أشهر بيوت الأزياء الفرنسية للبيع مقابل 1.46 مليار دولار

الشرط الوحيد لـ«بيار كاردان» ألا يسحب منه المقص

بيار كاردان مع تصميماته التي بهرت العالم (أ.ف.ب)
TT

بعد أكثر من ستة عقود في تجارة وتصميم الأزياء، قرر المصمم الفرنسي الشهير بيار كاردان، بيع إمبراطورية الأزياء «بيار كاردان» التي أسسها قبل أكثر من 50 عاما. وقال بيار كاردان أمس في لقاء أجرته معه صحيفة «وول ستربت جورنال» الأميركية، إنه ينوي بيع إمبراطوريته الآن لضمان مستقبل استمراريتها بعد وفاته، «أنا أعرف أني لن أكون حيا بعد سنوات قليلة ويجب أن تستمر أعمالي». ويبلغ كاردان 88 عاما من العمر ولا يزال يمارس عملية التصميم وينوي مواصلة المهنة حتى آخر يوم في حياته، ولذلك وضع شرطا للمشتري أن يتركه يمارس مهنة التصميم في ذات المحل.

وقال كاردان من مقره المقابل لقصر الإليزيه في باريس، إنه ينوي بيع بيت الأزياء الذي يملكه مقابل مليار يورو (1.46 مليار دولار). ولكن مراقبين ومصرفيين قالوا لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن «بيت الأزياء كاردان» ربما لا تفوق قيمته 200 مليون يورو (نحو 292 مليون دولار). ولكن هذا الرقم المالي ربما يكون تخمينا فقط في ظل غياب معلومات مالية دقيقة حول حجم عمليات بيار كاردان على الرغم من شهرته. وحسب التقرير الذي نشرته الصحيفة الأميركية، فإن بيار كاردان لا يملك معلومات واضحة حول مبيعات شركته التي تتوافر لها أكثر من 400 فرع في أنحاء العالم. وكان المصمم الشهير قد أعلن قبل سنوات رغبته في بيع بيت الأزياء الذي يحمل اسمه ولم يقم بعرض الشركة للبيع، ولكنه يقول إنه جاد هذه المرة. وبيار كاردان ليس هو الوحيد بين أصحاب بيوت الأزياء الشهيرة الذين شاخوا في المهنة ولا يوجد من يخلفهم، فهنالك جورجيو أرماني الذي يبلغ من العمر 76 عاما وصاحب بيت الأزياء الفرنسي الأشهر «سانيل» كارل لاغر فلد الذي يراوح عمره السبعينات. وتتوقع مصادر في صناعة الأزياء أن يمرر هذان الهرمان إمبراطورياتهما في صناعة الأزياء قريبا. وليس لدى كاردان وريث.

وقد أسس بيار كاردان بيت الأزياء الذي حمل اسمه في الستينات من العقد الماضي بعد سنوات من الخبرة في التصميم مع بيوت الأزياء الباريسية العريقة. وبيار كاردان، إيطالي الأصل ولد في مدينة البندقية الساحرة وتربى فيها وعاش فيها زهرة شبابه قبل قدومه إلى باريس في الخمسينات. وفي باريس، عمل مصمم أزياء مع بيت الأزياء الأشهر «كريستيان ديور»، قبل أن يؤسس شركة «بيار كاردان» التي يديرها إلى اليوم بمفرده وتحمل بصماته في عالم الموضة والأزياء الرجالية. وقد اشتهر بيار كاردان بتصميم القمصان الرجالية والبناطيل والقصات التي جذبت انتباه المشاهير والطاقيات الأرستقراطية في أوروبا. وإضافة إلى تصميمات الأزياء النسائية يملك بيار كاردان تصميمات نسائية متميزة، من بينها شنط اليد النسائية، وشنط السفر ومصنوعات جلدية أخرى. وخلافا لبيوت الأزياء العريقة التي نادرا ما تمنح تراخيص باسمها في دول أخرى، انتهج بيار كاردان أسلوب منح تراخيص في الكثير من دول العالم. وقد ساعد ذلك في انتشار اسمه ومنتجاته في أنحاء العالم. ورغم أن هذه التراخيص حققت له عوائد مالية مهمة فإن بعض صناع الموضة يعتقدون أنها قللت من تميزه. ويقول بيار كاردان إنه يملك حصصا تتراوح بين 5 و10 في المائة من كل فرع من فروع بيار كاردان العالمية، وذلك كجزء من منحه ترخيص العلامة التجارية. ورغم ضخامة وسمعة بيت بيار كاردان في عالم الأزياء، فإن صاحبه بيار كاردان كشف لصحيفة «وول ستريت» عن أن ليس للشركة مجلس إدارة أو جيش من الخبراء، وقال إنه هو لوحده مجلس الإدارة. وحول الصورة التي قيم بها شركته، وكيف وصل إلى مبلغ المليار يورو الذي حدده ثمنا لإمبراطوريته، قال بيار كاردان إنه يملك ما لا يقل عن 1000 فرع في العالم، وإذا باع كل فرع منها مقابل 10 ملايين يورو (14.6 مليون دولار)، فإنه يستطيع الحصول على مبلغ المليار يورو، الذي حدده كسعر لشركته. وإضافة إلى بيت الأزياء فإن بيار كاردان يملك مجموعة من العقارات الفاخرة في باريس والمنتجعات الفرنسية الفخمة. ومن بين هذه العقارات ثلاثة عقارات كانت محلات تجارية لبيت الأزياء في مواقع استراتيجية. ويقول خبراء ماليون إن هذه العقارات سترفع من قيمة الشركة. وقال المصمم الشهير إنه التقى مع مستثمرين من الصين وأميركا وبريطانيا حول بيع بيت الأزياء، ولكنه لم يحدد في حديثه للصحيفة الأميركية عما إذا كان قد تفاوض حول سعر محدد لبيت الأزياء كما لم يتحدث عن العروض التي وصلته حتى الآن.