رئيس خدمات الأوراق المالية في «إتش إس بي سي»: نركز على قراءة أسواق المنطقة المالية على المدى المتوسط

خبراء لـ«الشرق الأوسط»: ما زالت النظرة إيجابية للاستثمار على الرغم من الأحداث الأخيرة

TT

دعا رئيس خدمات الأوراق المالية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في بنك «إتش إس بي سي» أريندام داس المستثمرين إلى تركيز قراءتهم للأسواق المالية في المنطقة على المدى المتوسط وليس القصير، «لأن الوقت الراهن هو وقت أزمة وبالتالي لا يمكن القياس عليه، فإذا ما خرجت الدول أقوى من هذه الأزمات فإن التأثيرات على الأسواق المالية ومعدلات النمو ستكون أقل».

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» قال داس إنه من الصعب في الوقت الراهن تقدير تأثيرات حالة عدم الاستقرار الراهنة على أداء مجمل الأسواق المالية في المنطقة، «خصوصا أن حرية تحرك الأموال داخل أسواق الشرق الأوسط موجودة، وعادة ما نشاهد الأموال تسحب بسرعة عند وقوع أي حدث، ولكن من المفيد عدم النظر إلى ذلك الآن والتوقف كثيرا عند الأموال التي تم سحبها، بل التركيز على المدى المتوسط، حيث إن هذه الأموال ستعود بتقديري في ما بعد، خصوصا أن القواعد الأساسية التي تحكم الأسواق لم تتغير، وهذا أمر أساسي وإن تغيرت الأنظمة السياسية في بلد معين، ولذا تبقى نظرتنا إيجابية للاستثمار في المنطقة».

ولكن كبير الاقتصاديين في الأهلي كابيتال جارمو كوتيلاين اعتبر أن «الثقة تتزعزع من جديد في المنطقة. فهناك حالة من عدم الوضوح إلى أين ستتجه الأمور في المرحلة المقبلة، وعدوى انتقال حالات عدم الاستقرار إلى دول أخرى ما زالت مفتوحة، وما يرافق هذا الأمر من حديث عن السياسات التي ستتبع في ما بعد». ولهذا يقول كوتيلاين في حديث مع «الشرق الأوسط» إن أي عمليات طرح أولي للأسهم أو طرح سندات أو صكوك سيتم تأجيلها في المرحلة المقبلة. وهو ينظر بقلق إلى الأوضاع الحالية في البحرين ويقول: «إن إجمالي الناتج المحلي في البحرين يقدر بنحو 20 مليار دولار، وإذا ما قمنا بعملية حسابية بسيطة نجد أن الأحداث التي حصلت مؤخرا كفيلة بأن تجعلها تخسر 20 مليون دولار في عشرة أيام فقط، علما بأن الفوضى مستمرة في البحرين منذ أكثر من شهر». وأضاف: «بتقديري مرور شهرين على هذا النحو سيكون كفيلا بخسارة البحرين لنسبة النمو المتوقعة في اقتصادها، ولأن ينتقل الناتج المحلي الإجمالي إلى خانة النمو السلبي أيضا على الرغم من الاستثمارات الكبيرة التي وضعتها حكومة البحرين خلال السنوات الماضية من أجل تطوير بنيتها المالية والعقارية».

واعتبر كوتيلاين أن البحرين بحاجة اليوم لإعادة تركيز استراتيجيتها في المرحلة المقبلة من خلال العمل على محور إعادة الثقة، متوقعا أن تكون مدينة دبي المستفيد الأول من الفوضى الحالية في البحرين، «ولا سيما مع التصحيح الذي شهدناه في الفترة الماضية في أسعار العقارات ومع معرفة المستثمر إجمالا بهذه المدينة».

وفي المقابل دعا داس حكومات دول المنطقة ومسوؤلي أسواق المال إلى التركيز أكثر من قبل على تعريف المستثمرين حول العالم بالفرص التي تقدمها هذه الأسواق والقوانين المعتمدة والتغييرات الإيجابية التي تتم في هذا الإطار. وقال: «هذا ما يهم المستثمر، ولا سيما في الوقت الذي تتصدر فيه عناوين الأخبار الحديث عن عدم الاستقرار في المنطقة».

وتوقع كوتيلاين أن تحقق هذا العام كل من الإمارات والسعودية معدلات نمو جيدة، لكنه تساءل عن أسباب غياب القطاع الخاص عن الاستثمار المباشر لتحريك عجلة الاقتصاد، وقال: «نشاهد منذ مدة في دول الخليج إنفاقا حكوميا كبيرا، وضخ أموال كبيرة في الاقتصاد الوطني مقابل ما يمكن وصفه بخروج للقطاع الخاص. فالحكومة السعودية على سبيل المثال تضخ أموالا كبيرة في الاقتصاد الوطني ومعدلات النمو المسجلة العام الماضي كانت مدفوعة بنسبة كبيرة من الدعم الحكومي وليس من القطاع الخاص ليقوم بتحريك الاقتصاد، وهذا ما يقلقني».

وأضاف: «أعتقد أننا لسنا في مرحلة نستطيع البدء فيها بتقدير حجم الأضرار التي لحقت باقتصادات المنطقة، وبالأخص الدول التي شهدت الأحداث والتغييرات السياسية، ومع ذلك فهناك الكثير من المستثمرين الذي يأخذون مخاطر عالية في استثماراتهم، وهم مستعدون لدخول هذه الأسواق في المرحلة الراهنة».