ظلم سياحي

علي المزيد

TT

دائما ما نتحدث بسلبية عن السياحة العربية عبر وسائل الإعلام، وأحيانا يكون حديثنا منصفا عن السياحة العربية، وأحيانا يكون ظالما، وفي السعودية انتهت أمس الجمعة إجازة منتصف الفصل الدراسي ومدتها أسبوع وتسمى الإجازة السياحية وهدفها تنشيط السياحة الداخلية، وهي بالفعل أدت هدفها المنشود؛ إذ تحرك الناس في السعودية عبر السياحة في الأقاليم ومنها السياحة في المدينتين المقدستين مكة والمدينة. وبصدق كنت أسمع عن غلاء السياحة السعودية ولكني بالتجربة لم أجد هذا الغلاء ولكني وجدت معظم الخدمات تنحصر في الإيواء وبأسعار يمكن وصفها بالمتدنية إذا ما قورنت بالخدمات المقدمة من مدن مثل دبي.

والسياحة في السعودية حديثة النشأة وتفتقر لسياحة المجاميع، كما أن خدمات الإيواء تفتقر للخدمات المساندة، مثل وجود الصراف، ومغسلة الملابس، والمطعم. وسيقول البعض إن هذه المباني بنيت لأغراض أخرى غير الإيواء وأعيد تأهيلها، وأنا أقول هذا صحيح أحيانا ولكن حتى المباني التي يرغب أصحابها في بنائها بناء خاصا بالإيواء مع وجود هذه الخدمات لا يرخص لأصحابها، لأن الترخيص يلزمهم بتقديم الخدمات في الداخل أي للساكنين وهذا غير مربح، وهم يرغبون في تقديمها للساكنين والعابرين حتى يكون الأمر مربحا لهم أو يحرموا من زيادة عدد الأدوار. الشاهد في الموضوع أن الترخيص لمحلات الإيواء يحتاج لإعادة نظر مع المتغيرات واحتياج الساكنين لخدمات معينة غير مربحة للمستثمرين. وبإمكان الجهات المختصة الاجتماع مع مقدمي هذه الخدمة والاستماع للتطورات التي طرأت على الخدمة وتوفيق القوانين مع حاجات الناس. أما السياحة في الدول العربية وبعد استثناء الإمارات والبحرين اللتين يرتاح فيهما المسافر رغم الغلاء لتوحيد الأسعار بين الجميع وليس على نوع الجنسية. كما أن بعض الدول العربية تعامل بعض رعايا الدول العربية بدونية رغم أنها تحثهم على زيارتها. وأتمنى أن تحدد الدول العربية استراتيجية واضحة من السياحة التي توفر النقد والفرص الوظيفية الكثيرة وتقرر ما إذا كانت ستعامل السياح كسياح محترمين أم تعاملهم كجواسيس لدولة عدوة.

* كاتب اقتصادي