انقلاب

علي المزيد

TT

حدث انقلاب يوم الثلاثاء قبل الماضي في الجمعيات العامة للشركات السعودية المساهمة، حيث تمكن بعض مساهمي شركة النقل البحري من التصويت عن بعد، وذلك عبر التصويت الإلكتروني. سيسأل البعض ما فائدة التصويت عن بعد؟ الجواب باختصار بسيط جدا، إنه يكمل النصاب وهذا يكفي بالإضافة إلى الفوائد الإضافية التي سنتطرق لها فيما بعد.

ينص نظام الشركات السعودية على أنه يجب حضور 50 في المائة من الأسهم المصدرة ليكون عقد الجمعية العامة صحيحا في المرة الأولى، أما في المرة الثانية فتعقد الجمعيات العامة العادية السعودية بمن يحضر. وفي الجمعية العامة العادية لشركة النقل البحري المنعقدة الثلاثاء قبل الماضي حضر 50.2 في المائة من الأسهم المصدرة للشركة منها 11.2 في المائة من الأسهم المصدرة صوتت إلكترونيا، مما يعني أنها تمثل 22 في المائة من الأسهم الحاضرة، أي لولا أنه سمح بالتصويت الإلكتروني فستؤجل الجمعية وهذا يكلف مالا ووقتا.

وكنت في وقت سابق قد طالبت من خلال هذه الزاوية بالتصويت الإلكتروني وتم بحمد الله، وبما أن إمكانيات جهاز الكومبيوتر عالية جدا فإنني أقترح على هيئه سوق المال أن تجبر الشركات على أخذ العناوين الإلكترونية لمساهميها وترسل لهم جميع أخبار الشركة بما في ذلك الميزانيات الربعية والسنوية للشركات المساهمة وهذا سيخدم كبار المساهمين، لأن الميزانيات تصلهم إلكترونيا كما أنه يخدم صغار المساهمين ليخبرهم بتطورات الشركة وصرف الأرباح، فغالبا صغار المساهمين لا يتابعون أخبار الشركة. ومثل هذا العمل لا يكلف الشركة شيئا ويخدم المساهمين.

وبما أننا اتفقنا أن إمكانيات الكومبيوتر لا حدود لها، فأنني أتمنى أن نوجد ما يسمى بالتصويت التفاعلي وهو إمكانية أن يشارك المصوتون عن بعد في الجمعية العامة سواء كانت جمعية عامة عادية أو استثنائية، والتصويت التفاعلي يمكن المساهمين من طرح الأسئلة على مسؤولي الشركة التنفيذيين ومجلس إدارتها، كما سيسمح للمساهمين بمناقشة المواضيع التي تخص الشركة، فهل سنرى فيما بعد جمعيه تفاعلية؟ وقبل وأن تطلق شركة «اركسون» تلفزيونها التفاعلي الذي يسمح للمشاهد باختيار زاوية الرؤية بدلا من أن يكون تحت رحمة المخرج، ولتكون الصورة واضحة، فلو كان التلفزيون ينقل مباراة كرة قدم عبر 12 كاميرا فسيتمكن المشاهد من اختيار كاميرته التي قد تكون موجهة للجمهور أو المدرب أو لاعب أو خصومة بين لاعبين.

* كاتب اقتصادي