الأمير تركي الفيصل يقترح انتخابات لاختيار أعضاء الشورى ومجالس المناطق

اعتبر عمل 8 ملايين من غير السعوديين بالمملكة «خللا كبيرا»

TT

وصف الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة معهد الملك فيصل للدراسات الإسلامية، الانتخابات بأنها «أفضل صور الشورى»، كما اقترح إحلالها بدلا من التعيين في مجلس الشورى، وفي مجالس مناطق المملكة الثلاث عشرة، داعيا لإصلاح الأنشطة الحكومية وطريقة إدارة دوائرها عبر تعزيز المراقبة والمحاسبة ومكافحة الفساد.

وفي سياق حديثه، وردا على أسئلة حضور جلسة «المواطنة المزدهرة» بمنتدى جدة الاقتصادي، تحدث الفيصل عن التنمية السعودية في مجالات الصحة والتعليم، ومن ذلك تحويل نسبة الأميين من 95 في المائة إلى 15 في المائة خلال 50 عاما.

وأضاف «كنت أشاهد عددا ممن حولي يصابون بأمراض التيفوئيد والرمد والجدري وشلل الأطفال، حتى يتوفى بعضهم من دون أن يجد العلاج، واليوم غابت هذه الأمور بفضل خطط التنمية الخمسية التي كانت الدولة تعدها».

وأكد الأمير تركي الفيصل على تحقق الحرية والعدالة في البلاد، ضاربا المثل بأن من كان يلبس البنطال في السابق كان يرمى بالكفر ويسجن أحيانا، كما كان يحظر استعمال كلمة قانون في كل مكان حتى في الجامعات، بينما الآن أصبحت كل تلك الأمور وما هو أبعد منها معتادة. وأضاف «بعض المدن والقرى في السعودية، لم يكن بها قاض واحد في فترة من الفترات، وكانت تسود الأعراف في الأحكام، وهو أمر مختلف عن الموجود في البلاد اليوم».

ووجد الفيصل في عمل 8 ملايين من غير السعوديين بالمملكة «خللا كبيرا»، فيما أوضح أن المواطنة المزدهرة تعني الاعتماد على أبناء وبنات الوطن المؤهلين لتحقيق النهضة الشاملة. وأضاف «البطالة معادلة لا أستطيع أن أستسيغها في تحليلي للأمور، ووجود الخلل في هذه المعادلة هو ما دعا الحكومة لاتخاذ الكثير من الخطوات».

وانتقد الأمير تركي شح الإقراض من قبل البنوك للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، مبينا أن تسهيل الإقراض سيؤدي إلى توظيف أعداد أكبر من السعوديين خاصة إذا تم ذلك للشباب الذين يريدون أن يبدأوا مشاريعهم الخاصة.

وتطرق إلى الطبقة الوسطى، موضحا أن المجتمع السعودي يتمتع بروابط تسمح بإيصال الرأي والنصيحة إلى المسؤولين. وأضاف «تربينا على احترام الكبير والوجيه، فيما أخشى أن نفقد تلك الميزة المهمة».

واختتم الفيصل حديثه بالقول «أعتقد أننا جميعا في المملكة ننظر بتواضع لما أنجزناه، ونقول إننا ما زلنا في بداية الطريق وإن أمامنا الكثير.

من جانبه، بين الدكتور أبو بكر باقادر، وكيل وزارة الإعلام والثقافة سابقا، أن المجتمع السعودي مجتمع انتقالي ويتطلع إلى أن يكون لاعبا أساسيا في المجتمع الحديث.

وحول دور الطبقة الوسطى في المجتمع الانتقالي قال باقادر «يتركز 85 في المائة من سكان المملكة في المدن المليونية التي تعتبر محور التنمية، وتمثل النواة الأساسية لمجتمع الغد في السعودية». وأضاف «بسبب الاستقرار الاقتصادي أصبح المجتمع قادرا على أن يحدث تحولا عميقا، فهو اليوم يقوم على تطوير الذات، وباتت طموحات الناس في أساليب المعيشة تتطلب منهم قدرات مالية عالية، وهذه ستكون من أهم الدوافع لانخراط أعداد أكبر فأكبر تتطلع إلى الاحترام والمكانة والتأثير والمشاركة بصورة عامة».

من جانبه، أكد غسان الكبسي، الخبير في شركة «ماكنزي»، أن الإحصاءات والأرقام تؤكد أن 80 في المائة من العاملين في السوق السعودية موجودون في القطاع الحكومي، وأن هناك أكثر من 3 ملايين من مجموع الملايين الأربعة التي تمثل العمود الرئيسي لسوق الوظائف. وأشار إلى ضرورة وجود سياسات بديلة في الفترة المقبلة، مبينا أن القطاع العام لن يستوعب أكثر من مليون من أصل 6 ملايين طالب للعمل في الأعوام الـ15 المقبلة.

وفي ختام الجلسة، استشهد تركي الدخيل، مدير الجلسة، على مدى العلاقة بين خادم الحرمين الشريفين وشعبه بما كتبته «الشرق الأوسط» تحت عنوان «ملك يعترف ويعتذر ويشكر»، ذاكرا أن الاعتذار لا يعتبر فضيلة منه بعدما صدر من خادم الحرمين الشريفين.