مدير «بنك البوسنة» بوكفيتش لـ «الشرق الأوسط»: 200 مشروع بقيمة 15 مليار دولار تنتظر المستثمرين

إكمال الاستعدادات لانطلاق منتدى سراييفو الاقتصادي 2011

مدير بنك البوسنة الدولي، عامر بوكفيتش
TT

استكملت البوسنة استعداداتها لمنتدى سراييفو الاقتصادي 2011 على مختلف الأصعدة السياسية، والتنظيمية، وكذلك على مستوى تجهيز المشاريع الاقتصادية التي ستعرض في المنتدى الاقتصادي الذي يقام للعام الثاني على التوالي، حيث كانت انطلاقته في 6 أبريل (نيسان) من العام الماضي، وليصبح تقليدا سنويا يقوم بتنظيمه البنك الإسلامي للتنمية، وبنك البوسنة الدولي. ومن بين الشخصيات التي أكدت حضورها لمنتدى سراييفو الاقتصادي، رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ونائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الخارجية الكويتي الدكتور محمد الصباح، ورئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي، ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، والسكرتير العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إكمال الدين إحسان أوغلي، ورئيس الغرفة الإسلامية للتجارة الشيخ صالح كامل، ورئيس وزراء ولاية ملاكا الماليزية داتو محمد علي رستم، ورئيس مجموعة «بوشناق» الدكتور عادل بوشناق، والرئيس التنفيذي لمصرف دبي محمد المهيري، ورئيس بنك دبي الإسلامي محمد إبراهيم الشيباني، ومدير بيت التمويل في أبوظبي، والأمين العام المساعد للغرفة الإسلامية، ومدير اتحاد أصحاب الأعمال المنبثق من الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة عبد المحسن لنجاوي، ومحمد الكبيسي، والرئيس الكرواتي إيفو يوسيبوفيتش، ورئيس وزراء صربيا ميركو سفيتكوفيتش، وممثلة وزارة الخارجية الأميركية الخاصة بالشؤون التجارية والأعمال لورين هاريتون وغيرهم. وتبلغ المشاريع التي تم إعدادها نحو 200 مشروع، بقيمة تصل إلى 15 مليار دولار. أي بزيادة نحو 40 مشروعا عن العام الماضي، الذي عرض فيه 157 مشروعا بقيمة 11 مليار دولار. وقال مدير بنك البوسنة الدولي، عامر بوكفيتش لـ«الشرق الأوسط»: «هناك فرص كثيرة في البوسنة تفوق تلك المتوافرة في مناطق أخرى من العالم معروفة بأنها مغناطيس للاستثمارات الدولية». وتابع «سيقام منتدى سراييفو الاقتصادي الثاني في الفترة ما بين 6 إلى 8 أبريل 2011، وكما تعلمون فإن المنظم لهذا المنتدى هو البنك الإسلامي للتنمية وبنك البوسنة الدولي، ومن المشاريع المطروحة على هذا الصعيد، فكرة (مشروع) جعل سراييفو، مركزا دوليا للتعليم، وبحث الفرص المستقبلية، على مختلف الأصعدة، كالسياحة، والبنية التحتية، والطاقة، والمقاولات، وصناعة الأخشاب، وتمويل المشاريع، وغيرها، والهدف من كل ذلك، الكشف عن وعود البوسنة والمنطقة، من حيث أوجه الاستثمارات المطروحة، بما يجعلها أحد المراكز الدولية المعروفة في ميدان جلب الاستثمارات». وأردف «وكل هذا من أجل عرض المنطقة، لا سيما البوسنة، وسلوفينيا، وصربيا، وكرواتيا، والجبل الأسود، أمام المستثمرين كمنطقة تكامل اقتصادي، مرتبطة بالسوق الأوروبية، والأسواق العالمية الأخرى، وكعامل استقرار، وجذب للاستثمارات. مما يجعلها المكان المناسب للمشاريع الاستثمارية الدولية».

