محاكمة

TT

نشأت الشركات المساهمة في عالمنا العربي متأخرة وكانت تدار بالبركة وقامت الإدارة في الشركات على الثقة، فيما كان بعض المديرين يهتم بسمعته كمحترف أول لأنه مالك أغلبية حريص على ملكه أولا وحريص على سمعته ثانيا. وكان بعض هؤلاء المديرين أتقياء ولديهم وازع ديني قوي ويخشون الله فيما يعملون لذلك نجحت إدارتهم لسبب بسيط؛ أن مقاصدهم كانت أكبر من الدنيا.

ولكن بعد التوسع في إنشاء الشركات المساهمة العامة في عالمنا العربي ظهر لدينا فئة من المنتفعين أو الحراميه طبعا مع سبق الإصرار والترصد حيث يسعى مثل هؤلاء للوصل لإدارة الشركة سواء عبر مجلس إدارة الشركة أو عبر المناصب التنفيذية. فتجد مثل هؤلاء وبعد وصولهم للشركة يقومون بإنشاء شركات بأسماء أخرى وتقوم هذه الشركات بالبيع والشراء على الشركة المساهمة وأكثر هؤلاء الحراميه شرفا من يسمح للشركة المساهمة بهامش ربح بسيط جدا أما أكثرهم احترافا فيجعل الشركة المساهمة تخسر وتربح شركته.

أوه.. نسيت أن أحكي لكم حكاية سعد القريب من شركة مساهمة باع مسؤولها التنفيذي أرضا واشترتها الشركة ثماني مرات في سبيل حصول أخيه على «السعي» وتعادل 2.5 في المائة من قيمة الأرض وهي بعبارة أخرى أتعاب الوساطة أوه.. يا له من إنساني ورحيم لأن من أتوا من بعدة باعوا الأرض بطريقة مختلفة إذ باعوها بـ50 مليون ريال فقط وبربح 10 ملايين ريال بينما قيمتها العادلة في السوق 150 مليون ريال فقط يا إلهي يا لها من رحمة انظروا إليه، لم يدع الشركة تخسر.

إحدى شركات العالم العربية المساهمة ومثلها سعودية تعلن عقودا بمئات ملايين الريالات وفي نهاية الربع تخسر الشركة أو تربح مليونا فقط.

كنت أتحدث مع مدير شركة عربية مساهمة لأبارك له المنصب الجديد كصديق قال لي ما نصه: أخي علي، أنا مثل شاب تخرج حديثا ورغب أن يبدأ حياة كريمة ولكنه اكتشف أن والده غارق بالديون وهذا ينطبق على الشركة وعلي.

لم أجد هناك من يدان أو على الأقل يحاكم نتيجة الاختلاس من شركة مساهمة ويبدو أن هناك قصورا في الأنظمة أو خللا في جهة ما أو أن القائمين على شركاتنا العربية شرفاء ولكننا لا نفهم كمراقبين ودمتم.

*كاتب اقتصادي