منتدى جدة التجاري يقدم خدمة الإثارة الإعلامية مجانا بـ«زلة لسان»

رجال أعمال يدخلون معركة خاسرة مع الإعلام ويخرجون منها بطلب الهدنة

TT

شهد المنتدى التجاري الثالث في ثاني أيامه بجدة، أمس، خطأ من قبل بعض رجال الأعمال الذين أرادوا إطفاء ما سموه نار الإثارة الإعلامية، ليصبوا الزيت بدلا من الماء على النار، وهو ما أتاح للإعلام فرصة لا تتكرر كثيرا في رفع سقف الإثارة خلال مؤتمر واجهوا به التجار بكل التهم المتداولة في الشارع الاقتصادي.

وبدأت الشرارة الأولى للمواجهة مع الإعلام من عبد الله سعيد بن زقر، الرئيس التنفيذي لشركة «بن زقر» الذي انتقد خلال مؤتمر صحافي الإعلام الذي يشن هجوما مركزا على التجار.

وبرر هذا الانتقاد بأنه نابع من حرصه على «استفادة القارئ، بدلا من التعود على مهاجمة رجال الأعمال الذين يمشون إلى جوار الحائط درءا للمشكلات التي يجرها لهم قطاع الإعلام».

وعبر عن استيائه من «غياب الشفافية والصراحة»، مشيرا إلى أن الإعلام ينظر لرجال الأعمال على أنهم هدف سهل يستطيع من خلاله تحقيق الإثارة التي لا يجرؤ عليها عندما يكتب عن قطاعات أخرى.

وقال إن «المفروض على الصحافيين عدم سؤال التجار عن الشفافية، لأن الصحافة لا تستطيع أن تكون شفافة عندما يكون الموضوع لا علاقة له بالتجار والأسعار».

واسترسل عبد الله بن زقر في انتقاد الصحافة الاقتصادية السعودية، ليرفع سقف لهب الانتقاد إلى الحد الذي راق كثيرا لأهل مهنة الإعلام الذين حولوا هذا المؤتمر إلى مواجهة كاملة العتاد بين رجال الإعلام، ورجال الأعمال.

ووجد بن زقر مساندة قوية من رئيسة المنتدى الدكتورة نشوى طاهر، وزميلهما حسين أبو داود، رئيس شركة «أبو داود الصناعية» الذي وجد نفسه مرغما في معركة جره إليها، كل من بن زقر، وطاهر، على الرغم من أنه لم يكن راغبا في خوض هذه المعركة، مغلبا تفعيل الحكمة لنزع فتيل المواجهة، وكان له ما أراد لكن بعد شوط طويل من الكر والفر.

ووجد الإعلاميون الفرصة سانحة للإثارة غير المحرمة، مستخدمين قاعدة «خير وسيلة للدفاع هي الهجوم»، ليجد رجال الأعمال أنفسهم في خانة طلب الهدنة مستخدمين عبارات مثل «نحن شركاء والخلاف بيننا يهدم ولا يبني، كلنا أبناء وطن، ونحن نقدر دور الإعلام، ولن نختلف معكم من أجل الصالح العام».

وخلال الكر والفر بين قطاعي الإعلام والأعمال، انبرى الإعلاميون الذين بلغ تعدادهم بالعشرات للدفاع عما ينتج عن الإعلام، مسددين سهام النقد إلى قطاع الأعمال الذي يواجه من كل صوب تهما لا تعد ولا تحصى بسبب غلاء الأسعار.

وشدد الإعلاميون على «وجود تجار يستحقون التشهير على ما يقترفون من جرائم بحق المستهلكين، وهذا ما أقرته الدولة وليس نحن»، موضحا أن تسليط الضوء على السلبيات هو الدور الطبيعي الذي يجب على الإعلام ممارسته دون تخاذل.

وعدد الإعلاميون قائمة طويلة من المآخذ على التي يرون قطاع الأعمال مقصرا فيها، ومن ذلك عدم الرد على اتصالات الإعلاميين الذين يبحثون عن توثيق معلوماتهم من المصادر المسؤولة، بينما يتهافت التجار على أضواء كاميرات الإعلام بهدف الترويج لأنفسهم تارة ولبضائعهم تارة أخرى.

وأقرت الدكتورة نشوى طاهر بفداحة ما أقدم عليه قطاع الأعمال أمام محترفات ومحترفين في القطاع الإعلامي، مشيرة إلى أن «ثمن هذه الغلطة سيكون باهظا، وستغني الصحافة كثيرا على ما زلت به ألسن التجار».