جيولوجي بوسني يؤكد وجود النفط في بلاده ويتوقع تنافسا كبيرا بين الشركات الدولية على استخراجه

د.هرفاتوفيتش لـ«الشرق الأوسط»: لدينا كميات كبيرة من الفحم والرصاص والزنك

حازم هرفاتوفيتش
TT

أكد الجيولوجي البوسني الشهير، مدير المرصد الجيولوجي الفيدرالي في البوسنة والهرسك، والأستاذ في كلية المناجم، والجيولوجيا، والتعدين، والهندسة المدنية، الدكتور حازم هرفاتوفيتش - أن البوسنة تزخر بالعديد من المعادن والثروات الطبيعية، كالفحم الحجري، والرصاص، والزنك، والباريت، والجبس، وحتى النفط. وقال في حوار مع «الشرق الأوسط» إن عمليات التنقيب عن النفط بدأت منذ فترة طويلة، وتوقفت بسبب الحرب، وتوقع إقبالا كبيرا من قبل الشركات الدولية للمنافسة على توقيع عقود لاستكشاف النفط في البوسنة.. إلى نص الحوار:

* هل صحيح أن البوسنة تملك مخزونات كبيرة من النفط، وهل هناك تقديرات لهذه المخزونات من النفط؟

- طبقا للتجارب التي أجريت على 4 حقول في شمال البوسنة فقط، فإن كميات النفط بها لا تقل عن 40 مليون طن، لكن الكميات أكبر من ذلك، لأن المسح الجيولوجي لم يشمل كل المناطق التي يعتقد أن بها مخزونات من النفط . وهناك حقول أخرى لم يعرف بعد المخزونات النفطية المتوقعة فيها. وطبقا للاستنتاجات التي تم التوصل إليها من خلال الدراسات التي قام بها الخبراء، هناك فرص للعثور على كميات اقتصادية من النفط في البوسنة. لا سيما أن الأبحاث التي أجريناها على التربة والصخور تؤكد هذه الرؤية.

* في أي الأماكن من البوسنة يوجد فيها مخزون النفط، وهل صحيح أن الجزء الأكبر من هذا المخزون موجود في شرق البوسنة وبوسانسكي برود؟

- الأماكن التي توجد بها كميات من النفط هي منطقة توزلا، ومنطقة واسعة حول جبل مايافيتسا، وأوراشيا، وبوسانسكي تشاماتش.

* هل صحيح أن النفط الموجود في البوسنة في أعماق سحيقة واستخراجها مكلف؟ - الدراسات التي قمنا بها تشير إلى أن النفط في شمال البوسنة يوجد على أعماق من 1.5 إلى 2.5 كيلومتر. أما في منطقة هرسكوفينا، فهي على عمق 3 و4 كيلومترات.

* هل كان هناك دراسات دقيقة على مخزونات محتملة، وهل زار خبراء وجيولوجيون أجانب البوسنة لهذا الغرض؟ - التنقيب عن النفط والغاز في البوسنة والهرسك، قائم منذ أكثر من قرن، وكان أول اكتشاف للنفط والغاز، في جبل ميافيتسا، في شمال البوسنة سنة 1898، وهذه السنة سجلت كسنة لبداية اهتمام مستمر لهذه الظواهر لأنها إشارة إلى وجود النفط والغاز بكميات تجارية. ومن هذه الفترة وعمليات التنقيب تستأنف وتتوقف لأسباب سياسية.

علما أن التركيز كان منصبا على المناطق الشرقية من البوسنة. وقد تم القيام بدراسات جيولوجية وجيوفيزيائية واسعة، وتم حفر 72 بئرا منهم 69 بئرا في منطقة شمال البوسنة، واثنان فقط وسط البوسنة ، وواحدة في جنوب غربي البوسنة. وهناك عدد من هذه الآبار للنفط أو الغاز، أوكلاهما. لكن الكميات كانت قليلة ولم تكن مشجعة تجاريا. وفي سنة 1989 و1990، تم إعداد دراسات بتروجيولوجية مكثفة في منطقة ديناريدي، وهذه الاكتشافات قام بها خبراء من شركة «أموكو» الأميركية، التي تأسست في 1889. وتم حلها في 1998 كما عملت في تلك الشركة اليوغسلافية للنفط. ومنذ تلك الفترة، سارت أعمال التنقيب في مشروعين مختلفين، وهما مشروع التنقيب عن النفط والغاز في شمال البوسنة، والثاني مشروع التنقيب عن النفط والغاز في منطقة ديناريدي، وتوقفت هذه الاكتشافات سنة 1991.

