صالح كامل: أزمة البطالة «قنبلة موقوتة» والقضاء عليها مسؤولية رجال الأعمال

رجل الأعمال السعودي وصف سوق الأسهم بـ«الطفيلية».. وطالب بتطبيق الزكاة عليها وعلى الأراضي البيضاء

TT

شدد الملياردير السعودي صالح كامل على ضرورة تدارك أزمة البطالة والتغيرات السلبية في القيم المجتمعية بالسعودية المتمثلة في الفساد بكافة أشكاله، وذلك لعدم مواجهة أزمات كبيرة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن رجال الأعمال يتحملون جزءا كبيرا من هذه المسؤولية.

وقال صالح كامل، رئيس مجلس إدارة مجموعة «دلة البركة»: «ما لم نقض على أزمة البطالة، فإن لدينا قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت»، موضحا أن القضاء على هذه الظاهرة من مسؤولية رجال الأعمال بالدرجة الأولى، مطالبا بضرورة تعاون جميع رجال الأعمال للقضاء على هذه الأزمة. وانتقد رجل الأعمال السعودي، التغيرات التي طالت بعض القيم المجتمعية في البلاد، في إشارة منه إلى حضور الفساد في المشهد السعودي، وقال: «نحن لسنا أفضل حالا من بعض الدول العربية التي تفشى فيها الفساد».

وأكد كامل، خلال حديثه في اللقاء الذي نظمته لجنة شباب الأعمال، بالغرفة التجارية بالخرج، أن أزمتي البطالة وتغير القيم المجتمعية بشكل سلبي، قد يؤثر بشكل سلبي على كثير من الأوضاع في البلاد، ما لم يتم القضاء عليها، الأمر الذي اعتبره صالح كامل، أمرا في متناول اليد وقابل للتطبيق.

وجدد كامل مطالبته بضرورة التعاون والتفكير بشكل مكثف لعلاج مشكلة البطالة، وأضاف مستنكرا وضع البطالة في البلاد: «نتكلم عن مليون عاطل في السعودية، كيف نتكلم عن بطالة مليون ولدينا 8 ملايين وافد أجنبي؟»، معتبرا أن هذه الأزمة ليست أزمة بطالة حقيقية، بل أزمة سوء توزيع.

وأشار في هذا الصدد، إلى أن الغرفة التجارية والصناعية بجدة، أجرت حصرا على حلقة جدة للخضار والفواكه، واكتشفت أنها حكرا على الجنسية البنغلاديشية، وأن متوسط دخل الفرد منها يتراوح ما بين 500 – 1000 ريال يوميا، مما يكشف عن وجود فرص حقيقية للقضاء على البطالة، إلا أن الشباب السعودي يعاني أزمة في ثقافة العمل وعدم تقبلهم لبعض الأعمال، وطالب كامل بتشجيع الشباب السعودي على العمل في كافة مجالات الأعمال، مشيرا إلى أن ثقافة العمل المكتبي والمريح لم تكن موجودة سابقا في السعودية، وأن الآباء والأجداد امتهنوا كافة الأعمال الحرفية واليدوية.

وطالب رجل الأعمال السعودي، رئيس مجلس الغرف السعودية سابقا، بضرورة أن تتوافق مخرجات التعليم لتلبي حاجة سوق العمل، مشددا على أهمية وجود تخطيط متواز بين القطاعات المختلفة لخدمة قضية مكافحة البطالة.

وانتقد كامل ما يجري من عمليات المضاربة في سوق الأسهم، مشيرا إلى أن هذا العمل هو عمل طفيلي بحت، ولا يقدم شيئا للمجتمع على الإطلاق، وأن سوق الأسهم ليست سوى سوق طفيلية لا تضيف شيئا للاقتصاد، مطالبا في الوقت نفسه، بتطبيق الزكاة الشرعية على سوق الأسهم والأراضي البيضاء، وقال: «لو طبقنا الزكاة على الأسهم والأراضي البيضاء، لما ذهبت إليها أموال الناس كما هو الحال الآن، ولما ارتفعت قيمة الأراضي كما نرى الآن».

وامتعض كامل من وضع الزكاة في الوقت الراهن، مطالبا بإخراجها من إطارها الضيق، الذي وضعته وزارة المالية، حيث تتوجه أموال الزكاة إلى الضمان الاجتماعي، وكل ما يأتي إلى الضمان يصرف إلى الفقراء، دون أن تصرف الزكاة إلى بقية أوجهها المحددة شرعا.

وتمنى وجود هيئة أهلية للزكاة، تهتم في التخطيط لصرف الزكاة في أوجهها الثمانية المحددة شرعا، وزاد: «الزكاة خطة اجتماعية اقتصادية متكاملة، يعجز عقل أي بشر عن تصورها».

وتطرق إلى تجربته في المصرفية الإسلامية، داعيا إلى ضرورة العودة إلى التراث الإسلامي، وإلى الجانب الاقتصادي منه تحديدا، وأضاف «لو عدنا إلى الاقتصاد الإسلامي، لقدمنا هدية لا تضاهى إلى البشرية». ووجه رجل الأعمال السعودي، الشباب الراغبين في دخول عالم المال والأعمال، بأن تكون مشاريعهم مبتكرة، وتلبي حاجات المجتمع، وأن تسد النقص لدى المجتمع المحيط بالمشروع، داعيا المستثمرين إلى أن يكونوا خلاقين في أعمالهم ومشاريعهم، ناصحا إياهم بعدم التقليد، معتبرا هذا سرا من أسرار نجاح أي مشروع، ودعا في الوقت نفسه، الغرف التجارية في كافة أنحاء البلاد، إلى أن تجري أعمالا مسحية على المشاريع التي تستلزمها مناطق تغطية هذه الغرف.