وزير التعمير والإسكان الكردي لـ «الشرق الأوسط»: ميزانيتنا لا تتناسب وحجم مشاريعنا

كاميران عبد الله: نحتاج أكثر من 100 ألف وحدة سكنية أكملنا منها 25 ألفا

المهندس كاميران أحمد عبد الله («الشرق الأوسط»)
TT

بينما تدور ماكينات ورشات البناء والتعمير في مدن إقليم كردستان عامة، فإن ورشات أخرى تعمل طوال ساعات اليوم تقريبا في الطرق الخارجية الرئيسية والثانوية لتربط، وعبر عشرات الآلاف من الكيلومترات، بين مدن الإقليم المتباعدة.

ويوجز المهندس كاميران أحمد عبد الله، وزير التعمير والإسكان في حكومة الإقليم التي يترأسها الدكتور برهم صالح، لـ«الشرق الأوسط» أبرز نشاطات وزارته قائلا «إن نشاطاتنا الرئيسية تتركز في إنشاء الطرق الرئيسية مع الجسور والأنفاق التي تربط بين المدن، ذلك أن الطرق الداخلية هي من اختصاصات المحافظات والبلديات، والجزء الثاني من عملنا هو إنشاء المشاريع الحكومية من أبنية خدمية كالمدارس والجامعات والمستشفيات وكافة الأبنية التي تحتاجها الوزارات الأخرى ومشاريع السكن»، مشيرا إلى أن «حكومة الإقليم اهتمت منذ عام 2006 بمشاريع الإسكان، لما يواجه المواطنين من أزمة حادة في هذا الموضوع، فقررت إشراك القطاع الخاص لحل هذه الأزمة عن طريق منح إجازات للمستثمرين لبناء وحدات سكنية بكلف مختلفة».

وبلغة الأرقام، يشير وزير التعمير والإسكان في حكومة إقليم كردستان إلى أن «حاجة الإقليم من الوحدات السكنية يبلغ اليوم أكثر من 100 ألف وحدة سكنية. والمشاريع التي منحت إجازات استثمار لإنجاز 60 ألف وحدة سكنية، كمل منها 25 ألف وحدة، أما الوحدات السكنية التي أنجزت من قبل وزارتنا خلال العشر سنوات الماضية، فتبلغ 22 ألف وحدة خصصت لعوائل الشهداء والمؤنفلين».

ويضيف عبد الله أن «طريقة تنفيذ الطرق سابقا اعتمدت الحاجة الفعلية والآنية، والآن نحن أمام معضلة هي أن البنية التحتية لهذه الطرق مدمرة، وواحدة من أولوياتنا هي إنشاء الطرق الحديثة وذات الممرين والتي تتحمل أثقالا كبيرة وحركة مرور كثيفة، ولمعرفة حاجتنا للطرق وكيفية إدامتها، فقد وقعت وزارتنا العام الماضي على مشروع الخطة الرئيسية (ماستر بلان) لشبكة الطرق داخل الإقليم، الجزء الأول منه يعطي معلومات عن الطرق الموجودة حاليا وواقع خدماتها وما تحتاجه من إصلاحات، وإحداثيات كل الطرق. أما الجزء الثاني فيعطي تصورا دقيقا للطرق الرئيسية التي نحتاجها للربط بين مدن الإقليم مع الأخذ بنظر الاعتبار خدمات التوصيل للمنتجات الزراعية والصناعية، وهذه المعلومات مبنية على حجم حركة المرور، إذ إن حجم هذه الحركة كان في 2003 ما بين 300 إلى 500 سيارة خلال 24 ساعة، والآن ما بين 2000 إلى خمسة آلاف سيارة، وآخذين بنظر الاعتبار أن سيارات الحمل كانت أقل ثقلا من مثيلاتها اليوم، إذ تستخدم الطرق شاحنات ضخمة (تريلات)، وهذا يعني أن الأثقال ازدادت أيضا بشكل كبير، وأن هذه الطرق تحتاج إلى التغيير في تصاميم لطبقات التربة والكونكريت والإسفلت، وهذا لا يتم بشكل عشوائي، لهذا فإن (الماستر بلان) مهم جدا، وقد تم إنجازه وسوف نستلمه الشهر القادم، وهو مبني على شكل مراحل ومقسم على 5 سنوات وحتى 2030».

ويمضي المهندس عبد الله قائلا «وفقا لخطة الحكومة، فإن الوزارة تضطلع بمشاريع ضرورية حتى 2015 وتتعلق بالطرق بين المدن الرئيسية ذات الممرين والتي بها حجم مرور عال، وتوسيع الطرق ذات الممر الواحد إلى ممرين، وتعمير الطرق القديمة مثل طريق السليمانية - كركوك. وهذا يعتمد على الميزانية المخصصة للوزارة»، مشيرا إلى أن «طريق أربيل - السليمانية يعد من أولوياتنا، وبدأنا بتنفيذ طريق واسع من أربيل يعبر إلى قضاء كويسنجق في السليمانية عبر نفق، وهناك مشروع لربط السليمانية بمنطقة بشدر التي تضم قضاء رانية وقلعة دزة مع أربيل بشكل مثلث وذات ممرين وطرق سريعة عبورا لجبل هيبة سلطان، والمرحلة الأولى من هذا المشروع قيد التنفيذ».

ويوضح المهندس عبد الله أنه »من المفيد جدا لعملنا الاستفادة من خبرات وكفاءة رئيس الحكومة برهم صالح الذي يحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة المدنية وكان قد عمل في شركات أوروبية كبيرة، وأجد أنه من المهم الاعتماد على خبراته في مرحلة البناء التي نعيشها اليوم».

ويشكو وزير الإعمار والإسكان في حكومة إقليم كردستان من أن «حصتنا من الميزانية المخصصة للإقليم من الحكومة الاتحادية لا تساعدنا على تنفيذ مشاريعنا كاملة، فإن حصة وزارتنا من ميزانية الإقليم هي 600 مليون دولار للمشاريع المستمرة وقسم للمشاريع الجديدة، طلباتنا لسنة 2011 كانت بحدود مليار و200 مليون للمشاريع، لكننا حصلنا على 85 مليون دولار، فأولويات الحكومة هذا العام للكهرباء وهذا مهم لعموم المواطنين، وهناك عجز دائم في ميزانية الإقليم، والمخصص من الحكومة الفيدرالية 17 في المائة تذهب منها 70 في المائة للميزانية التشغيلية، أي رواتب للموظفين، ويبقى منها 30 في المائة لا تكفي لمشاريع الإقليم»، منبها إلى «أننا ندير ميزانية الشعب ووفقا لأولويات الشعب ونحن موظفون لدى الشعب وعلينا خدمته، وما نقدمه هو ليس فضلا منا، بل هذا واجبنا الأساسي».