وأشار بوكفيتش، إلى وجود اهتمام متنام بمنتدى سراييفو الاقتصادي، حيث تحضر شخصيات مهمة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، بعضها لأول مرة «الشيء الذي يمكن أن نؤكده من أن هناك اهتماما أكثر من ذي قبل، من قبل المستثمرين من مختلف أنحاء العالم بمنتدى سراييفو الاقتصادي، ونحن نعتبر المنتدى الأول كان ناجحا جدا، وعدد المستثمرين والشركات والبنوك أكبر هذا العام، كما لاحظتم من المنتدى الأول العام الماضي». وعن وعود هذا الإقبال المتزايد على منتدى سراييفو للأعمال، على الرغم من الأزمة المالية العالمية قال: «العالم يعيش بالفعل على وقع الأزمة المالية، ولكن هناك تصميما على تجاوزها، ومنتدى سراييفو للأعمال إحدى هذه الوسائل، ولذلك نحن انبهرنا بهذا الإقبال، والشيء الذي يثير الاهتمام أن مثل هذه المنتديات تقوم على أسس علمية، وبخبرة طويلة في تنظيم مثل هذه الفعاليات البوسنية، وأنا شخصيا عملت في تنظيم المنتدى الاستثماري في ألبانيا، ومنتدى رومانيا، ولكن منتدى سراييفو، أكثر حيوية ونشاطا وأكثر حضورا على كافة المستويات، والبوسنة ليست سوقا صغيرا كما يعتقد البعض، فهي مرتبطة بالسوق الإقليمي، والسوق الأوروبية بشكل أشمل، ولذلك نلاحظ أسماء كثيرة وكبيرة من الشرق والغرب أعلنت حضورها منتدى سراييفو للأعمال 2011، ونتوقع أن يكون ناجحا جدا، على الرغم من الأزمة المالية».

وحول الأشياء التي تجعل البوسنة أكثر جاذبية من مناطق وبلدان أخرى كرومانيا وغيرها قال «البوسنة لها خصوصياتها، مقارنة بالدول الأخرى، لو تنظرون من الناحية الشرقية فلدينا، أولويات كبيرة مقارنة برومانيا. ومن ناحية الغرب نجد الحضور الشرقي يشجع الغربيين على الاستثمار في بلادنا لأنه يتوافر فيها الاستثمار على المدى الطويل، كما أن وجود سراييفو بين الشرق والغرب، يكسبها نكهة جاذبة للمستثمرين من كلا الجانبين، وهو ما سيبرز بشكل واضح في منتدى هذا العام».

وأكد أن الأهداف النهائية لمنتدى سراييفو للأعمال تحتاج الوقت الكافي للتحقق، «وما نهدف إليه في النهاية لا يمكننا أن نحققه في سنة واحدة ولا سنتين. فهي عملية (مسار) متواصلة ستأخذ منا وقتا وبعدها تأتي النتائج». وذكر مثلا بماليزيا ودبي «عندما بدأت ماليزيا ودبي كانت عملية توسع الاستثمارات فيهما مثيرة للاهتمام بالتوسع، ورافقتها بعض الشكوك، واليوم نجد في كوالالمبور، ودبي بنية تحتية قوية، من الصعب العثور على مثلها في الكثير من الدول الأخرى. وكانت خطواتهم الأولى شبيهة بخطواتنا نحن اليوم، وحينما بدأوا ببناء أول ناطحة سحاب، كان بعض الناس يضحكون ويتساءلون من الذي سيحتاج هذه الأبراج في دبي؟ واليوم انظروا إلى ما تحولت إليه دبي، إنها قطب اقتصادي دولي كبير».

وبخصوص إمكانية تحول سراييفو، إلى دبي البلقان، قال: «أعتقد أن لدينا إمكانات جيدة. دبي لها موقع استراتيجي جغرافي، لأنهم قريبون من الهند، وهم مركز لجزء من العالم، ونحن لدينا، بعض الخصائص المناخية، لدينا بلد جميل، وكذلك نحن قرب أوروبا، وهي سوق كبيرة. بلا شك لدينا بعض الخصائص، فقط نحتاج إلى الرؤية، يجب أن تكون الصورة واضحة، وهي ماذا يجب أن نحققه، وعندما نقرر أن نمضي في ذلك الطريق، لا رجوع فيه أو لا رجوع عنه. أنا أعتقد أن للبوسنة مستقبلا زاهرا وآفاقا واعدة. ولكن يجب علينا، أن نعدل بعض القوانين، ونتخلص من بعض العراقيل التي ما زالت قائمة».

تجدر الإشارة إلى أن بنك البوسنة الدولي قد عقد الكثير من ورش العمل في الأشهر الماضية، سواء في البوسنة أو خارجها وذلك استعدادا لمنتدى سراييفو للأعمال 2011. كما بذل جهودا مضنية للتعريف بالمنتدى، والدعاية الضرورية له، مما حفز الكثير من المؤسسات والشخصيات في الداخل والخارج لإعلان مشاركتها في المنتدى. وهناك الكثير من المشاريع في مجالات التعليم، وصناعة الأخشاب، والطاقة، والزراعة، والسياحة، والمقاولات، والبنية التحتية، وتمويل المشاريع، في متناول أصحاب الأعمال.