المعارضة تشرع فعليا في بيع النفط الليبي بمساعدة قطرية

«إيني» بصدد تحميل 600 ألف برميل

TT

قال متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا، أمس (الأربعاء) إن المعارضين الذين يقاتلون للإطاحة بالعقيد معمر القذافي عليهم أن يواصلوا تصدير النفط للمحافظة على السيولة القليلة التي يمتلكونها وتوفير الغذاء والمواد الأساسية اللازمة للسكان المدنيين. وقال محمود شمام، إن المجلس تمكن بمساعدة قطر، البلد العضو، في «أوبك» من تصدير كمية «ضئيلة جدا» من النفط الخام، ويحتاج مساعدة دولية لمواصلة إرسال الشحنات إلى الخارج. وقال عارف علي نايد الذي ينسق جهود المجلس للحصول على الإمدادات من الخارج في مقابلة، إن الوضع بالغ السوء في شرق البلاد من حيث نقص الطعام والوقود، وإن النفط هو مصدر الدخل الوحيد في ظل احتياطيات مالية متناقصة، مضيفا أن الحاجة ملحة لمعالجة تلك القضايا من أجل تخفيف معاناة الناس.

وأضاف أن المجلس يحاول الحد من المعاملات النقدية، ومن بين السبل المتبعة لذلك مقايضة الخام بالمنتجات البترولية التي تشتد الحاجة إليها. ورفض نايد مناقشة إنتاج النفط أو خطط التصدير المستقبلية، قائلا إن قوات القذافي قد تستخدم هذه المعلومات لمهاجمة المنشآت النفطية. وفي وقت سابق، أمس، قال شمام إن المعارضة تنتج 100 ألف برميل من النفط الخام يوميا. ولم يتسن التأكد من ذلك من مصدر مستقل، وهو ما ساعد في رفع أسعار النفط لتتجاوز 125 دولارا للبرميل أعلى مستوياتها منذ يوليو (تموز) عام 2008. وتواجه المعارضة صعوبة في الحصول على الإمدادات بسبب العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا. ورغم استثناء المعارضين بشكل غير رسمي من هذه العقوبات، فإن الشركات الغربية لا تزال تحجم عن التعامل مع المجلس الوطني الانتقالي.

وكانت إيطاليا أكبر مستهلك للنفط الليبي قبل اندلاع الأزمة، لكن مسؤولا إيطاليا قال، إن بلاده لن تستأنف الاستيراد وإنها تسعى جاهدة للتوصل إلى طريقة تزود بها المعارضة بالوقود وغيره من الإمدادات دون انتهاك العقوبات. وقال ماوريتسيو ماساري، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية للصحافيين «لم تجر دراسة استيراد النفط الخام بعد. نحتاج لإيجاد آليات متماسكة للعمل في ظل تجميد الأصول».

وقال مصدر بالصناعة إن شركة النفط الإيطالية «إيني» تقوم بترتيبات للحصول على شحنة من النفط، لكنها من ميناء تحت سيطرة القذافي. وأبلغ المصدر «رويترز» بأن إجراءات «إيني» لن تنتهك العقوبات لأنها تمتلك النفط، ولن تدفع أي مبالغ للمؤسسة الوطنية للنفط الليبية. ويوم الثلاثاء قالت قطر التي تسوق النفط للمعارضة إنها سهلت بيع مليون برميل من النفط وقامت بترتيب نقل أربع شحنات على الأقل من البنزين والديزل وأنواع أخرى من الوقود للمعارضين في بنغازي، وإنها مستعدة لتسهيل تعاملات أخرى. وقال شمام إن هناك صيغة، لكن المعارضين لم يتلقوا أي أموال بعد مقابل النفط وإنهم يحصلون بدلا من ذلك على مساعدات.

وأضاف أن المعارضين ما زالوا يعانون من نقص البنزين. ويقول متعاملون في سوق النفط إنهم يعتقدون أن قطر قامت بدور في مساعدة شركة «فيتول» التجارية على تصدير شحنة من الخام الليبي في وقت سابق هذا الشهر، فضلا عن مساعدة شركة «ترافيجورا» التي قالت مصادر يوم الثلاثاء إنها تحاول ترتيب تصدير شحنة من ميناء البريقة. ورفضت «فيتول» التعليق على تعاملاتها الليبية. وقالت «ترافيجورا» يوم الأربعاء، إنها تجري محادثات لتحميل نفط ليبي من مناطق تحت سيطرة المعارضة، لكنها لم تخض في التفاصيل. ويقول متعاملون في سوق النفط، إنه من المستبعد أن تكون الصادرات من مناطق المعارضة كبيرة بسبب قرب القتال من الكثير من المنشآت النفطية الرئيسية. وقال مصدر مطلع لـ«رويترز» إن شركة النفط الإيطالية «إيني» تجري محادثات لاستئجار سفينة لتحميل 600 ألف برميل من النفط الخام من حقول في غرب ليبيا. وقال المصدر: «(إيني) في السوق لاستئجار ناقلة (إفراماكس)». وأضاف أن الصفقة لا تنتهك العقوبات الدولية لأنه لن يجري دفع أي مبالغ للمؤسسة الوطنية للنفط الليبية. ولم يتسن الوصول فورا إلى متحدث باسم «إيني» في ميلانو للحصول على تعقيب.

وكانت الشركة الإيطالية من أكبر المنتجين في ليبيا قبل اندلاع القتال في البلاد، وكانت تحصل على النفط من حقلي الوفاء والفيل في غرب ليبيا.