رئيس «هيئة السياحة» السعودية: القطاع السياحي في المملكة سيوفر 2.2 مليون وظيفة

الأمير سلطان بن سلمان لـ «الشرق الأوسط»: ارتفاع الوعي عند السائح السعودي نقطة تحول في تطوير السياحة الداخلية

الأمير سلطان بن سلمان خلال زيارته للجناح السعودي في ملتقى السفر العربي («الشرق الأوسط»)
TT

حدد مسؤول سعودي رفيع المستوى عنصر المنافسة في جذب السياح السعوديين للسياحة الوطنية في ارتفاع الوعي والتحول الكبير في الثقافة السياحية، والتي بات يتمتع بها السائح السعودي خلال الفترة الحالية.

وقال الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لـ«الشرق الأوسط» إن ذلك التحول وارتفاع الوعي ساهم في تعزيز وضع السياحة الداخلية، لافتا إلى أن ذلك جاء بعد أن كانت السعودية من أكبر المصدرين للسياح في العالم.

وأشار الأمير سلطان في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن السائح السعودي في الوقت الحالي اطمأن لقطاع السياحة الداخلية، في الوقت الذي تعتبر فيه المملكة اليوم من أغنى بلاد العالم بما تملكه من مقومات وقدرة بشرية، مشيرا إلى أن المملكة تحمل فرصا اقتصادية ثمينة، خاصة فيما يتعلق بفرص العمل. وكشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أنه ومن خلال الاستراتيجية المحدثة التي تم تدقيقها بشكل كبير، تبين أن فرص العمل ستبلغ 2.2 مليون وظيفة في سنة 2020، مشيرا إلى تحقيق نمو 26% في الوظائف للمواطنين في السياحة، وأكد أن التأخر في تطوير السياحة الداخلية دفع بها لأن تكون قوية ومنافسة.

وجاء حديث الأمير سلطان على هامش زيارة قام بها في مدينة دبي الإماراتية، من خلال مشاركة الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية في ملتقى سوق السفر العربية 2011.

وشدد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على أن السياحة الوطنية متى ما تم احتضانها ودعمها كقطاع اقتصادي قبل أي شي، فإنها ستكون من أول 3 قطاعات اقتصادية وطنية وأهم القطاعات المولدة لفرص العمل.

وكشف الأمير سلطان بن سلمان عن وجود خطة موازية بالكامل لخطط التنمية، والتي تعمل عليها السعودية من تطوير في مشاريع النقل من مطارات وسكك حديد وتطوير النقل البري، مشيرا إلى أنه سيتم الإعلان عن الخطة المحدثة لمدة 3 سنوات خلال أقل من 6 أسابيع، ومؤكدا أن الهيئة رفعت منظومة من المشاريع الضرورية والعاجلة وبرامج التمويل الضرورية لإطلاق السياحة الوطنية.

وقال: «السياحة الوطنية تمر بمرحلة حرجة أقرب للاختناق وذلك للإقبال الضخم والاندفاع الكبير من المواطنين الذي جاء مع تركيز الهيئة على السياحة الوطنية اليوم»، وتابع «لكن خدمات السياحة لا تزال متأخرة، ووسائل النقل والأماكن التاريخية ما زالت تعاني، كما أن استراحات الطرق بحاجة إلى تطوير سريع، في الوقت الذي لا يملك المستثمر في الإيواء السياحي التمويل المعاون الذي يساعده على تجاوز مرحلة الحرج بين الطلب وتدفقات السكان والنزلاء».

وأكد أن تحقيق نتائج كبيرة هذا العام، وذلك بالتعاون مع الوزارات الأخرى، والذي تم من خلاله إقرار عدة أمور في منظومة المشاريع التي قدمتها الهيئة إلى الدولة، وهي التي في حال تم إقرارها ستحقق مرحلة انتقالية كبيرة لجعل السياحة الداخلية المفضلة عند السائح السعودي.

وقال الأمير سلطان: «اليوم أنا سعيد فيما ذكرته قبل 8 سنوات، عندما ذكر لي أن الكثير من السعوديين يذهبون للسياحة في الخارج، وأجبت أن ذلك يسعدنا، وقد فسرت ذلك بأن المملكة لم تكن جاهزة للسياحة، ويسعدني أن يذهب المواطن ويعرف مستوى السياحة الجيدة، وأن يتعرف في كيفية تقديم الخدمات السياحية وأن يكتسب خبرة كيف يكون سائحا أفضل ويسير ضمن الأنظمة ويسير ضمن مسارات الخدمات، ويعود إلى بلاده ويطلب نفس الخدمات السياحية التي يحصل عليها في الخارج».

وزاد «اليوم هذا ما حدث، اليوم نحن نتأخر عن مستوى نمو الطلب على السياحة الداخلية، وفي اعتقادي أن 80 إلى 90% من سكان المملكة ذهبوا ولو ليوم واحد للسياحة الداخلية، فالمواطن اليوم ليس كالمواطن قبل عشر سنوات، وهذا هو التحدي الكبير».

وكان الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي قد دشن يوم أمس جناح السعودية المشارك في ملتقى سوق السفر العربية، حيث تجول في جناح المملكة الذي اشتمل على عدد من اللوحات والعروض المرئية عن المقومات السياحية والتراثية والأثرية في المملكة، وجناح المشغولات اليدوية، وأجنحة الشركات السعودية العاملة في قطاعي السياحة والسفر.

وتهدف الهيئة من مشاركتها في الملتقى إلى تقديم المملكة كوجهة سياحية مناسبة لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب السياح المحليين الذين تستهدفهم الهيئة في المقام الأول ببرامجها وأنشطتها، كما تستهدف المشاركة دعم أنشطة منظمي الرحلات السياحية المؤهلين من قبل الهيئة، وزيادة معدلات الزيارة وتنشيط حركة السفر والسياحة، إضافة إلى تشجيع الاستثمار في المشاريع السياحية والفندقية، وعرض الأنماط وعناصر الجذب والخدمات السياحية المقدمة في المملكة.

وبين الأمير سلطان أن الهيئة العليا للسياحة والآثار تعمل على الاطلاع والاستفادة من تجارب الدول العربية والخليجية التي سبقت المملكة في التجربة السياحية وتحويلها إلى عمل ومنتج اقتصادي متكامل يسهم في زيادة الناتج المحلي بشكل كبير كما لدى الدول الأخرى، لافتا النظر إلى أن المملكة تحوي الكثير من المعالم والمقومات السياحية التي تحتاج فقط إلى من يشجعها ويستثمر فيها ليحولها إلى منتج سياحي جاذب للسياح من كل مكان وأن الفرصة ما زالت مهيأة من أجل تطور القطاع السياحي باعتبارها قطاعا واعدا في مجال الاقتصاد المحلي.

ويضم جناح المملكة الذي يقام على مساحة 525 مترا الشركات السعودية الراغبة في زيادة حصتها السوقية من سوق السفر الخليجية، إضافة إلى عرض عدد من البرامج والمبادرات والفرص الاستثمارية الخاصة بالهيئة.

وتعد سوق السفر العربية المقامة سنويا في دبي الحدث الأضخم من نوعه في المنطقة وواحدا من أكبر المعارض المخصصة لقطاع السفر والسياحة على مستوى العالم وقد استقطب المعرض في دورته الماضية 2236 عارضا و22 ألف زائر من مختلف مناطق العالم، ويناقش الملتقى هذا العام الوضع الحالي والمستقبلي لشركات الطيران التجارية في منطقة الشرق الأوسط.