مقتل بن لادن ينعش الأسواق العالمية.. ولكن يبقى الحذر

ارتفاع العملة الأميركية.. والذهب يفقد 43 دولارا والنفط يتراجع وسط انخفاض علاوة المخاطر

يلاحظ أن مؤشرات الأسهم الرئيسية ارتفعت في العديد من دول العالم التي لم تغلق أسواقها بسبب عطلة عيد العمال (إ. ب. أ)
TT

ارتفع الدولار وانخفضت أسعار المعادن الثمينة والنفط في الأسواق العالمية أمس وسط إحساس المستثمرين بأن العالم بات أكثر أمانا في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما عن قتل أسامة بن لادن زعيم «القاعدة». ويلاحظ أن مؤشرات الأسهم الرئيسية ارتفعت في العديد من دول العالم التي لم تغلق أسواقها بسبب عطلة عيد العمال. ولكن بعض المراقبين حذروا من إعطاء ثقل أكبر لوفاة بن لادن وقالوا إن هذا الارتفاع في أسعار الأسهم وارتفاع الدولار وانخفاض أسعار السلع الرئيسية لن يستمر طويلا وسرعان ما تنطفئ جذوة الانفعال مثله مثل أي انفعال بحادث مؤثر على الأسواق.

وفتحت الأسهم الأميركية على ارتفاع أمس الاثنين عقب تأكيد نبأ قتل قوات أميركية أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، في حين قلص المستثمرون جزءا من علاوة المخاطر الذي تدعم أسعار الأصول التي تنطوي على مخاطرة.

وارتفع مؤشر «داو جونز» 62.59 نقطة، أو 0.49 في المائة إلى 12873.13 نقطة، كما زاد مؤشر «ستاندارد آند بورز» 5.50067 نقطة أو 0.42 في المائة إلى 1369.28 نقطة. وارتفع مؤشر «ناسداك» 8.37 نقطة أو 0.29 في المائة إلى 2881.91 نقطة.

وفي سوق الصرف، انتعش الدولار من أقل مستوى في ثلاثة أعوام أمام سلة من العملات أمس الاثنين مدعوما بمقتل أسامة بن لادن، ولكن المكاسب كانت محدودة، ويتوقع أن تبقي أسعار الفائدة المنخفضة في الولايات المتحدة العملة الأميركية ضعيفة. وارتفع الدولار في رد فعل مبدئي على أنباء قتل قوات أميركية خاصة زعيم تنظيم القاعدة، في باكستان، باعتباره عاملا إيجابيا لواشنطن التي تطارده منذ نحو عشرة أعوام. وأثار النبأ طلبا على العملة الأميركية لتغطية مراكز مكشوفة بعدما سجل مؤشر الدولار أضعف مستوى منذ منتصف 2008. ومع إغلاق العديد من الأسواق في آسيا وأسواق لندن في عطلة عامة، فإن هناك نقصا في السيولة في الأسواق. ودعا قادة العالم للحذر تحسبا من أي عمل انتقامي محتمل. ويقول محللون إن هذا قد يكون إيجابيا للدولار إذا ما قاد لموجة من التحويلات للدولار بحثا عن ملاذ آمن، ولكنه أضاف أنه أمر مستبعد في الوقت الحالي. ولم يطرأ تغير يذكر على اليورو أمس وظل عند 1.4790 دولار، ولكنه حام قرب أقل مستوى له خلال اليوم عند 1.4765 دولار. وظلت العملة الموحدة قريبة من أعلى مستوى في 17 شهرا الذي سجلته في الأسبوع الماضي عند 1.4882 دولار. وسجل مؤشر الدولار 73.154 بارتفاع 0.3 في المائة خلال اليوم بعدما هوى إلى 72.813 في التعاملات الآسيوية وهو أقل مستوى منذ منتصف 2008. وارتفع الدولار 0.3 في المائة إلى 81.50 ين. وأدى نقص السيولة في الأسواق لتعاملات غير مستقرة على الدولار الأسترالي الذي نزل نحو 0.2 في المائة إلى 1.0943 دولار بعد أن سجل أعلى مستوى في نحو 29 عاما في بداية التعاملات عند 1.1011 دولار.

وفي سوق المعادن الثمينة، انخفضت أسعار الفضة أمس، حيث منيت بأكبر خسارة منذ أواخر 2008، بينما قلص الذهب خسائره بعد نبأ مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في عملية قادتها الولايات المتحدة في باكستان. ونزلت الفضة التي أضيرت جراء انتعاش الدولار بنسبة تصل إلى عشرة في المائة إلى 43.04 دولار للأوقية «الأونصة» وهو أقل مستوى في أسبوعين، ثم تعافت لتسجل 44.92 دولار. وفي بداية التعاملات، نزل الذهب أكثر من خمسة دولارات. ويعتقد أن يفقد الذهب قدرا من إغرائه كملاذ آمن بعد نبأ مقتل بن لادن. ولكن التجار يتوقعون أن يظل الاتجاه الصعودي للذهب متماسكا في ظل المناخ الاقتصادي والسياسي. وقال دارين هيثكوت رئيس التعاملات في «إنفستيك أستراليا» لـ«رويترز»: «لست قلقا بشأن الذهب الآن»، مضيفا أن الضعف المستمر للدولار وأسعار النفط المرتفعة سيظلان مصدر دعم. ونزل سعر الذهب في المعاملات الفورية خمسة دولارات ليسجل أقل مستوى خلال اليوم عند 1540.39 دولار.

وكان قد سجل مستوى قياسيا مرتفعا عند 1575.79 في وقت سابق. وبحلول الساعة 06.38 بتوقيت غرينتش انخفض الذهب في التعاملات الفورية 0.3 عن الإغلاق السابق. ونزل البلاتين واحدا في المائة بينما انخفض البلاديوم 1.2 في المائة. تراجعت أسعار النفط بما يزيد على ثلاثة في المائة أمس متأثرة بنبأ مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس الأوروبي «مزيج برنت» 4.22 دولار إلى نحو 121.67 دولار للبرميل قبل أن تتعافى قليلا إلى نحو 122.85 دولار بحلول الساعة 09.42 بتوقيت غرينتش. وبلغ «برنت» الشهر الماضي أعلى مستوى في 32 شهرا عند 127 دولارا للبرميل.

وتراجع الخام الأميركي الخفيف 2.40 دولار إلى 111.53 دولار للبرميل. وتركز سوق النفط على ما إذا كان نبأ مقتل بن لادن سيساعد في تقليص علاوة المخاطر المفروضة على الأسعار بسبب الحرب في ليبيا والاضطرابات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وحذر خبراء اقتصاديون من احتمال قيام القادة برد فعل عنيف في الأمد القريب بعد مقتل بن لادن، لكن محللين استبعدوا أن ينجح التنظيم في قطع إمدادات النفط. وكان النفط انخفض بالفعل قبل نبأ مقتل بن لادن بعد أن تسببت هجمات جوية لحلف شمال الأطلسي في نهاية الأسبوع في مقتل أحد أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي وبعد أن قالت مصادر نفطية إن السعودية زادت إنتاجها من النفط في أبريل (نيسان).