة الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية التي ألقاها خلال الجلسة الثالثة باقتراحات لإصلاحات تتعلق بانتخابات مجلس الشورى ومجالس المنطقة في السعودية، إضافة إلى الحديث عن الحرية والعدالة وتوسع آفاقها في السعودية.

ومن المؤكد أن تستمر النقاشات السياسية حتى اليوم في ظل انعقاد أربع جلسات خلال ثاني أيام منتدى جدة الاقتصادي، والتي تتمثل في «الدولة كشريك رئيسي» و«الإنتاجية الأساسية» و«العلوم والتكنولوجيا»، إلى جانب جلسة رابعة يشارك فيها الدكتور عبد العزيز الخضيري وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة، والأمير سعود بن عبد المحسن أمير منطقة حائل، والتي تحمل عنوان «لقاء القادة».

يشار إلى أن منتدى جدة الاقتصادي في دورته الحادية عشرة كان قد افتتح أعماله أول من أمس في فندق «هيلتون جدة» برعاية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، ويستمر لمدة أربعة أيام متتالية في ظل مشاركة الكثير من الشخصيات السياسية والاقتصادية المؤثرة في العالم، من أهمها رجب طيب أردوغان دولة رئيس وزراء تركيا.