السفر الفاخر ينقذ ربحية شركات الطيران رغم ارتفاع كلفة التشغيل

«الإماراتية» حققت بسببه أرباحا كبيرة في حين خسرت الشركات الأوروبية

مضيفة في قسم الدرجة الأولى من طائرة إيرباص «380 إيه» المستخدمة من قبل خطوط «الإمارات» الدولية (رويترز)
TT

يتحول تعافي حركة السفر على درجة رجال الأعمال والتعرض للأسواق الناشئة سريعة النمو إلى عامل محرك في صناعة النقل الجوي التي تفتقر إلى النمو في ظل ارتفاع كلفة التشغيل وارتفاع أسعار الوقود. وأكبر دليل على ذلك نتائج أعمال شركات الطيران، حيث ارتفعت أرباح «طيران الإمارات» ومقرها دبي بفضل نمو شريحة السفر الفاخر، في حين منيت كل من «إيزي - جت» البريطانية و«إس إيه إس» الاسكندنافية بخسائر من جراء ارتفاع تكاليف وقود الطائرات وتعثر التعافي الاقتصادي في أوروبا.

وعلى مدى الأشهر الأخيرة شهدت الناقلات في أنحاء العالم نموا مطردا في حركة السفر على الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال، وهما الأكثر ربحية ضمن نشاط نقل الركاب بفضل تنامي السفر إلى الأسواق الناشئة. وفي الأشهر القليلة الماضية أيضا سجلت «بي إيه إيه» مالكة مطار هيثرو في لندن، أحد أكثر المطارات ازدحاما في العالم، زيادة مطردة في رحلات الأعمال الطويلة، ولا سيما إلى الصين والهند.

وشهدت فنادق «إنتركونتننتال»، أضخم شركة فندقية في العالم، أرباحا تنمو بفضل تعافي رحلات رجال الأعمال الأميركيين، وتوقعت الشركة حجوزات أقوى ومعدلات اشغال أعلى حتى نهاية العام. وقال هوارد ويلدون المحلل لدى «بي جي سي بارتنرز» إن رحلات الأعمال عادت على مدى العام المنصرم، ولا يقتصر الأمر على الشرق الأوسط وأماكن مثل الإمارات، بل يشمل أنحاء العالم». لكنه قال إن الدرجة الاقتصادية ما زالت تعاني بسبب عدم التيقن الاقتصادي، غير أن أسعار النفط التي يعتقد أنها قد ترتفع ثانية، هي مبعث القلق الرئيسي بالنسبة لشركات الطيران جميعها.

وفي الأسبوع الماضي قالت «اي ايه جي» التي تمخضت عن اندماج الخطوط الجوية البريطانية وأيبيريا إن السفر الفاخر ظل قويا وهو نفس صدى تعليقات صدرت في الآونة الأخيرة عن منافستيها «لوفتهانزا واير فرانس - كيه. إل. إم». وقالت «إيزي - جت» إنها ستنفذ خطتها لجذب مزيد من العملاء من قطاع الأعمال في النصف الثاني من العام في خطوة تتوقع أن ترفع إيراداتها. وكان الاتحاد الدولي للنقل الجوي «اياتا» قال في وقت سابق هذا الشهر إنه على الرغم من عودة مسافري درجة رجال الأعمال فإن ارتفاع تكاليف الوقود - مع الاضطرابات في العالم العربي - قد يمحو ربحية شركات الطيران في 2011 ويعرقل تعافي الصناعة.

وقالت «طيران الإمارات» إن تكاليفها التشغيلية زادت الربع تقريبا، وعزت ذلك بدرجة كبيرة إلى ارتفاع فاتورة الوقود في الأشهر الستة حتى نهاية مارس (آذار).

وقالت «إس. إيه. إس» التي تكبدت خسائر في الربع الأول من العام إنها ما زالت تأمل في تحقيق أرباح هذا العام رغم صعوبة ذلك في ظل ارتفاع سعر الوقود في الفترة الأخيرة.

وفي الساعة 10:19 بتوقيت غرينتش ارتفعت أسهم «إيزي - جت» في لندن 5.8 في المائة، في حين تراجعت أسهم «إس. إيه. إس» في ستوكهولم 3.7 في المائة. ويشكل الوقود ما يصل إلى ثلث التكلفة التشغيلية لشركات الطيران، ومن شأن ارتفاع حاد في السعر أن يضر بجهود الصناعة للتعافي من الأزمة المالية العالمية، لا سيما وأنها غالبا ما تعمل بهوامش ضئيلة جدا. وسجلت أسعار النفط العالمية الشهر الماضي أعلى مستوى في عامين ونصف العام مع تفشي الاضطرابات في شمال أفريقيا والشرق الأوسط مما أجج المخاوف من تعطل الإمدادات. وارتفع سعر خام «برنت» 20 في المائة منذ مطلع العام، ويبلغ السعر الحالي للبرميل تسليم يونيو (حزيران) نحو 112 دولارا، في حين ما زال الخام الأميركي يحوم حول 100 دولار للبرميل. وتفاقم أثر ارتفاع أسعار النفط جراء ظروف تجارية غير مواتية في أوروبا، حيث أصدرت شركات التجزئة تحذيرات بشأن الأرباح مع تأثر ثقة المستهلك جراء التضخم والبطالة ومخاوف ارتفاع أسعار الفائدة.

وأعلنت «توي ترافل» و«توماس كوك»، أكبر شركتين للرحلات السياحية في أوروبا، تقييمات متشائمة لمعنويات المستهلكين البريطانيين هذا الأسبوع، وحذرت «توماس كوك» من أن أداءها في بريطانيا هذا العام سيكون أسوأ من 2010. وقالت كارولين مكول الرئيسة التنفيذية لـ«إيزي - جت»: «ما زال مناخ الاقتصاد الكلي صعبا بالنسبة لكل شركات الطيران، حيث يتسبب ضعف ثقة المستهلك في أنحاء أوروبا في تباطؤ المعدل الممكن لتحميل ارتفاع أسعار الوقود وزيادة الضرائب على المسافرين».