لندن: «جبل عمر» توقع أكبر اتفاقية في تاريخ الفندقة السعودية

فقيه لـ «الشرق الأوسط» : التمويل من خلال بنوك سعودية.. ونعمل على تدريب 20 ألف شاب سعودي

الأمير محمد بن نواف يتوسط الشيخ عبد الرحمن الفقيه وإيان كارتر من هيلتون وإد فولر من ماريوت وبيتر نورمان من حياة ريجنسي (تصوير: حاتم عويضة)
TT

أتم قطاع الفندقة السعودي معلما تاريخيا بتوقيع أكبر اتفاقية في قطاع الفندقة السعودية بتوقيع «شركة جبل عمر للتطوير» عقود إدارة وتشغيل 18 برجا فندقيا من أصل 37 برجا فندقيا في مشروعها العملاق المجاور للحرم المكي الشريف، مع ثلاث شركات عالمية هي «هيلتون» و«ماريوت» و«حياة ريجنسي».

وتمت مراسم توقيع العقود في العاصمة البريطانية لندن أمس، وقام بالتوقيع عن «شركة جبل عمر للتطوير»، رئيس مجلس إدارة الشركة الشيخ عبد الرحمن عبد القادر فقيه.

وحضر حفل التوقيع الأمير محمد بن نواف سفير السعودية لدى المملكة المتحدة، مشيرا إلى أهمية هذا الحدث الذي تتلخص فيه المجهودات الحكومية من توفير الخدمات والتسهيلات لحجاج وزوار الحرمين الشريفين. وأضاف قائلا: «يوضح هذا الحدث التزام الحكومة السعودية بالاعتماد على القطاع الخاص، وتحقيق الأولويات الحكومية من خلال خلق فرص عمل وتدريب للشباب السعودي».

وأعرب الأمير محمد بن نواف عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث، مؤكدا على قوة الاقتصاد السعودي الذي يجذب الشركات التجارية العالمية للاستثمار في السعودية.

وأعرب فقيه عن سعادته بهذه المناسبة التي تمثل نقلة نوعية وخطوة مهمة على طريق تحقيق المشروع، وقال إن «نجاح (جبل عمر) في استقطاب هذه النخبة من الأسماء العريقة في صناعة الفندقة، بمثابة العرفان والتقدير لمساهميها الذين أبدوا ثقة كبيرة فيها لتقوم بتشييد هذه الصروح الضخمة».

وأكد فقيه رئيس مجلس إدارة «شركة جبل عمر للتطوير» إحدى كبريات شركات التطوير العقاري في المنطقة والمدرجة في سوق الأسهم السعودية (تداول)، لـ«الشرق الأوسط»: «هذا المشروع يتم تمويله من خلال مجموعة من البنوك السعودية بمجهود مجمع لتمويل هذا المشروع». وأضاف أن الجهود تتضافر من أجل توفير فرص العمل للشباب السعودي، ويتمثل ذلك في أكبر اتفاقية شراكة بين القطاع الخاص والمؤسسة العامة للتأهيل التقني والمهني أبرمت في 10 مايو (أيار) الحالي لتدريب 20 ألف شاب سعودي للعمل في مجال الضيافة والفندقة من خلال 7 كليات فندقة، بعضها قائم والبعض تحت الإنشاء، موزعة في أنحاء المملكة في كل من المدينة المنورة ومكة والطائف وعسير والرياض.

أما عن الشركات الفندقية، فوقع عن شركة «هيلتون» العالمية، رئيس العمليات والتطوير إيان كارتر، وعن شركة «ماريوت» العالمية السيد إد فولر الرئيس والعضو المنتدب للشركة، وعن شركة «حياة ريجنسي» نائب الرئيس التنفيذي في قطاع التطوير بالشركة السيد بيتر نورمان.

وبموجب هذه الاتفاقية، ستقوم كل من «هيلتون» و«ماريوت» و«حياة ريجنسي»، بإدارة وتشغيل ما مجموعه 12 فندقا تتراوح بين خمسة وأربعة نجوم موزعة في 18 برجا. وستقوم شركة «هيلتون» بإدارة وتشغيل 6 فنادق، فيما ستقوم شركتا «ماريوت» و«حياة ريجنسي»، بإدارة 3 منشآت فندقية لكل منهما.

