«مصر بداية الحكاية».. شعار السياحة المصرية لاستعادة المفقود

جهود على مستوى عال للترويج وإجراءات لجذب السياح السعوديين

القنصل المصري خلال حديثه في المؤتمر الصحافي الخاص بتنشيط السياحة في بلاده («الشرق الأوسط»)
TT

في الوقت الذي كشفت فيه توقعات عن انخفاض السياحة المصرية بنسبة 25 في المائة خلال العام الجاري 2011، رفعت الهيئة المصرية للتنشيط السياحي شعار «مصر بداية الحكاية» لاستعادة ما فقدته من سياح خلال فترة الثورة، حيث ستنطلق الحملة الموجهة للسوق العربية خلال مايو (أيار) الجاري للعام الثاني على التوالي.

وقال السفير علي العشيري القنصل العام المصري في محافظة جدة (غرب السعودية)، إن بلاده حرصت هذا العام على دعوة السياح السعوديين، خاصة خلال موسم الصيف المقبل، الذين يمثلون أكبر نسبة في ميزانية الدخل القومي في مصر، وكذلك سياح دول الخليج الذين لهم تأثير مباشر في زيادة النمو الاقتصادي بمصر.

وعبر العشيري عن الاستقرار الأمني الحالي في مصر بعد أحداث 25 يناير (كانون الثاني)، مشيدا بالعديد من التغيرات الإيجابية بعد تلك الثورة، داعيا جميع السياح بالبعد عن الشائعات، التي ظهرت مؤخرا وتضمنت وجود عقبات تواجه السائح وعدم وجود أجهزة أمنية كافية.

وثمن القنصل المصري دور السعودية ومساهمتها في المساعدات الاقتصادية من خلال تقديم 4 مليارات دولار مؤخرا لدعم الاقتصاد المصري والمشاريع التنموية.

وأعلنت الهيئة المصرية للتنشيط السياحي عن بدء إطلاق الحملة العربية الجديدة الموجهة للسوق العربية والتي تنطلق تحت عنوان «مصر بداية الحكاية»، اعتبارا من مايو الجاري للعام الثاني على التوالي في كل من السعودية والإمارات والكويت وقطر، وتشمل جميع الوسائل الدعائية من تلفزيون وصحافة وإعلانات طرق ووجود مكثف على شبكة الإنترنت. كما تم الإعلان خلال اللقاء عن مجموعة من المهرجانات الفنية والثقافية تم الإعداد لإقامتها خلال فترة الصيف بداية من منتصف شهر يونيو (حزيران) المقبل، حيث ستتضمن مجموعة من الحفلات الفنية والغنائية تقام بالوجهات السياحية المهمة مثل مدينة شرم الشيخ والقاهرة والإسكندرية ومرسى علم، بالإضافة إلى بورتو غالب، وقد تم بالفعل الاتفاق مع مجموعة من مشاهير الفنانين العرب والمصريين للمشاركة في إحياء تلك الحفلات.

وبالعودة إلى العشيري الذي أشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الجهات المسؤولة في بلاده قضت على ظاهرة التمييز السعري في العديد من السلع، التي كانت تباع بأسعار مختلفة بحسب جنسية المشتري، داعيا السياح الخليجيين لزيارة المواقع السياحية في مصر، مؤكدا أن دولته قد أعلنت عن الاستقرار الأمني في العديد من المناطق السياحية.

وتحمل الحملة التي تقوم بها هيئة تنشيط السياحة دعوة مباشرة لإعادة اكتشاف روح مصر الحقيقية، التي تمثل القوة التي تربط الزائر العربي بمصر، وتجعله يعود مرة بعد مرة، كما تجعله يعيش خبرات وتجارب مميزة لا تنسى، خاصة أن نتائج الدراسة الميدانية التي نفذتها الهيئة مؤخرا أظهرت أن نسبة كبيرة من العرب وصلت إلى نحو 90 في المائة ممن شاركوا في الدراسة قد زاروا مصر على الأقل مرة واحدة.

وأضافت الهيئة أنها تسعى لزيادة هذه النسبة، خاصة أن مصر تنفرد بمقومات وإمكانات سياحية لا تقارن بأي دولة أخرى.

وتستهدف الحملة أيضا معالجة الصورة السلبية غير الواقعية التي أظهرتها بعض وسائل الإعلام الأجنبية عن الأوضاع الأمنية داخل مصر، وتدعو الجميع للاطلاع بأنفسهم على الأوضاع الجديدة، التي تعم الدولة من طمأنينة واستقرار على جميع الأصعدة، بالإضافة إلى عودة الابتسامة وروح المرح على وجوه المصريين التي كانت دائما سمة أصيلة من سمات الشخصية المصرية.

كما كشف لـ«الشرق الأوسط» سامي محمود نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية، عن أن السياحة في مصر قد بدأت بالفعل في الانتعاش التدريجي بعد الأحداث الأخيرة، متوقعا انخفاض عدد السياح والدخل السياحي بعد أن وصل نهاية العام الماضي 2010 إلى نحو 14.7 مليار دولار، إلى 25 في المائة، كما يتوقع أن تستمر مؤشرات السياحة في الارتفاع حتى شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل لتصل إلى معدلاتها السابقة والتي بلغت نسبة 80 في المائة.

وأكد نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية على أن الوجهات السياحية المصرية المتعددة مثل القاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ هي من أهم الوجهات السياحية للزائر العربي إلى مصر، وأن السياحة في كل منها لها مذاق خاص يميزها عن الأخرى، نظرا للطبيعة المتنوعة التي تنفرد بها كل جهة، بالإضافة إلى الأنشطة الترفيهية التي أدخلت على المناطق السياحية بالغردقة وشرم الشيخ لتضيف إلى الأنشطة البحرية بعدا جديدا يعطي السياح الفرصة للاستفادة من أمسياتهم.

وتابع «الحكومة المصرية تولي اهتماما كبيرا لتلك الجهات وغيرها من جميع الجهات السياحية المصرية، وبدأت بالفعل في تقديم التسهيلات أمام المشاريع الاستثمارية لرجال الأعمال من عدة دول مثل السعودية والإمارات والكويت والبحرين وغيرها، كذلك تمت الموافقة على قيام رحلات للطيران العارض من المدن الخليجية مباشرة إلى الأقصر وشرم الشيخ والغردقة والساحل الشمالي، وتعد وزارة السياحة بتقديم دعم كبير لتلك الرحلات بنسب تتناسب مع نسب الأشغال التي تقدمها تلك الرحلات».

يذكر أن السياحة العربية لمصر قد حققت خلال العام الماضي نسبة 14 في المائة من إجمالي الحركة السياحية الدولية الوافدة إلى مصر، حتى بلغت 2.1 مليون سائح من إجمالي 14.7 مليون سائح، وبلغ النمو في عدد الليالي السياحية نسبة 19.7 في المائة.