«ساكسو بنك» يتوقع تحطيم القمح والذهب أرقاما قياسية جديدة

قال إن أسواق السلع شهدت أول ارتداد واسع النطاق منذ أسابيع

TT

اعتبر مصرف ساكسو بنك الاستثماري الإلكتروني أن أسواق السلع شهدت أول ارتداد واسع النطاق منذ أسابيع، في مؤشر على أن التصحيح أوائل مايو (أيار) قد أخذ مداه الآن، فمع توقف ارتفاع الدولار بدأت السلع تتعافى. وقد ساعد في ذلك بعض البنوك الاستثمارية التي رفعت من توقعات سعر خام برنت لنهاية العام، كما ساعد في ذلك أيضا أن «الطقس لا يزال يعيث فسادا» في الحصاد المتوقع من المحاصيل لهذا الخريف من الصين إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.

وتوقع أولي إس. هانسن، المدير الأول في «ساكسو بنك»، ارتفاع سعر النفط الخام، فبعد أن عانت سوق الطاقة الانخفاض مرة أخرى، حظيت تلك الأسواق بالارتفاع جرَّاء انتعاش اليورو وتصاعد العنف في ليبيا واليمن. وأضاف أن اثنين من البنوك الاستثمارية الكبرى حافظا على الشعور الإيجابي من خلال رفع توقعاتهما لسعر خام برنت؛ حيث توقعا أن يعود السعر إلى حدود 120 - 130 دولارا للبرميل في ظل مخاطر بتجاوز كل الحدود في الارتفاع. ومع تطلع كل البنوك الآن نحو ارتفاع أسعار السلع الأربع الرئيسية، قال أحد المحللين إن السلبية فيما يختص بالنفط تجعل الأمر صعبا بمثل «صعوبة إدارة نادي تشيلسي لكرة القدم».

وبحسب هانسن، فعلى الرغم من رؤية نشاط دول منظمة التعاون والتنمية يتباطأ بعض الشيء، فإن البنوك ما زالت ترى هناك طلبا قويا من الدول الأوروبية أكثر من كون هذا ركودا «ومع كون النفط السعودي ذا نوعية أثقل من الإنتاج المتوقف من ليبيا، فإن هناك خطرا من هبوط قدرة المخزون الاحتياطي إلى مستويات حرجة، ولا يمكن وقف هذا الانحدار ومنع الطلب من أن يفوق العرض في 2012 إلا من خلال ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات يبدأ عندها الطلب في التأثر». ويتوقع المسؤول في البنك أن اليورو والذهب سيصلان إلى مستوى قياسي جديد، وذلك مع ارتفاع سعر الذهب بالنسبة لليورو إلى رقم قياسي جديد خلال هذا الأسبوع؛ حيث استفاد الذهب والفضة من تصاعد التوتر في منطقة اليورو، أما الفضة فقد أدت أداء قويا واستطاعت الآن أن تسترد 38.2% من الانخفاض الناتج من عمليات البيع من مستويات الانتكاسة في أبريل (نيسان). ولا تزال التقلبات اليومية مثيرة للغاية، وهذا هو أحد الأسباب التي قد تجعل الفضة تواجه صعوبات في التواصل مع المستثمرين الذين احترقوا بنارها خلال عمليات البيع العنيفة.

ويقول هانسن: إنه من الواضح أن نرى لماذا أصبح التداول في الفضة صعبا جدا مع تقلبات المتوسط اليومي لأكثر من ضعف ما نراه في الذهب. ولهذا فعلى المستثمر في الفضة أن يكون على استعداد ليعاني بعض الألم قبل الحصول على ما يريد في نهاية المطاف.

ويتطرق هانسن، في تقريره الذي حمل عنوان «السلع تستعيد الدعم»، إلى روسيا التي يتوقع أن تستأنف صادرات القمح، معتبرا أن الحكومة الروسية قد تسمح باستئناف صادراتها من القمح بحلول يوليو (تموز) المقبل، وذلك من أجل تفريغ مخازنها قبل موسم الحصاد المقبل. ومن المتوقع أن يغل المحصول الوفير الناتج عن زيادة المساحة المزروعة، والأحوال الجوية الملائمة، ما بين 85 و90 مليون طن متري، أي بزيادة تقدر بنحو 40% على العام الماضي. ولا يزال رد الفعل حتى الآن صامتا؛ حيث إن التجار لا يزال في ذاكرتهم الجفاف الذي ضرب روسيا وأوكرانيا في العام الماضي، والذي أدى إلى انخفاض كبير في مستويات الإنتاج.

إلى ذلك، فإن القمح سيبلغ رقما قياسيا جديدا مع استمرار الجفاف، وتأتي هذه الأنباء بحسب المدير في «ساكسو بنك» بمثابة النجدة للمستهلكين في أوروبا؛ حيث ضربت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة أسوأ موجة جفاف على مدى عقود، وشهدت أسعار المحصول الجديد من القمح ارتفاعا كبيرا خلال شهر مايو (أيار) وصل إلى مستوى قياسي جديد يبلغ 254.50 يورو للطن المتري الواحد. في غضون ذلك، ستكون أسعار المواشي تحت الضغط قبل موسم الشواء وفي قاع مقياس الأداء نجد الماشية مثل الأبقار. فقد هوت الأسعار مؤخرا بسبب ضعف الطلب على لحوم البقر، وارتفاع معدلات الذبح؛ حيث تسبب الطقس الجاف في قلة العشب اللازم لرعي الماشية. وجاء ضعف الطلب بسبب البداية البطيئة لموسم الشواء؛ حيث لم يترك الطقس الرطب في المناطق الأخرى للناس عذرا قويا للتجمع حول حلقات الشواء.