المنظمة العربية للسياحة تقدر حجم خسائر الدول العربية بأكثر من 4.5 مليار دولار نتيجة الاضطرابات السياسية

كشفت عن مشروع لإنشاء «عرب ديزني» بتكلفة تتجاوز 300 مليون دولار

جانب من مدينة «وورلد ديزني» (رويترز)
TT

قدر مصدر مسؤول في المنظمة العربية للسياحة حجم الخسائر التي تكبدتها الدول العربية على خلفية الاضطرابات السياسية التي شهدتها تلك الدول منذ بداية عام 2011 بأكثر من 4.5 مليار دولار أميركي، مؤكدا وجود مسؤولية كبيرة من أجل تضافر الجهود بين الدول بهدف وضع استراتيجية لها.

وأعلن الدكتور بندر الفهيد، رئيس المنظمة العربية للسياحة، عن البدء في تنفيذ جملة من القرارات التي خرج بها مؤتمر الاستثمارات الذي شهدته شرم الشيخ في مصر قبل نحو 3 أسابيع، من ضمنها: ضمان الاستثمار في الدول العربية.

وقال، في مؤتمر صحافي، أمس: «تم التنسيق مع بنك التنمية الإسلامي بهدف تقديم ضمانات بنكية للمستثمرين في الدول العربية والحد من خروج أموالهم خارج تلك الدول»، لافتا إلى أن مؤتمر شرم الشيخ شهد حضور ما يزيد على 200 شخصية وأكثر من 10 وزراء عرب اتفقوا على تكامل العمل المشترك بين الدول العربية.

وشدد على أن السياحة البينية العربية تعتبر الملاذ الآمن لتجاوز ظروف الاضطرابات السياسية التي تشهدها المنطقة العربية، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى بدء العمل مع تركيا فيما يتعلق باستثماراتها داخل الدول العربية والعكس.

يأتي ذلك في وقت زارت فيه الشيخة مي آل خليفة، وزيرة الثقافة والسياحة البحرينية، أمس، مقر المنظمة العربية للسياحة بجدة، وذلك بهدف استكمال التعاون في اتفاقيات سابقة بين كل من السعودية والبحرين، متعلقة بمجال تنمية الاستثمارات والتسويق والترويج السياحي والتدريب والتأهيل، إلى جانب مناقشة قضايا خاصة بتطوير التراث، وذلك بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية، إضافة إلى الاتفاق على إقامة ورش عمل وندوات تخدم القطاع السياحي العربي بشكل عام والبحرين على وجه الخصوص.

وكشفت وزيرة الثقافة والسياحة البحرينية، لـ«الشرق الأوسط»، عن جملة من المشاريع السياحية المشتركة بين كل من السعودية والبحرين، التي تمت مناقشتها خلال اجتماعها برئيس بنك التنمية الإسلامي، إلا أنها لم تفصح عن هذه المشاريع، رافضة الإعلان عن حجم الاستثمارات السعودية في مجال السياحة بالبحرين.

واعترفت بأن دور السعودية في تعزيز وضبط الاضطرابات السياسية التي شهدتها دولة البحرين كان أحد أسباب إطلاق مهرجان صيف البحرين تحت عنوان «انتصارا للفرح»، الذي من المزمع انطلاقه مطلع شهر يوليو (تموز) المقبل. وأضافت: «يضم المهرجان الكثير من الفعاليات والأنشطة، من خلال استقطاب فرق موسيقية وعروض للأطفال من دول عالمية، إضافة إلى تنشيط السياحة الثقافية، ومبادرات القطاع الخاص والفنادق بالبحرين من أجل تقديم عروض وخصومات بهدف استقطاب أكبر عدد ممكن من السياح».

وأكدت «تعافي» البحرين من أزمتها، إضافة إلى أن الضمانات البنكية والتسهيلات المقدمة من قبل بنك التنمية الإسلامي ستساعد في تجاوز تلك الأزمة، لافتة إلى أن المنظمة العربية للسياحة عملت على وضع استراتيجية للدول العربية المتضررة من الاضطرابات السياسية فيما يتعلق بمجال السياحة وذلك من خلال مؤتمر الاستثمارات الذي عقد في شرم الشيخ.

في السياق ذاته، كشف المهندس فائق خياط، مدير عام تطوير المشاريع في المنظمة العربية للسياحة، لـ«الشرق الأوسط»، عن مشروع لإنشاء مدينة ألعاب تحمل اسم «عرب ديزني» بتكلفة توقع تجاوزها 300 مليون دولار أميركي، وذلك على مساحة تفوق 10 ملايين متر مربع، مبينا أن المنظمة بصدد اختيار موقعها، إما في المغرب وإما في مصر وإما في الأردن.

وقال، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تعمل المنظمة على طرح أفكار لتنشيط السياحة في الدول العربية، والتي من ضمنها إنشاء (عرب ديزني)؛ حيث تمت مخاطبة وزير السياحة المغربي، الذي قام بدوره بتخصيص أرض ستتم زيارتها خلال الشهر المقبل لتحديد مدى ملاءمتها للمشروع».

وحول المدة التي ستستغرقها المنظمة من أجل إنشاء «عرب ديزني»، أوضح المهندس فائق خياط أن ذلك المشروع يستغرق ما لا يقل عن 5 سنوات، مؤكدا أنه سيسهم أيضا في خلق الكثير من الوظائف وزيادة الدخل القومي للبلد الذي سيحتضنه، غير أنه لم يحدد عدد تلك الوظائف المتوقع توفيرها من خلال «عرب ديزني».

وأرجع أسباب اختيار الدول الثلاث لإنشاء المشروع عليها إلى أسباب عدة، من ضمنها: تميز المغرب بطبيعة باردة وأمان سياحي، في حين تتميز مصر بعدد سكانها الكبير الذي من شأنه أن يخدم المشروع، كونه يحتاج إلى أعداد كبيرة من مرتاديه، إضافة إلى قرب الأردن من منطقة الخليج. واستطرد: «قامت المنظمة بدورها في ظل الأحداث السياسية التي تشهدها الدول العربية، وذلك عن طريق تنشيط السياحة في الدول المتأثرة، ومن بينها تونس ومصر، إلى جانب طرح بوليصة تأمين على مشاريع الاستثمار السياحي بتلك الدول؛ حيث تم الاتفاق مع البنك الإسلامي للتنمية لتغطي البوليصة ما نسبته 90% من رأسمال المشروع».

وأوضح مدير عام تطوير المشاريع في المنظمة العربية للسياحة أن شهر سبتمبر (أيلول) المقبل سيشهد انعقاد مؤتمر لتنشيط السياحة في الأردن، إلى جانب مؤتمر آخر للسياحة والاستثمار في المغرب.