تقرير: اليونان أمام احتمال تأميم جميع بنوكها وعودتها للدراخمة مرة أخرى

السيناريو المحتمل حدوثه في حال تعثر أثينا فعليا عن سداد ديونها

TT

وضعت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية السيناريو المحتمل حدوثه حال تخلف اليونان فعليا عن سداد ديونها، وهو الأمر الذي ترتفع وتيرة احتماله مع مرور الوقت.

ووضعت الصحيفة البريطانية السيناريو المحتمل، بعد أن أصر الكثير من المحللين عليه منذ حصول اليونان على حزمة مساعداتها الأولى في مايو (أيار) عام 2010، بقيمة 110 مليارات يورو من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي.

ويشير السيناريو الذي وضعته الصحيفة إلى حدوث الآتي:

- دخول جميع البنوك اليونانية في حالة إعسار.

- ستقوم اليونان بتأميم جميع البنوك فورا.

- ستمنع الحكومة اليونانية إجراء أي سحوبات نقدية من البنوك.

- ستقوم الحكومة بعمل حظر التجوال لمنع المودعين من القيام بأعمال شغب على نمط التي حدثت عام 2002 في الأرجنتين، والتي أجبرت رئيس البلاد وقتها على الهروب بمروحية من فوق القصر الرئاسي، بعد أن هاجمت أعداد هائلة من جموع الشعب مقر إقامته.

- بعد ذلك، من المتوقع أن تلجأ الحكومة إلى تقييم ديونها بما يسمي الدراخمة الجديدة، وهي حيلة قديمة من جميع الدول المتعثرة.

- من المنتظر أن تنخفض قيمة الدراخمة الجديدة بما يتراوح بين 30 في المائة إلى 70 في المائة (وربما 50 في المائة أو أكثر) بما يترك أثرا سلبيا مباشرا على جميع الديون اليونانية المقومة باليورو.

- بعد بضعة أيام، ستكون آيرلندا على موعد مع إعادة النظر في قضية ديون نظامها المصرفي.

- ستنتظر الحكومة البرتغالية لترى إذا كانت هناك فوضى في اليونان أم لا قبل أن تقرر إعلان التخلف عن سداد ديونها.

- وهناك الكثير من البنوك الفرنسية والألمانية التي ستحقق خسائر تبعا لذلك، تمنعها من تلبية متطلبات كفاية رأس المال التنظيمي.

- سيقع البنك المركزي الأوروبي في حالة إعسار مالي، نتيجة تعرضه المرتفع للديون اليونانية، بالإضافة إلى تأثير ديون القطاع المصرفي الآيرلندي.

- تجتمع الحكومتان الألمانية والفرنسية كي تقررا أحد أمرين: إعادة رسملة البنك المركزي الأوروبي، أو السماح له بإعادة طبع الأموال لاستعادة ملاءته المالية.

والسيناريو لا ينتهي عند هذا الحد، حيث يذهب إلى فرضية حدوث ما يسمي بـ«المذبحة» في سوق سندات القطاع المصرفي الإسباني، وحدوث مقايضات للديون بالأسهم، وهو ما يبرر حاليا إعادة الهيكلة في القطاع المصرفي الإسباني.

إن فكرة إعادة هيكلة الديون اليونانية أمر مفزع حقا للأسواق تبعا للسيناريو السابق، لكن سيحدث بحذافيره؟ أما ستستطيع اليونان تجنب «بعض الأسوأ» منه؟

حتى الآن تبدو الإجابات المتفائلة صعبة أو ضعيفة الاحتمال، خصوصا أن هذا البلد عاش «عالة» على نظرائه من الدول «المجتهدة»، حينما حصل على تقييم ائتماني مرتفع لا يستحقه، واستدان كثيرا من المال وأنفقه في غير محله، بينما استشرى داخل بنيانه الإداري الفساد والرشوة والتهرب الضريبي، وهو يجني «ثماره» حاليا.