«حديد الراجحي» تعلن عن 5 مصادر لتمويل مجمع الصناعات الحديدية الثقيلة بـ15 مليار ريال في رابغ

قالت إن المجمع سيوفر 4500 وظيفة ويخلق فرصا لقيام صناعات تحويلية جديدة

المهندس عبد العزيز العبودي
TT

كشفت شركة «حديد الراجحي» عن أنها بصدد اتخاذ قرار باختيار شريك استراتيجي عالمي للدخول معها في مشروع مجمع الصناعات الحديدية الثقيلة، الذي تستعد الشركة لإطلاقه في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ بحجم استثمارات رأسمالية تقدر بنحو 15 مليار ريال (4 مليارات دولار)، والمقرر أن يدخل الإنتاج خلال الربع الأول من عام 2016.

وبينت الشركة التابعة لـ«مجموعة محمد عبد العزيز الراجحي وأولاده القابضة»، أنه يجري الاتصال حاليا بعدة شركات عالمية بغية انتقاء الشريك الاستراتيجي الأنسب وبما يتماشى مع استراتيجية الشركة لتوفير الدعم الفني والتقني والتسويقي لمختلف المنتجات على حد تعبيرها، إضافة إلى المساهمة في رأس مال المشروع.

وكانت وزارة البترول والثروة المعدنية قد أعلنت مؤخرا عن موافقتها لتخصيص 70 مليون قدم مكعب قياسي يوميا من الغاز الجاف لشركة «حديد الراجحي» لإنشاء مشروع مجمع الصناعات الحديدية الثقيلة، وذلك في إطار التعاون القائم بين الوزارة والهيئة العامة للاستثمار والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وهيئة المدن الاقتصادية والبرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية لبناء صناعة متخصصة وذات قيمة مضافة عالية في مجال الحديد والصلب.

وأوضح المهندس عبد العزيز العبودي رئيس مجلس إدارة «حديد الراجحي»، أن عملية التمويل ستتم من خلال خمسة مصادر رئيسية تتمثل في طرح 50 في المائة من المشروع للاكتتاب العام في سوق الأسهم السعودية، والتمويل الذاتي، والشريك الاستراتيجي، والصناديق السيادية، إضافة إلى الحصول على تمويل إسلامي من المصارف المحلية بما يتوافق مع الأحكام والضوابط الشرعية.

وأفاد العبودي بأنه قد تم تعيين الاستشاري المالي للمشروع للقيام بإعداد جميع المتطلبات التي تتفق مع معايير هيئة السوق المالية، هذا فيما يتعلق بعملية الطرح، كما تم تعيين الكوادر الرئيسية للمشروع، ويجري تعيين الاستشاري الهندسي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه يجري التنسيق مع شركة الكهرباء لتوفير الطاقة الكهربائية اللازمة والبالغة 500 ميغاوات، إضافة إلى الميناء والمرافق الأخرى مع الجهات ذات العلاقة في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية.

وقدم العبودي شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، على الدعم الكبير الذي يلقاه القطاع الصناعي من قبل القيادة الرشيدة في تلبية جميع احتياجاته ليستمر في العطاء تجاه تقوية الاقتصاد السعودي ككل، مثمنا لوزارة البترول والثروة المعدنية، والهيئة العامة للاستثمار، وهيئة المدن الاقتصادية والبرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية، والمؤسسة العامة للتعليم الفني والمهني، دورهم الكبير في دعم المشروع منذ أن كان فكرة إلى أن أصبح قيد التنفيذ.

وبين العبودي أن المشروع الذي يقع على مساحة 4 ملايين متر مربع يحتوي على عدد من المصانع والمنتجات المعدنية المختلفة والمنتجات الجديدة من قوالب وكتل الصلب المقاوم للصدأ التي تقام لأول مرة في المملكة ولها استخدامات متعددة كصناعة قوالب تصنيع البلاستيك والألمنيوم وكراسي التحميل، وشفة الأنابيب، وقطع تصنيع التربينات البخارية والغازية والضواغط، وقطع صناعة السيارات، وقطع الغيار والآلات والعدد المختلفة.

وبحسب «حديد الراجحي»فإن المشروع، الذي يراعي أعلى معايير الحماية البيئية للمحيط السكاني والبيئي باستخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا القطاع سيدعم الاحتياج الداخلي، من خلال تزويد شركة «حديد الراجحي» في جدة بالمواد الأولية لتلبية احتياجات توسعة خطوط إنتاج قضبان التسليح، وذلك لإنتاج مليون طن في السنة من قضبان التسليح وإنشاء مصنع المقاطع الخفيفة بطاقة إنتاجية تبلغ 400 ألف طن.

ولفت العبودي إلى أن المشروع يشتمل على مركز متخصص للتدريب في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية بمبلغ 200 مليون ريال (53.3 مليون دولار)، لتطوير الكوادر الوطنية وتزويدها بالمهارات المطلوبة لتشغيل وإدارة قطاع الصناعات التحويلية المعدنية التي تعتمد على منتجات المشروع وغيرها من المنتجات.

وتوقع العبودي أن يوفر مجمع الصناعات الحديدية الثقيلة نحو 1500 وظيفة مباشرة و3000 وظيفة غير مباشرة، إضافة إلى المساهمة في زيادة القيمة المضافة من خلال توفير العديد من المنتجات الجديدة وخلق فرص لقيام صناعات تحويلية جديدة معتمدة على منتجات المشروع.

وفيما يتعلق بجدوى نجاح المشروع ومدى قوة التنافسية في الاقتصاد السعودي، أبان العبودي أن الاقتصاد السعودي يتمتع بخواص مهمة تمنحه موقعا تنافسيا متقدما، ويتمثل ذلك في وفرة التمويل وانخفاض تكاليف الطاقة والمادة والتجهيزات الأساسية، والموقع الاستراتيجي للمملكة بين قارات العالم واتساع الأسواق أمام منتجاته أفقيا على نطاق العالم العربي، ورأسيا لتزايد القوة الشرائية لمواطني دول المنطقة، فلا غرابة إذن في أن يكون الخيار الأفضل للمملكة في بناء اقتصادها وتنويع قواعده الإنتاجية هو خيار التصنيع.

وزاد: «إن القطاع الصناعي السعودي يتجه بشكل واضح نحو الصناعات ذات الكثافة الرأسمالية، بعبارة أخرى يتجه نحو المزيد من الآلية والتقنيات الحديثة، وهذه ظاهرة صحية في بلد يتوافر فيه التمويل قياسا إلى عدد السكان، ولما كان الأمر كذلك فإن نقل التقنية الحديثة إلى القطاع الصناعي يمثل تحديا مهما لتطوير هذا القطاع».

وتابع: «على هذا الأساس قامت (حديد الراجحي) بوضع استراتيجية توسعية تستند على هذه المعطيات وارتأت العمل على إنشاء مجمع للصناعات الحديدية الثقيلة والمتخصصة والمتكاملة رأسيا، وحددت موقعا استراتيجيا ضمن مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ ليخدم أهداف الشركة على المدى المتوسط والبعيد، آخذا في الاعتبار نوعية وتنوع المنتج والقيمة المضافة وتنافسية الأسعار على المستوى الإقليمي والدولي، ناهيك بالمستوى المحلي».