سوريا تؤجل المزاد المالي بين «الاتصالات السعودية» و«كيوتل» على المشغل الجوال

بعد دخوله مرحلة الضبابية بسبب الأحداث السياسية

TT

دخل المشغل الثالث للهاتف الجوال في سوريا مرحلة من الضبابية مع تأجيل المزاد المالي بين الشركتين اللتين انحسرت المنافسة بينهما، وهي «كيوتل» القطرية و«الاتصالات السعودية»، بحجة تغيير أعضاء اللجنة الاقتصادية الحكومية المشرفة على مناقصة الهاتف الجوال.

«الشرق الأوسط» حصلت على معلومات تشير إلى أن الحكومة السورية أعطت نفسها بعض الوقت لاستئناف عملية إدخال المشغل الثالث ريثما تنتهي الظروف الحالية التي تمر بها البلاد، وخاصة ما أفرزته من آثار على استثمارات بعض الدول في سوريا، وخاصة القطرية.

وتقول معلومات رسمية إن الأمور لم تذهب في أي اتجاه بعد، في الوقت الذي أعلن فيه معاون الاتصالات السوري محمد الجلالي أنه تم تأجيل المزاد المتوقع على المشغل الثالث في سوريا لأجل غير مسمى وقد لا يتأخر الأمر طويلا، خاصة أن جميع البنود الخاصة بالمشغل منتهية وبانتظار اطلاع الوزراء الجدد من أعضاء اللجنة الاقتصادية عليها.

إلى ذلك، قالت تقارير صحافية إن «تركسل» التركية عاودت رغبتها بالدخول في المنافسة على رخصة المشغل الثالث، الأمر الذي نفته وزارة الاتصالات بعدم تلقيها أي طلب رسمي بذلك.

هذا وأشارت معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» إلى أن لا حماسة سورية لدخول «كيوتل» القطرية، ما يجعل الكفة مرجحة لصالح «الاتصالات السعودية» التي سبق وأعلنت أكثر من مرة رغبتها الكبيرة في دخول السوق السورية في إطار خططها التوسعية. إلى ذلك، دعا خبراء اقتصاديون إلى إنشاء شركة سورية تقوم على أموال محلية، عامة وخاصة، لتشغيل الجوال الثالث.

وذكر مدير عام مؤسسة اقتصادية حكومية أن أبرز مشكلة تواجه المؤسسات الاقتصادية الرابحة هو استثمار موجوداتها، وهو الأمر الموجود في المؤسسات الخاصة، وخاصة شركات التأمين والمصارف، مما يشكل أرضية لتأسيس شركة محلية تتكون من تحالف شركات عامة وخاصة لتشغيل المشغل الثالث على أن تقوم باستقدام شركة خارجية للتشغيل والإدارة.

وتعمل في السوق السورية شركتان، هما «سيرتيل» و«MTN»، تتقاسمان السوق منذ عام 2002. ومع الاستعداد للتحول من نظام الـ«BOT» إلى نظام الرخصة، تتجه شركة «سيرتيل تيليكوم» إلى طرح أسهم جديدة للاكتتاب العام بهدف توسيع قاعدة المساهمين وإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من المواطنين السوريين حصريا في الاستثمار والمشاركة في أرباح «سيرتيل». وكانت شركة «سيرتيل» أكدت المعلومات المتعلقة باهتمام بعض الشركات الإقليمية (كويتية وتركية) بشراء حصة في الشركة والدخول كشريك إلا أن خيار «سيرتيل» سيتجه كما يبدو لتوسيع قاعدة المستثمرين من السوريين.

وكانت «سيرتيل» أعلنت عن صافي إيرادات بلغ عام 2010 نحو 53.7 مليار ليرة بزيادة قدرها 11.3 في المائة عن عام 2009، بالمقابل حققت «MTN» أرباحا صافية عام 2010 بلغت 43.5 مليار ليرة. ويوجد في سوريا حاليا نحو 10 ملايين مشترك في الهاتف الجوال تتقاسمها الشركتان.