ويقع مشروع التطوير على مساحة إجمالية تقدر بـ230 ألف متر مربع، وسيتكون لدى اكتماله من 37 برجا فندقيا، وستبلغ قيمة الاستثمارات فيه ما يقارب 5.5 مليار دولار، ليعد أحد أكبر المشاريع التطويرية المتكاملة في العالم، سواء من حيث عدد الوحدات والمرافق، أو من حيث قيمة الاستثمار.

ويأتي المشروع متماشيا مع الرغبة الحكومية في الارتقاء بالمنطقة المركزية المحيطة بالحرم لتوفير مساكن وخدمات ملائمة وآمنة للأعداد المتزايدة من قاصدي بيت الله الحرام.

وبفضل استيعابه 45.000 قاطن، يأتي المشروع أيضا مكملا بامتياز لعدد من المشاريع التطويرية الاستراتيجية التي تشهدها منطقة مكة المكرمة وذلك بهدف رفع القدرة الاستيعابية لزوار بيت الله الحرام، كمشروع أعمال توسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام، وتوسعة مطار جدة.

ومن المتوقع اكتمال جميع الوحدات الفندقية التي تقوم «شركة جبل عمر» بتشييدها بموجب هذه الاتفاقية مطلع عام 2014، وبذلك ستكون الشركة قد أنجزت المرحلة الثالثة في تطوير المشروع.

وفي هذه المناسبة، أعرب كارتر من «هيلتون»، عن سعادته بتوقيع الاتفاقية، وقال: «إننا فخورون بأن نكون جزءا من هذا المشروع الضخم والاستراتيجي الذي يعد بالفعل فرصة استثمارية رائدة، ومن خلاله سوف نعمل على تقديم مزيد من الخدمات الفندقية وتحقيق وجود أكبر لخدمة ضيوف هذه المدينة المقدسة وكل عملائنا في السوق السعودية».

وأشاد بيتر نورمان، نائب الرئيس التنفيذي في قطاع التطوير بشركة «حياة ريجنسي»، بالخطى المتسارعة على صعيد إنجاز أعمال التطوير في مشروع «جبل عمر» وقال: «إننا نتطلع إلى تعزيز علاقتنا الوثيقة مع شركة (جبل عمر) كمطور عقاري رائد، وسنلتزم بأن نبذل كل الجهد لتحقيق تطلعات عملائنا في المملكة وتقديم خدمات ضيافة عالية المستوى تليق بزوار ورفعة هذا المكان المقدس».

كما نوه إد فولر، الرئيس والعضو المنتدب في مجموعة «ماريوت» العالمية، بالأهمية الاستراتيجية لهذه الاتفاقية، وقال: «إننا نسعد اليوم بأن نكون جزءا من هذا المشروع الذي يتبوأ مركزا حيويا مهمًا في قلب مكان مقدس. إنه مشروع تنموي بكل ما تحمل الكلمة من معنى».

ويتميز مشروع «جبل عمر» بخيارات الوحدات والأجنحة الفندقية وبإطلالات مباشرة على المسجد الحرام. وسيتضمن المشروع أيضا مصلى ضخما يتسع لـ65.000 مصلّ، بالإضافة إلى مصليات أخرى بالمباني ومصليات مكشوفة تسع 85.000 مصلّ، ليصبح مجموع أعداد المصلين الذين يمكن لهم أداء الصلاة مع إمام الحرم المكي 150.000 مصل، كما يحتوي المشروع على فيلات فاخرة، ومناطق للخدمات التجارية والمطاعم، ومرافق عامة وحدائق، هذا بالإضافة إلى مركز للمؤتمرات والأعمال وخدمات الطوارئ التي تعمل على مدار الساعة. كل ذلك في إطار معايير هندسية فريدة وتجربة استثنائية للضيافة تتلاءم والأجواء الروحانية التي يصبو إليها الزوار والوافدون إلى المدينة المقدسة.