* ما الشركات النفطية التي أعربت عن رغبتها في التنقيب عن النفط في البوسنة؟

- هناك اهتمام من بعض الشركات الكندية، والهولندية، والأسترالية، والكرواتية، والصربية، والروسية.

* إذا كان هناك مخزون كبير من النفط في البوسنة، لماذا يتم السكوت عن ذلك على المستوى الدولة وعلى المستوى الأكاديمي وكذلك على المستوى الدولي؟

- نظرا للتجارب، والمعلومات التي لدي، أعتقد أن السبب، هو تكلفة التنقيب العالية نسبيا. لأجل ذلك يجب أن يكون هناك تعاون دولي للاستثمار في هذا المجال مع الشركات العالمية المعروفة. كما هو الحال في بقية دول العالم، فالدولة التي يحتمل وجود نفط بها، تجرى دراسات عملية لمعرفة الكميات المتوافرة، وتكلفة استخراجها، والأرباح المتوقعة من العملية برمتها.

* هل تتوقعون تنافسا كبيرا بين الشركات النفطية، وإلى مدى يمكن للوضع السياسي أن يؤثر على مشروع استخراج النفط؟

- الاهتمام الذي لاحظناه، سيدفع على المدى القريب لتسابق بين الشركات الدولية العالمية، في اكتشاف النفط في منطقة البوسنة والهرسك. والوضع السياسي، قد يؤثر على وتيرة هذه الاكتشافات، من حيث يجعلها بطيئة.

* هل هناك علاقة بين الوضع السياسي، والنشاط الاقتصادي في البوسنة، أو بالأحرى هل يؤثر الأول على الثاني، في البوسنة؟ - ليس هناك أي علاقة بين التنقيب والوضع السياسي، لأن استخراج النفط بكميات تجارية سيكون مفيدا لجميع الأطراف وللدولة ككل. بقطع النظر عن المكان الذي تقع فيه هذه الكميات

* كيف ترون مستقبل الطاقة في البوسنة، والمنطقة، وأوروبا، إذا أخذنا في الاعتبار، تطورها العلمي والجيولوجي؟

- البوسنة لديها قدرة لإنتاج طاقة كافية لسد احتياجاتها من خلال الأنشطة الكهرومائية ومخزوناتها من المياه، ومحطات توليد الكهرباء، والفحم الحجري، والرياح، أي الطاقة المتجددة. ويمكن أن تكون البوسنة المصدر العالمي الكبير للطاقة.

* ما المواد الخام التي توجد في البوسنة بكثرة ولم يتم التنقيب عنها ولماذا؟

- حاليا، هناك نسبة ضئيلة من حجم الاستفادة، الاستفادة من مخزونات الثروات الطبيعية قليل، ولا سيما ما يتعلق بخام الرصاص، والزنك. أما لماذا لم يتم التنقيب عليها، فهذه الأمور غير واضحة بالنسبة لي. عندنا كميات كبيرة جدا من الرصاص ولم يتم الاستفادة منه بالشكل المطلوب.

* هل تم القيام ببحوث جديدة لاستكشاف المواد الخام بعد الحرب؟

- بعد 1995، تم إجراء دراسات ولكن غير موسعة، في مجال استخراج النحاس، والفضة، والذهب، والبوكسيد.

* ما أنواع المواد الخام المهمة في البوسنة، وحجم الكميات؟

- أكبر كميات هي الفحم، والرصاص، والزنك، والباريت، والجبس، وأنواع من الصخور. وكما قلت آنفا هي موجودة بكميات كبيرة، ويمكن أن تستفيد منها البوسنة.

* شاهدنا في الآونة الأخيرة ظواهر زلازل في اليابان، وقبلها زلازل بدرجات أقل في منطقة غرب البلقان، ولا سيما صربيا، هل البوسنة ومنطقة البلقان معرضة لهزات قوية، وبأي شكل يمكن أن يؤثر سلبيا على إنتاج النفط والمعادن، وبصفة عامة على الحياة في البوسنة؟

- الزلازل متوقعة يمكن أن تصل قوتها 6.5 على مقياس ريختر. وأكثر الأماكن المعرضة في البوسنة والهرسك، هي بنيالوكا، وتوزلا. ولكن الزلازل ليس لها تأثير مباشر على اكتشاف النفط، والتنقيب عن المعادن، ولكنه على كل حال له تأثير على السكان.