السعودية: مستوردو الشعير يطالبون وزارة المالية بالموافقة على منح الاستيراد

وسط أزمة كبيرة في المعروض.. ونشوء سوق سوداء رفعت سعر الكيس إلى 47 ريالا

TT

دعا عدد من المستثمرين السعوديين في قطاع استيراد حبوب الشعير إلى فك احتكار استيراد سلعة الشعير في شركة واحدة، مطالبين وزارة المالية بالموافقة على طلبات لمنح استيراد هذه السلعة، وسط ما وصفه متعاملون بالأزمة التي تعيشها السوق، مما دفع إلى نشوء سوق سوداء منذ 10 أيام ارتفع فيها سعر الكيس إلى 47 ريالا (12.5 دولار).

وبحسب عدد من المستثمرين السعوديين في قطاع الأعلاف، فإن السبب من وراء هذه الأزمة ناشئ عن عدم رد وزارة المالية على الطلبات المقدمة منذ 4 أشهر من قبل مستوردي الشعير للوزارة بمنح الموافقة على الاستيراد، حيث لم تتم الإجابة عن هذه الطلبات، لا بالرفض ولا بالموافقة.

وأكد مستثمرون سعوديون خلال بيان أصدروه في هذا الشأن، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن عدم تجاوب الوزارة ما زال مستمرا، الأمر الذي أدى إلى انتهاء مخزون الشعير المتوافر سابقا لدى كافة مستوردي الشعير وخلو كافة محطات بيع الشعير من هذه السلعة. مبينين أن ما ذكر في الصحف المحلية من امتناع التجار الموردين للشعير عن البيع أو الاستيراد، يعد مخالفا للحقيقة جملة وتفصيلا.

ووصف بيان أعده تجار من المستوردين لسلعة الشعير، احتكار وزارة المالية، حصريا، استيراد الشعير في شركة واحدة بمعرفتها منذ أربعة أشهر، في الوقت الذي وصفها بالمخالفة الواضحة لسياسة الدولة في ما يتعلق بمبادئ الاقتصاد الحر والمفتوح، الذي يقوم على مبدأ العرض والطلب كأساس لضمان توافر السلعة وبأفضل الأسعار، وإبقاء الأسواق مفتوحة من دون أي تدخلات من أحد ليكون في النهاية المستفيد من ذلك هو المستهلك النهائي.

وأضافوا في بيانهم: «وعليه فإننا نود أن نوضح أن السبب الرئيسي لهذه الأزمة يعود إلى صدور توجيه وزارة التجارة والصناعة والمرسل لموردي الشعير برقم 267/9/1/1657/ع، وتاريخ 25/12/1431 هـ، والقاضي بعدم تصدير الشعير إلى المملكة من قبل كافة موردي الشعير إلا بعد أخذ موافقة خطية من وزارة المالية».

وبحسب معلومات حصلت «الشرق الأوسط» عليها، فإن الطلب مرتفع من قبل المستهلكين في الوقت الذي تنفد فيه الكميات المطروحة في الأسواق بشكل سريع، مما يتسبب في ازدحام بين المستهلكين على منافذ البيع داخل البلاد.

وعن ذلك، أكد سعد المرزوقي أحد الموزعين المعروفين في سوق الأعلاف بالسعودية، أن السوق تواجه أزمة كبيرة منذ شهر، بدأت مع تناقص المعروض تدريجيا حتى أخذ في الانقطاع من السوق لفترات تصل إلى أكثر من أسبوعين عن بعض الموزعين والمستهلكين، مما تسبب في نشوء سوق سوداء وصل من خلالها سعر الكيس إلى 47 ريالا.

وأوضح المرزوقي أنه كان قد تنبأ بهذه المشكلة قبل نحو شهر، حيث إن كمية السحب الكبيرة من السوق واجهتها قلة في المعروض، وارتفاع في أسعار الأعلاف البديلة مثل المكعبات، والمهروسة التي وصل سعرها بسبب أزمة الشعير إلى 36 ريالا (9.5 دولار) بارتفاع قدره 6 ريالات خلال أيام. مشيرا إلى أن نقص المعروض في السوق تسبب في تعطيل عمل الموزعين، حيث توقفت سيارات النقل الخاصة بهذه البضاعة لفترات تصل إلى أسبوعين، وسط تقلب في الأسعار ووضع غير مستقر لسلعة الشعير في السوق، وهو ما أدى بدوره إلى تذمر المستهلكين.