السعودية: عوامل خارجية وداخلية تتسبب في تراجع أسعار الفضة

وصلت أسعاره أمس إلى 35.60 دولار للأونصة

أسعار الفضة تنخفض عالميا.. وتوجهات في السعودية لتغيير ثقافة المستهلكين للتوجه إلى ثاني المعادن الثمينة طلبا («الشرق الأوسط»)
TT

أرجع مستثمرون في قطاع الذهب والمجوهرات في السعودية الانخفاض الملحوظ في أسعار معدن الفضة خلال اليومين السابقين إلى العوامل السياسية والاقتصادية، التي وصلت يوم أمس لنحو 35.60 دولار للأوقية (الأونصة) إضافة إلى وجود جني أرباح عقب الارتفاعات التي شهدتها السوق الأيام الماضية.

وأوضح عصام حسن جمال عضو لجنة المجوهرات والذهب في الغرفة الصناعية في جدة (غرب السعودية) أن الانخفاض في سعر الفضة لم يكن حادا بشكل كبير، حيث إن ارتفاع الدولار أدى بطبيعة الحال إلى التخفيف في المضاربة على المعادن بشكل عام، إضافة إلى أسعار الذهب والفضة، والمرتبطة بالأحداث السياسية حول العالم، التي بدورها تنعكس سلبيا أو إيجابيا على سعر الأونصة.

وأضاف جمال أن عالم الاقتصاد مرتبط من خلال التقييم العام بالدولار، فأي حدث في الولايات المتحدة الأميركية يؤثر على كافة الأسواق سواء بالعجز أو الفائض، مؤكدا وجود نمو في الطلب على الفضة خلال الأيام الماضية في السوق السعودية، وذلك لعدة أسباب، ولخص عضو لجنة المجوهرات في «غرفة جدة» الأسباب في ارتفاع سعر الذهب، التي جعلت توجهات البعض نحو الفضة لقدرتهم على مجارات أسعارها مقارنة بسعر الذهب، الذي يشهد صعودا خلال هذا الموسم، فالمصانع اتجهت للفضة بشكل أكبر من السابق، فأصبح الطلب على الفضة أفضل مما كان عليه.

وكانت أسعار الفضة وفي وقت سابق من أمس لامست في السوق الفورية 33.49 دولار للأوقية في أدنى مستوى منذ 28 فبراير (شباط) الماضي، وانخفضت أسعار الفضة 12 في المائة يوم الخميس الماضي، في أكبر خسارة في يوم واحد منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2008.

وهبط سعر الفضة للمعاملات الفورية 10.2 في المائة إلى 35.34 دولار للأوقية (الأونصة)، بعدما نزلت في وقت سابق إلى 35.30 دولار للأوقية وهو أدنى مستوى منذ أواخر مارس (آذار) الماضي.

وبالعودة إلى جمال الذي قال «هناك مضاربات فالأموال التي تحرك السوق كبيرة جدا وتصل إلى تريليونات الدولارات تتحرك في أقل هامش ربح من خلال البيع المكثف الذي بدورة يخفض الأسعار، فعلى سبيل المثال لو أعلن البنك المركزي (ساما) عن بيع احتياطي الذهب 50 طنا وسينزل إلى السوق كميات كبيرة ويصبح العرض أعلى من الطلب، فيحصل هبوط في السعر بطبيعة الحال».

وتابع «الحاصل حاليا طبيعي جدا لأنه انخفض مع إغلاق الأسبوع وفي نفس الوقت جاء إغلاق الشهر حيث إن هناك تجارا لا يرحلون مراكزهم للشهر القادم سواء بالخسارة أو بالأرباح».

من جهته كشف أحمد فؤاد الشريف مستثمر وعضو لجنة الذهب والمجوهرات في الغرفة التجارية في جدة عن وجود دراسة لرفع الثقافة لدى المستهلك في السعودية من خلال عمل مصوغات وحلي من الفضة مقاربة للذهب الأبيض في صناعتها، فالذهب أصبح لطبقات معينة من المستهلكين وبكميات محدودة.

وأضاف الشريف أن «إقبال البنوك المركزية وظهور منتجين للفضة ضخوا كميات كبيرة في السوق العالمية يؤدي إلى انخفاض سعر الفضة، وما يحصل حاليا من انخفاض لم يصل إلى الحد الطبيعي الذي كان عليه سعر الفضة، فنأمل أن تستقر الأسعار حتى يتمكن المستهلكون من أخذ كميات أعلى مما كانت عليه بعد الصعود الذي شهدته الأعوام السابقة».

من جهته، علق طلعت زكي، الخبير الاقتصادي وعضو جمعية الاقتصاد السعودي، بقوله إن السبب الرئيسي دون أدنى شك هو العوامل الجيو - سياسية، وما يحصل في منطقة الشرق الأوسط، والذي لا يجهله أحد من تغييرات سياسية في بعض الأنظمة في عدد من الدول، ولكن الصعود والهبوط في سعر الفضة ليس بالمستغرب، حيث بدأ هذا الصعود رحلته منذ أشهر والآن ما يحصل هو جني للأرباح، وهذه طبيعة الأسواق خاصة في السلع المتداولة.

وأضاف طلعت «عادة تتراجع الفضة بشكل أسرع من الذهب ولعل الارتفاعات الكبيرة كان لها عدة مؤثرات أحدها ضعف الدولار، واللجوء إلى بناء مراكز في هذه المعادن النفيسة لتعويض الضعف الذي حصل لعملة الدولار الأميركي».

وزاد «أن أحد المسببات للانخفاض هو المضاربات، التي تلعب دورا كبيرا في الخفض والرفع أيضا بما في ذلك النفط، فالمضاربات عادة ما يشتد عودها وتصبح في وضع أقوى عندما تصعد الأسعار إلى مستويات كبيرة، عندها سيحدث جني الأرباح مما يخفض سعر السلع المتداولة سواء الذهب أو الفضة».

وتابع «العوامل الجيو - سياسية تلقي بظلالها على هذه المعادن، فحدوث الاضطرابات في الدول العربية ودول العالم، يؤثر بشكل ملموس على الأسعار».